شهباز شريف.. رجل السعودية نجح فيما فشل فيه باسم عوض الله بالأردن
تظهر التطورات الجديدة في المشهد الباكستاني وتعيين شهباز شريف رئيسا للحكومة، تواجد السعودية ومحمد بن سلمان، في قلب كواليس الإطاحة بعمران خان والانقلاب عليه.
ويشار إلى شهباز شريف زعيم المعارضة الذي انتخبه البرلمان الباكستاني رئيسا للحكومة خلفا لعمران خان، الاثنين، هو شخصية مقربة من الرياض ومحسوب على السعودية.
ومعروف أنه بعد الانقلاب العسكري الذي قاده برويز مشرف، وأطاح بحكومة نواز شريف عام 1999، ذهب شهباز مع أسرته إلى منفى اختياري في السعودية.
حيث أمضى شهباز عدة سنوات قبل عودته إلى باكستان عام 2007.
ومؤخرا أكد شهباز شريف على أهمية علاقة باكستان مع السعودية، والتي وصفها “بالصديق الصادق الوفي”. مشددا على أنه سيعمل على توطيد علاقته بالرياض بشكل أكبر.
ويشار إلى أنه نشب توترا كبيرا بين السعودية وحكومة عمران خان، في أغسطس 2020، عندما حذّر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، من بحث إسلام آباد عن دعم إقليمي في مكان آخر إذا لم تدع السعودية إلى عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن أزمة كشمير مع الهند.
بعدها سحبت الرياض القرض الميسّر بقيمة 3 مليارات دولار ورفضت تجديد ائتمان النفط والغاز البالغ 3.2 مليارات دولار، وهي مزايا حصل عليها خان خلال مشاركته في منتدى “دافوس الصحراء” في 2018 بالسعودية.
وكان محللون أرجعوا أيضا تراجع خان عن حضور قمة ديسمبر 2018 في كوالالمبور، والتي نظمتها أربع دول كانت علاقاتها الدبلوماسية متوترة مع السعودية (تركيا وماليزيا وإيران وقطر)، إلى تحذيرات من المملكة من عواقب وخيمة.
كل هذه الشواهد تدل على أن السعودية كانت تخطط منذ هذه الأزمة مع عمران خان، للإطاحة به ودعم المعارضة من وراء ستار.
وها هو رجل السعودية شهباز شريف، ينجح فيما فشل فيه رجل ابن سلمان في الأردن باسم عوض الله، والمعتقل حاليا في قضية “الفتنة”. حيث اتهم بقيادة محاولة انقلاب فاشلة مع الأمير حمزة بن الحسين، ضد ملك الأردن عبدالله الثاني.
وكتب أحد النشطاء بتويتر:”السعودية تنجح بحجب الثقة عن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. عبر شراء ذمم أعضاء في البرلمان الباكستاني بملايين الدولارات.”
وتابع متسائلا:”من يخدم محمد بن سلمان بسياساته الدولية؟”
ويشار إلى أنه في أبريل 2021 وفي خضم أزمة قضية “الفتنة” طرحت أسئلة كثيرة حول اعتقال باسم عوض الله المدعوم سعوديا وقتها، وعلاقته بالخلاف العائلي داخل قصر الحكم في الأردن، خصوصا بعدما ذكرت مصادر آنذاك أن الرياض تضغط لإطلاق سراحه.ووقتها أصدرت السعودية بيانا نفت فيه بشدة أي علاقة لها بالخلافات غير المسبوقة داخل العائلة المالكة في الأردن.
لكن اعتقال مستشار مقرب من محمد بن سلمان وهو باسم عوض الله أثار القلق في الرياض، ووجهت اتهامات للديوان الملكي بدعم محاولة الانقلاب على الملك عبدالله الثاني.
ويقضي باسم عوض الله حاليا حكما بالسجن، بعد ثبوت تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة بحسب تحقيقات السلطات المحلية، بينما تطورت أزمة الأمير حمزة بن الحسين إلى تخليه عن لقب “الأمير”.
وعن الدور السعودي في الإطاحة بعمران خان، علق الكاتب البارز جمال سلطان بقوله:”الأمر المحير، لماذا تعادي السعودية عمران خان ـ رئيس وزراء باكستان المعزول ـ بكل هذا المستوى من المرارة والكراهية؟!”.
وكان شهباز شريف غازل الرياض في تصريحات سابقة تعكس طبيعة علاقته بمحمد بن سلمان.
وقال:”عمران خان هدم علاقاتنا مع السعودية أقرب دولة لنا وأعز صديق علينا. وهو الذي أمر شاه محمود بمهاجمة السعودية في قضية كشمير”.
وجدير بالذكر أنه في 25 نوفمبر 2007، عاد شهباز برفقة شقيقه نواز إلى باكستان من السعودية.
وذلك بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإسلام آباد قرارا يسمح بعودته وأسرته للبلاد.
وعقب العودة من السعودية، تسلم شهباز نفس منصبه السابق كرئيس لوزراء إقليم البنجاب، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب.
وظل في المنصب حتى 2017، حينما أُقيل شقيقه نواز من منصبه، على خلفية اتهامات بالفساد.
وكان شهباز أحد المرشحين لخلافته، لكنه خسر انتخابات 2018 أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.
وكان البرلمان الباكستاني، صوت السبت لصالح حجب الثقة عن عمران خان، وهي أول حكومة في باكستان، يطاح بها عبر حجب الثقة عنها في البرلمان.
وسبق التصويت إعلان رئيس المجلس الأدنى بالبرلمان الباكستاني استقالته السبت. مع تفاقم الأزمة حول تصويت في البرلمان للإطاحة برئيس الوزراء عمران خان.
في حين كانت العاصمة الباكستانية إسلام أباد قد شهدت ليل الاثنين مظاهرات حاشدة. خرجت احتجاجا على إطاحة البرلمان برئيس الوزراء، ورفعت هتافات مناهضة لمعارضيه.
كما نشر عمران خان، مقطعا مصورا لعشرات الآلاف الذين خرجوا دعما له.
بينما قال خان في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: “لم يسبق أن خرجت مثل هذه الحشود بصورة عفوية. وبهذه الأرقام في تاريخنا. رافضة الحكومة المستوردة التي يقودها المحتالون”. وفق وصفه
ارسال التعليق