هل تحاول السعودية إدخال قاموس التطبيع إلى البلاد؟
في مقابلة مع صحيفة “معاريف” الصهيونية، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن اندماج الكيان في المنطقة سيكون مفيدًا ليس فقط للاحتلال ولكن للمنطقة ككل.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن بلاده ستواصل عملية السلام مع الكيان إذا تم حل القضية الفلسطينية بشكل عادل.
وأشار إلى أن هذا الوضع سيعزز “الحركات المتطرفة” في المنطقة، دون حل مشاكل الشعب الفلسطيني عميقة الجذور واحترام سيادته.
وفي مزيج من التصريحات المتناقضة، قال الدبلوماسي السعودي الكبير إن الأولوية الآن هي إيجاد حل حتى يتمكن الصهاينة والفلسطينيون من الجلوس معًا لمتابعة عملية السلام.
وشدد على أن ذلك سيسهل الأمور على كل الدول التي ليس لديها علاقات مع الكيان بعد.
وكان وزير الخارجية السعودي قال في وقت سابق إن التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 سيظل شرطًا لتطبيع العلاقات مع الكيان.
وقال فيصل بن فرحان رداً على سؤال حول ما إذا كان موقف السعودية من تطبيع العلاقات مع الكيان لا يزال مشروطاً بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967: “هذا الموقف لم يتغير”.
وأشار إلى أن المهم الآن هو عودة العلاقات الفلسطينية مع الكيان من أجل البدء في عملية حقيقية تؤدي إلى سلام شامل تتشكل خلاله دولة فلسطين مع عاصمة “القدس الشرقية”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أنه بدون هذا المسار لن تشهد المنطقة سلاماً واستقراراً حقيقيين، مؤكداً أن ذلك يمثل أولوية للسعودية.
التصريحات المتناقضة لكبار المسؤولين السعوديين مفاجئة، ويعتقد الخبراء أن السعوديين يحاولون ترسيخ قاعدة التطبيع في أدبهم من أجل منع احتجاجات السعوديين.
ومؤخرًا، ضمت صحيفة عرب نيوز السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى طاقمها الحاخام اليهودي الأميركي مارك شناير، وخصصت له عمودًا يكتب به بشكل منتظم، ليصبح بذلك أول زعيم ديني يهودي يكتب بانتظام لإحدى الصحف السعودية.
كما ترافق الصهيونية الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني إيرينا تسوكرمان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السعودي محمد العيسى، في زياراته الخارجية، والتي قالت إن العيسى يعمل على تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان.
ويتسق التقارب السعودي الصهيوني مع ما قاله ولي العهد محمد بن سلمان، بشأن ما أسماه حق الشعب اليهودي في أن يكون له دولة قومية في فلسطين، وزعمه وجود “الكثير من المصالح التي يتقاسمها” مع الاحتلال.
لكن تشير تجربة البحرين والسودان بوضوح إلى أن شعوب غرب آسيا يرفضون أي نوع من التطبيع مع الكيان، لكن الحكومات مترددة في سماع أصوات شعوبها.
وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله، قبل أيام، إن: “الهدف الأساسي للتطبيع هو دفع الشعب الفلسطيني للشعور بخيبة الأمل والهزيمة”، مشيرًا إلى أن النظام الصهيوني يعتزم الهيمنة على فلسطين من خلال التطبيع والانتقال إلى ما بعد “حل الدولتين”.
وأكد نصر الله أن شعوب السعودية والبحرين والإمارات ترفض التطبيع مع الكيان، رغم مضي حكوماتهم في التطبيع.
ويؤمن محللون استراتيجيون أن السعودية تعتبر عضوًا ضمنيًا في اتفاقيات التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، مؤكدين أن البحرين انضمت إلى اتفاقيات التطبيع بـ”ضغط سعودي”.
ارسال التعليق