صراع بالوكالة يشتعل ببطء بين السعودية والإمارات جنوب اليمن
قال معهد الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإستراتيجية إن نجح السعودية في اليمن شهد تغييراً جذرياً وتحولت الأولوية من هزيمة الحوثيين إلى تأمين حدودها من الهجمات المتكررة.
وذكر المعهد أن مكاسب الحوثيين سمحت لهم بإملاء مسار الدبلوماسية على السعودية، لإنهم يعرفون بأنها تسعى بشدة لتخليص نفسها من مستنقع اليمن.
وبين أن الصفقة السعودية مع الحوثي لن تجلب سلامًا دائمًا في اليمن، ويجب ألا يكون حمل فداء لتحسين العلاقات بين المملكة وإيران.
وأوضح أن بينما تقوم السعودية بإصلاح العلاقات مع إيران، لضمان الخروج من اليمن؛ هناك صراع بالوكالة مشتعل ببطء في جنوب اليمن بين المملكة والإمارات.
ونبه المعهد أن هناك سيناريو محتمل بأن يتحالف ابن سلمان مع الحوثيين، لتقييد نفوذ الإمارات في جنوب اليمن.
وقال إن إيران استغلت إرهاق السعودية في اليمن، بينما تركز أكثر على بناء الدعم الدبلوماسي والسياسي، لتطبيع موقف الحوثيين داخل المجتمع الدولي.
وبين أن اتفاق السعودية مع الحوثيين محاولة يائسة لغسل يديها من اليمن، وعلى المدى الطويل ستواصل إيران تهديد الأمن الإقليمي والدولي.
وبلغ ذروة الصراع على النفوذ بين السعودية والإمارات في المحافظات المحررة من سيطرة جماعة أنصار الله “الحوثيين” جنوبي وشرقي اليمن، مع تصدعات متزايدة بينهما.
وتعزز كل من الرياض وأبوظبي حضورهما عبر فصائل مسلحة تتقاسم الولاء بينهما فيها.
وظهر جليًا أن السعودية توسع خطاها لكسب وتعزيز نفوذها السياسي وحضورها العسكري جنوب اليمن.
وكسبت أبوظبي حضورًا في المناطق الساحلية اليمنية عند خطوط الملاحة البحرية في خليج عدن.
وتنامت حالة التنافس بينهما على وحدة المجلس الرئاسي المنقسم بين الولاء لهما، ما يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات كثيرة بشأن مآلاته.
ومؤخرا، بدأت السعودية سحب البساط من تحت أقدام دولة الإمارات عقب إعلان التجنيد بدعوة من رئيس “حلف قبائل حضرموت” الذي لاقى قبولًا بمحيط المكلا عاصمة المحافظة.
واجتمع رئيس الحلف عمرو حبريش العليي بمشايخ القبائل في المكلا متزامنا مع وصول بن حبريش لها من منطلق القوة، بإشارة لوقوف السعودية خلف تحركاته.
ووفق مصادر محلية فإن بن حبريش التقى ممثلي القبائل والمناصب والمجتمع المدني، المكلفين بتجنيد أبناء القبائل.
وذكرت أن ذلك يأتي ضمن مخرجات بيان لقاء سيئون مطلع يناير الجاري، بتجنيد عشرة آلاف من أبناء القبائل للدفاع عن حضرموت.
وتشمل عملية التجنيد كل أبناء حضرموت بمختلف أطيافهم السياسية.
وكان محافظ حضرموت القيادي بحزب المؤتمر مبخوت بن ماضي التابع للإمارات، و”قائد المنطقة العسكرية الثانية رفضًا عملية التجنيد خارج “الجهات المخولة”.
وتوعدا بمعاقبة الجهات التي تقف خلف ذلك.
وتسعى السعودية بعد عودة بن حبريش من الرياض لسيئون مطلع، ودعوته إلى تجنيد 10 آلاف من أبناء القبائل، لسحب البساط من الإمارات في حضرموت.
يذكر أن الرياض أرسلت قيادات عسكرية إلى سيئون، التقت بن ماضي وقيادات “المنطقة العسكرية الأولى” التابعة للإصلاح ومشايخ القبائل، الموالين لها.
ودفعت الإمارات بشحنات أسلحة وأجهزة عسكرية بطائرتي نقل عسكرية لمطار الريان بيناير الجاري، لمليشيات أبو ظبي من عدن والضالع وابين الى مدينة الملكلا.
وتصاعد التوتر بين مليشيا “الانتقالي الجنوبي” الممولة من الإمارات وقوات الإصلاح المدعومة من السعودية الساعات الماضية، قرب مديريات وادي حضرموت اليمنية.
ووفق مصادر “الانتقالي” فإن قوات تنتمي لها اقتربت من مناطق لحج والضالع، تمركزت بأعلى معسكر “عقبة الجثمة”، جنوب مدينة سيئون، مركز المديريات.
وذكر الناشط الإعلامي في “الانتقالي” عبدالقادر أبو الليم أن: “قوات العمالقة تمركزت أعلى معسكر جثمة، اهم موقع امني يرتبط بالشركات النفطية”.
وأشار إلى أن دعوة مسلحي الإصلاح الموجهة للقبائل للاحتشاد قرب حضرموت، تعتبر دعوة “مشبوهة” بحسب أبو الليم.
من جهته قال الناشط الموالي لحزب الإصلاح أنيس منصور، أن وصول متحدث “الانتقالي” علي الكثيري لمعسكر جثمة يأتي ضمن “ترتيبات اجتياح سيئون”.
يأتي ذلك عقب منع محافظ حضرموت والقيادي في المؤتمر، التابع للإمارات، مبخوت بن ماضي، تجنيد “مرجعية قبائل حضرموت” أبنائها.
جاء ذلك عقب إعلان دفاعها عن مديريات الوادي، ورفضها استقدام أي مسلحين من خارج حضرموت.
ودعا ما يسمى “شباب حضرموت الأحرار” الموالي للإصلاح أبناء القبائل إلى الاحتشاد أسفل عقبة جثمة، رفضا لجلب قوات من خارج حضرموت.
وأشار إلى أن ذلك لما وصفوه “تصدير الإرهاب إلى مديريات الوادي عبر معسكر جثمة” بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وتنوي دولة الإمارات العربية المتحدة تفجير معركة حضرموت، مع ارتفاع وتيرة التحشيد العسكري بين الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح في مديريات الوادي والصحراء.
ووفق مصادر في حضرموت فإن طائرة شحن عسكرية إماراتية هبطت بمطار الريان بمدينة المكلا، المركز الإداري لمحافظة حضرموت.
وذكرت أن الطائرة أفرغت حمولتها وتحمل قطع غيار للآليات والأجهزة العسكرية وكميات ذخيرة كبيرة من الإمارات.
وأشارت إلى أنها تكشف عن حجم التحضيرات القائمة لمعركة الهضبة النفطية لإخراج قوات الإصلاح على غرار معركتي شبوة وأبين.
وبينت المصادر أن فصائل الإمارات تزحف صوب سيئون مركز قيادة قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإصلاح.
ودان تجمع قبلي يمني سيطرة مجموعات انفصالية مدعومة من الإمارات بإنشاء معسكرين في وادي محافظة حضرموت شرق البلاد.
وقال التجمع في بيان “إن الإمارات استغلت الظرف العصيب على مخاطر حضرموت، وتستهدف أمنها واستقرارها، وتهدد حالة السلم المجتمعي”.
وذكر أن ذلك باستحداث معسكرات أو نقل قوات من خارج حضرموت فيه الحضارم يطالبون بتمكين أبنائهم أمنيًا وعسكريًا”.
وأكد التجمع رفضه القاطع لاستقدام أي قوات من خارج حضرموت، مطالبًا بمنع وصول تلك القوات إلى أراضيها.
وكشف البيان عن معسكرين تم إنشاؤهما حديثا وهما “جثمة” و”بنين” بوادي المحافظة دون أي تنسيق مع أبنائها.
وشدد على أن هذين المعسكرين أُنشئا إضافة إلى لواء أرشيد في ساحل حضرموت، والذي وصلت له قوات من خارج المحافظة.
وتتعالى التحذيرات من قرب انفجار الموقف بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقبائل حضر موت في اليمن، مع تزايد التنافس الحميم بين السعودية ودولة الإمارات.
فقد بعث “الانتقالي الجنوبي” مليشيا الإمارات دفعة جديدة من مرتزقته إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت، شرقي اليمن.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الإمارات شرعت بمؤامرة خطيرة ضد أبناء حضرموت بتواطؤ من قائد “المنطقة العسكرية الأولى” فايز التميمي.
وذكرت أن مجاميع جديدة من مليشيات الضالع ويافع في لحج، وصلت إلى معسكر بارشيد بالمكلا عبر شبوة.
ووصفت بأنه تحدٍ واضح لمطالب مرجعية قبائل حضرموت التي تدعو لخروجهم من الساحل مطلع أكتوبر الجاري.
يذكر أن تعزيزات الانتقالي إلى المكلا تزامنت مع تلويح حزب الإصلاح الموالي للسعودية باستقلال حضرموت ماليا وإداريا بعيدا عن الانتقالي الجنوبي.
ويستبق ذلك نفير قبائل وادي حضرموت المطالبة بخروج مليشيًا الانتقالي من المحافظة.
ويحذر مراقبون من أن التحركات العسكرية بحضرموت تنذر بانفجار الوضع بين القبائل الممولة من السعودية وعناصر القاعدة الموالية للإصلاح، ومليشيا الانتقالي.
ونشبت خلافات عاصفة بين السعودية ودولة الإمارات على خلفية الصراع القديم الحديث على الصلاحيات بينهما في اليمن.
وقالت مصادر يمنية إن أبوظبي استدعت قوات بأعداد كبيرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، مع تسرب أنباء عن الخلافات مع السعودية.
وبينت أن الإمارات زجت بقوة تضم مئات الضباط والجنود إلى مدينة عدن، رغم إعلان انسحابها في يوليو 2019 من اليمن.
وأشارت المصادر إلى جزء من القوة وصلت قصر معاشيق الرئاسي، وانتشرت بمقر رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس وأعضاء الحكومة المعترف بها.
وكشفت تقارير ميدانية عن سباق تسلح يدور بين الإمارات والسعودية على معاشيق عدن يتخللها وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لإحكام السيطرة.
وقالت التقارير إن التسلح يضم عربات عسكرية، وسيارات نقل جنود وصلت ساحة قصر معاشيق الرئاسي، ومحيط القصر بمديرية كريتر.
وبينت أن الحشود تتبع قوات موالية للقيادة السعودية بغرض تأمين مقر إقامة مجلس العليمي الرئاسي، والحكومة الموالية للتحالف.
لكن مراقبون وصفوا هذه الخطوة بأنها دليل جديد على اضطراب الموقف، بين مكونات التحالف.
ارسال التعليق