رغم موجة الغضب العارمة التي اجتاحت العالمين العربي والإسلامي ضد تعيين محمد العيسى خطيبا ليوم عرفة، لم تستجب السلطات السعودية من باب “النكاية السياسية” لمطالب المسلمين بتغيير الخطيب “المتصهين”.

وظهر “العيسى” اليوم الجمعة “يوم عرفة” على منبر مسجد “نمرة” وألقى خطبة كانت هي الأقصر في تاريخ الحج الحديث حيث لم تتجاوز الـ12 دقيقة فقط.

وأظهرت مجموعة من الصور تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي قيام السلطات السعودية بفرض مربع أمني بالقرب من “العيسى” خلال إلقائه لخطبته.

هل يجوز أداء الصلاة وراء خطيب عرفة محمد العيسى؟

وكشفت الصور انتشار قوات أمنية كبيرة أمام المنبر وحوله في خطوة أثارت انتباه الجميع.

وفي خطوة لم تحدث من قبل، أظهرت صور أخرى تمترس عدد من رجال الأمن خلف “العيسى” على المنبر. وهو يلقي في الخطبة، خشية من تعرضه لأي اعتداء عقب حالة الغضب التي اجتاحت العالم لمواقفه الإسلامية الرخوة وتطبيعه المخزي.

وعبر آلاف النشطاء والمؤثرين وكذلك العديد من الدعاة ورجال الدين حول العالم، عن رفضهم لأن يكون شخص مثل “العيسى” هو من يخطب بالمسلمين في يوم عرفة ويرتقي منبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ نظرا لمواقف المعروفة من إسرائيل وترويجه للتطبيع علانية. واعتباره اليهود “إخوة له” بحسب تصريحات سابقة للعيسى.

وأصدر 19 من العلماء والهيئات العلمية الإسلامية، قد وقعوا على بيان شرعي عن حكم إمامة وخطبة محمد العيسى.

وقال البيان إن تولية العيسى لهذا المنصب الشرعي الرفيع تتضمن مفاسد شرعية وواقعية وفيها مضادة لشرع الله ورد لأحكامه. حيث لا يتولى الإمامة إلا مسلم خالم من العيوب القادحة في أصل دينه. وهذا الرجل أشهر بنفسه قوادح كبيرة، وأظهر أنه لا تبرأ به الذمة، ولا تصلح به الأمة.

وعبر وسم بعنوان “انزلوا العيسي من المنبر” ـ يتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر منذ الأمس ـ دونت آلاف التغريدات المنددة، بقرار القيادة السعودية فيما يخص “خطيب يوم عرفة”.

كما طالب نشطاء بتنحية محمد العيسى عن هذه المهمة المقدسة.

وكان حجاج بيت الله الحرام، قد بدأوا صباح اليوم الجمعة، أداء ركن الحج الأعظم، بالصعود إلى جبل عرفة.

وتدفق نحو مليون حاج مع الساعات الأولى من صباح اليوم، من مشعر “منى” الذي قضوا فيه يومهم الأول “التروية” إلى صعيد عرفة، وهم يلبون ويطلبون الرحمة والمغفرة. في مشهد كبير افتقده العالم الإسلامي في الموسمين الماضيين بسبب تفشي فيروس كورونا.

ويقع مشعر عرفة على الطريق بين مكة والطائف شرقي العاصمة المقدسة بنحو 22 كيلو مترا، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومتر مربع، وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج.

وأدى نحو مليون حاج إلى بيت الله، الأربعاء، طواف القدوم بالمسجد الحرام في مكة المكرمة. وذلك لأول مرة منذ جائحة كورونا.

واقتصر الحج خلال العامين الماضيين، على أعداد محدودة من داخل السعودية فقط.

وأعلنت السلطات السعودية، في وقت سابق، أن نحو مليون مسلم يؤدون مناسك الحج هذا العام، منهم 850 ألفا من خارج المملكة.