الكونغرس الأمريكي يستعد لموقف أكثر صرامة ضد السعودية
قالت صحيفة بريطانية إن تصريحات أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تشير لاستعداد الكونغرس لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد السعودية مما أعلن عنه البيت الأبيض كموقف حازم.
وبينت الصحيفة أن ردود الفعل العنيفة في الكونجرس تصاعدت ضد السعودية بشكل حاد، واشتد غضب واشنطن من حلفائها السعوديين.
وأشارت إلى أن ذلك منذ قرار أوبك+ الأسبوع الماضي، بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل، والذي تم اعتباره دفعة مهمة لروسيا.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور بوب مينينديز رد على قرار محمد بن سلمان: ببساطة لا مجال للعب على جانبي هذا الصراع.
وقال إنه “لن أوافق على أي تعاون مع الرياض حتى تعيد السعودية تقييم موقفها فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، كفى”.
وهدد السناتور الديمقراطي بتجميد مبيعات الأسلحة للمملكة، بسبب دعمها لروسيا.
وذكرت أن التصريحات القوية لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي تشير لتغيير جذري محتمل في السياسة الأمريكية تجاه السعودية.
كما قالت صحيفة “بوليتكيو” الأمريكية إن السيناتور Richard Blumenthal والنائب Ro Khanna؛ يقترحان تشريعًا بمجلسي الشيوخ والنواب بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية.
وذكرت الصحيفة أنه سبب تواطؤ السعودية مع روسيا، فإن التشريعات بات تحظى بدعم الحزبين بكلا المجلسين، بناءً على محادثات أعضاء الكونجرس.
وبينت أن أعضاء الكونغرس يتحدثون عن أفضل السبل للرد على قرار السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يقترح البعض توسيع نطاق قوانين مكافحة الاحتكار، وآخرون إحياء مبادرة الحزب الجمهوري لسحب القوات الأمريكية من السعودية.
وقالت إنه لا يمكن للمملكة فعل الكثير للرد على التشريع سوى العودة إلى الطاولة والتفاوض مع أمريكا بحسن نية، وإعادة النظر لاحتضانها لبوتين.
وبينت الصحيفة إذا تم قطع الامدادات العسكرية الأمريكية عن السعودية؛ فإنها ستواجه تحدياً خطيراً.
ونبهت إلى أنه “لم يكن مستحيلاً تماماً، لتفادي حظر مبيعات الأسلحة، والبحث عن توريد قصير الأجل بين عشية وضحاها”.
وذكرت أنه يمكن لأمريكا الرد على قرار السعودية بخفض إنتاج النفط بإيقاف نقل التكنولوجيا العسكرية الأمريكية إلى أيدي السعوديين.
وأوضحت الصحيفة إلى أنه كما لا ينبغي لأمريكا أن توفر أنظمة الدفاع الاستراتيجية لمن يتحالف مع عدوها الأكبر بوتين.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنه وفي ظل قانون NOPEC، يمكن لوزارة العدل الأمريكية مقاضاة أعضاء أوبك لتثبيت الأسعار في المحاكم الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه وبموجب قانون شيرمان ثم مصادرة الممتلكات المملوكة لأجانب بأمريكا، لدفع أي تعويضات ناتجة عن ذلك.
وقالت إن الكونجرس والبيت الأبيض يدرسان اتخاذ تدابير انتقامية ضد أوبك+ لخفض إنتاج النفط، وأن جو بايدن يزن الخيارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يهدد بعدة إجراءات.
وذكرت أن المشرعون الأمريكيون بدأوا بدفع مشاريع قوانين تهدف إلى تفكيك تحالف أوبك؛ أو حتى مصادرة الأصول التي يمتلكها أعضاؤها في أمريكا.
ونبهت إلى اتخاذ إجراءات عقابية مكثفة، خصوصاً مع توسع العلاقات مع روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تُلمّح إلى أنها قد تسمح لوزارة العدل برفع دعوى ضد منظمة أوبك+ لتحديد الأسعار.
ونوهت إلى أنه يهدد بعض السياسيين بسحب القوات الأمريكية من المملكة والإمارات.
وذكرت أن خفض إنتاج النفط يهدد العلاقات الأمريكية السعودية، خصوصًا مع التوترات التي بدأت تتشكل مع مجيء ابن سلمان للسلطة.
وبينت الصحيفة إلى أن بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي سيقترحون تشريعات لسحب القوات الأمريكية وأنظمة الدفاع من السعودية والإمارات”.
فيما قالت وكالة “رويترز” إنه لطالما شكك المشرعين الأمريكيين بالعلاقة الأمنية مع السعودية.
مع غضبهم من الخسائر الهائلة باليمن، انتهاكات حقوق الإنسان فيها.
وذكرت الوكالة أن أعضاء مجلس النواب Tom Malinowski وSean Casten و Susan Wild؛ قدموا تشريعات تسعى لسحب قوات بلادهم من السعودية والإمارات.
وبينت أن أعضاء في الكونجرس طالبوا بخفض حاد للمبيعات العسكرية إلى السعودية، بوقت ينظر فيه جو بايدن بكيفية الرد على قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط.
فيما قال معهد ريسبونسبال ستيتكرافت الأمريكي إن خطوة خفض إنتاج النفط تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن زيارة بايدن للمنطقة فشلت بتحقيق أي من أهدافها.
ودعا المعهد الشهير في تقرير له إلى إجراء مراجعة شاملة للعلاقة مع القيادة السعودية الحالية الذي يقودها محمد بن سلمان.
يذكر أن “أوبك” أقرت قبل أيام خفض طفيف في إنتاج النفط.
جاء ذلك بعد أقل من شهرين من زيارة بايدن إلى السعودية وطلب زيادته.
وبرر التكتل الذي تقوده موسكو والرياض قرارهما بأنه خطوة ضرورية لإبطاء التراجع الأخير بأسعار النفط.
وقال المعهد إن تخفيض الضوء على صعوبات تواجهها أمريكا بحشد شركاء الشرق الأوسط لدعم الجهود الغربية لعزل روسيا.
وبين أنه يأتي بوقت سيئ بالنسبة “لبايدن”، فيرجح اعتماد أوروبا على النفط لإنتاج الكهرباء شتاء 2022.
وذكر أن ذلك يأتي مع وقف روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وأوضح أن الخطوة تثير تساؤلات بشأن حجم مكاسب واشنطن حقًا من التقرب من القادة المستبدين كابن سلمان.
فيما قال موقع “بلومبيرغ نيوز” الأمريكي إن ابن سلمان بات يستخدم النفط سلاحًا ضد بايدن ويرسل له رسائل عبره.
وذكر الموقع أن بايدن لم يتحدث إلى الملك سلمان بن عبد العزيز سوى مرة.
وبين أن ذلك منذ دخوله إلى البيت الأبيض، ورفض محادثة ابن سلمان مباشرة.
وبين أن بايدن محبطا بشكل عميق، فالتضخم بأعلى حالاته من 30عامًا بشكل سيشعر الأمريكيون -أغنياء وفقراء- بأثره.
وأشار الموقع إلى أنهم يشاهدون زيادة أسعار النفط، وهذا ملف سام للبيت الأبيض من الناحية السياسية.
ارسال التعليق