دعوات لإلغاء “موسم الرياض” تضامنا مع غزة.. هل يستجيب ابن سلمان
مع توجه الكثير من الشخصيات الشهيرة والدول نحو إيقاف الفعاليات والمناسبات الترفيهية أو حتى ذات الطابع الثقافي تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، تتجه أطراف أخرى حكومية وفردية لاستفزاز شعوبها وتحدي التعاطف العالمي العربي مع قطاع غزةـ عبر حفلات ومواسم أقل ما يقال عنها وفق متابعين أنها “لا تمت للضمير بصلة”.
وبينما ألغت سلطنة عمان حفلا كان مقررا في يوم المرأة العمانية، وأوقفت كافة الحفلات الأخرى حتى إشعار آخر تضامناً مع الشعب الفلسطيني، تتجه السعودية على الجانب الآخر نحو خطوات وُصفت من قبل البعض “بأنها أوقح من التطبيع”، عبر إقامة ما يسمى “موسم الرياض” وحفلاته رغم كل المذابح والجرائم التي تجري في أرض عربية قريبة منها.
التطبيع العلني الذي أوقفه ولي العهد محمد بن سلمان، لطالما قام به سراً تحت الطاولة واتبع أجندات الاحتلال الإسرائيلي عبر تغييرات خدمت إسرائيل والقوى الغربية الحليفة لها فضلاً عن تلك المطبعة معها من نظام محمد بن زايد في الإمارات وفي البحرين والمغرب.
وفي مصر تم تأجيل مهرجان الجونة، وفي الكويت أجلت حفلات غنائية أيضا، وكذلك في عدة دول عربية، وفي بلاد التطبيع تذرف الدموع لأجل الاحتلال وتخرج التصريحات التي تساوي بين الضحية والجلاد، لكن في السعودية ما هو أسوأ من التطبيع حيث تُصر الرياض على إقامة مواسم وحفلات الترفيه دون أدنى خجل مما يحصل في غزة والعالم العربي.
وشكر المعارض السعودي عمر بن عبدالعزيز عبر حساباته في منصات التواصل سلطنة عمان، وأشار إلى دول أعلنت تأجيل فعاليات فنية وثقافية بسبب ما يجري في قطاع غزة، منتقداً إصرار السعودية على إقامة موسم الرياض دون أي إعلان أو ما يشير إلى تأجيله.
ودعا “عبدالعزيز” السعودية إلى اتخاذ موقف واضح حيال ما يجري في غزة وتحويل الخطابات والشعارات التي ترفعها إلى أفعال عبر إلغاء أو على الأقل تأجيل تلك الحفلات المثيرة للجدل والتي تعد سيئة الصيت ضمن مجتمع محافظ في المملكة.
لكن الإصرار السعودي لم يمنع فنانين ومشاهير من إلغاء حضور تلك الفعاليات المقيتة سيئة الصيت والتوقيت، ومنهم الفنان المصري محمد سلام الذي بث فيديو عبر منصات التواصل، اعتذر فيه عن المشاركة في مسرحية “زواج اصطناعي”، المُقرر عرضها في “موسم الرياض” يوم 30 أكتوبر الجاري.
الممثل المصري الشهير أرجع قراره إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد كان من المقرر البدء في التحضير للمسرحية الكوميدية “زواج اصطناعي” اليوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على أن يبدأ عرضها نهاية هذا الشهر.
وذكر سلام أن قراره جاء متأخرا جدا، لافتاً إلى أنه لا يمكنه “الرقص والاستعراض وإضحاك الجمهور” في ظل هذه الظروف، وأكد الممثل المصري أنه لا يقصد المزايدة على أحد، وأن قراره نابع من إيمانه الشخصي بأن “قضية فلسطين هي قضية كل مسلم”، وإن كان لا يملك المساعدة عمليا.
وعن ذلك علقت الإعلامية في قناة الجزيرة القطرية فاطمة التريكي: “زمان كان لما يموت جار يطفيء أهل البيت التلفزيون أو يخفضونه لحده الأدنى مراعاة لمشاعر أهله وحرمة الموت”.
وتساءلت التريكي: “ما معنى أن تقام الحفلات الفنية والمواسم الترفيهية وآلاف الأبرياء العرب والمسلمين يُقتلون في كل دقيقة يقولون لك استمرار الحياة . أي حياة؟”.
وكان الصحفي العراقي نجاح محمد علي أكد أن السعودية تدعم الاحتلال الإسرائيلي في قصف قطاع غزة لكنه زعم أن ما يسمى “محور المقاومة” يعلم بذلك ويخطط للرد عليها عبر إشعال جبهة اليمن التي تشكل ضربة كبيرة للرياض.
ومن مزاعم علي في تصريحات متلفزة مع قناة روسيا اليوم أن “السعودية ستكون الهدف الرئيسي لمحور المقاومة وأن جبهة اليمن أهم من التدخل مباشرة في غزة”.
ارسال التعليق