النظام السعودي يمتطي الدين لمشاريعه التطبيعية
تناولت شبكة Fox News الأمريكية خفايا استخدام النظام السعودي الدين لخدمة التطبيع بما في ذلك محاولاته لتمييع الإسلام والتضحية بمبادئه من أجل مشاريع العلاقة بين الأديان.
وتناولت الشبكة في تقرير لها ما يمثله من أمين رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، من واجهة للنظام السعودي لتبييض صورته تحت مزاعم إصلاح الدين واستخدامه لخدمة السياسة الدولية.
ونقلت الوكالة عن محمد العيسى قوله إن إجراء محادثات مع قادة دينيين يهود ومسيح وكاثوليك أمر بالغ الأهمية، إلا أن رابطة العالم الإسلامي تريد القيام بالمزيد من المشاريع العالمية واسعة النطاق مع ديانات ودول مختلفة أخرى.
وأشارت الشبكة إلى أنه لطالما كانت السعودية ملاذاً لانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك العقاب العنيف للأقليات الدينية والنشطاء.
وكان تم تعيين العيسى وزيراً للعدل من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في عام 2009 وقبل ذلك عمل في محكمة المظالم – وهي هيئة قضائية تتولى التحكيم في الجرائم الدينية والسياسية.
وشهدت فترة العيسى كوزير ارتفاعا في عدد الإعدامات في المملكة.
وبعد تركه منصبه في عام 2015، انتقل العيسى إلى رابطة العالم الإسلامي، حيث يشغل حاليًا منصب رئيسها.
ومع ذلك، فإن رابطة العالم الإسلامي ليست منفصلة تمامًا عن الحكومة. تأسست المنظمة في عام 1962 من قبل ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز. يقع مقرها خارج مكة، وتواصل المملكة دورها كمتبرع رئيسي لها.
يدعى العيسى إن فترة ولايته كأمين عام تركزت على كسر الانقسامات الراسخة وتقديم تغييرات ملموسة.
ويقول “أدركنا منذ فترة طويلة الصداقة والاحترام الحيويين بين الديانتين الإسلامية واليهودية”.
ويتابع “لقد قمت برحلة رائدة إلى أوشفيتز في عام 2020 حيث تذكرت أنا ووفد بارز من العلماء المسلمين الجرائم الفظيعة التي ارتكبت ضد السكان اليهود خلال الحرب العالمية الثانية”.
ويضيف “كنت أعرف هذا الالتزام، للنزاع علانية على الروايات الراسخة للانقسام والتضامن مع سوف يؤسس نظرائي اليهود سابقة جديدة ويحققون تقدمًا ملموسًا في العلاقات بين القادة الدينيين المسلمين واليهود “.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي سجلت رابطة العالم الإسلامي التابعة للنظام السعودي سقوطا مدويا جديدا لتكريس واقع أنها أداة للمملكة للتطبيع وأحدث ذلك التحالف مع معهد توني بلير للتغيير العالمي.
وأعلنت الرابطة التي يتزعمها مسئول كبير سابق في النظام السعودي، أنها وقعت اتفاق شراكة استثنائية مع معهد توني بلير للتغيير العالمي، لجمع رؤيتي المؤسستين.
وأشارت الرابطة إلى أنها ستعمل مع بلير على مدى السنوات الثلاث المقبلة، على تقديم برنامج عالمي لتزويد 100 ألف شاب بين أعمار 13-17 بمهارات التفكير والنقد، في 18 دولة، لمواجهة تحديات فرص المستقبل وفق وصفها.
كما سيعمل البرنامج من خلال شبكات المدارس وشركاء التعليم حول العالم على تدريب أكثر من 2400 معلم على “مهارات الحوار مثل التفكير الناقد، والاستماع النشط، والتواصل العالمي، لنقل هذه المهارات إلى طلابهم، وبذلك سيسهم البرنامج في بناء قدر أكبر من التفاهم المتبادل والتسامح والثقة بين الشباب ومجتمعاتهم، وتصحيح المفاهيم حول التنوع الديني والثقافي”.
وانتقد مغردون الاتفاقية وقالوا إن بلير بالأمس هاجم العالم الإسلامي، واليوم توقع معه الرابطة اتفاقية مكالبين بتغيير اسمها بما يتناسب مه توجهاتها الصهيونية المحاربة للإسلام.
وكان بلير الذي يعد واحدا من أكثر المسئولين الغربيين المكروهين عربيا وإسلاميا، هاجم ما أسماها “الراديكالية الإسلامية” مشيرا إلى أنها الخطر الأمني الأول على أوروبا، مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وعمد رئيس رابطة العالم الإسلامي الوزير السابق في النظام السعودي محمد العيسى إلى الترويج مرارا للحوار مع اليهود وتعزيز التطبيع مع إسرائيل.
وذلك أن قال العيسى خلال مؤتمر نظمته منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، حول قضايا اليهودية ومكافحة اللاسامية: إننا (آل سعود) ملزمون حاليا بإعادة جسور الحوار والبناء مع المجتمع اليهودي.
وتخلل المؤتمر المذكور تقديم اللجنة جائزة للعيسى بزعم تقدير دوره في مكافحته اللاسامية.
وادعى العيسى أنه “بينما عاش اليهود والعرب جنبا إلى جنب على مدى قرون، من المحزن أننا ابتعدنا في العقود الأخيرة عن بعضنا البعض .. هناك من يحاولون تزييف التاريخ، من يدعي أن المحرقة وهي الجريمة الأكثر فظاعة في تاريخنا البشر، انها نسج الخيال”.
وتابع: “إننا نقف ضد هؤلاء الكذابين، وقفت دائما إلى جانب اخوتي اليهود وقلت أن: هذا لن يحدث مرة أخرى مطلقا بإذن الله تعالى لا لليهود ولا للمسلمين ولا للمسيحيين”.
وتحدث العيسي بمشاركة شخصيات يهودية عن أبرز القضايا التي تواجه الشعب اليهودي وسعى إسرائيل في نشر السلام والأمن الدولي، وقضية معاداة السامية وأشكال الكراهية الأخرى.
واللافت في الأمر أن عدة وسائل إعلام يهودية تناقلت أقوال العيسى من باب الاحتفاء بالتغيير الكبير الحاصل في موقف المملكة.
وكان العيسي، زار في أبريل/ نيسان 2018م متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، برفقة قادة مسلمين من أكثر من 24 بلدا. وقال الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، ديفيد هاريس، إن الرحلة تمثل “أرفع وفد على الإطلاق لزعماء دينيين مسلمين يقومون بزيارة أوشفيتس”.
وتحاول السلطات السعودية تعزيز التطبيع العربي والإسلامي مع اليهود وإسرائيل خاصة التي تحتل أرض فلسطين وتسيطر على المسجد الأقصى المبارك (أولى القبلتين وثالث الحرميين الشريفيين).
ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت آل سعود شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز التطبيع الكامل مع إسرائيل.
ارسال التعليق