طوفان الأقصى “كابوس” أفزع أنظمة عربية ووسع الفجوة بين الحكام ومواطنيهم
وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومواقف الدول العربية كشفت فجوة كبيرة بين الأنظمة العربية وشعوبها بل وسعت تلك الهوة وزادت الغضب الشعبي ضد الحكومات
– “هل تشهد الدول العربية ربيعاً جديداً بعد حرب غزة؟”.. هذا ما أشار إليه تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” مؤكداً اتساع الهوة بين الأنظمة العربية وشعوبها بعد الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة.
على الرغم من التعقيدات الكبيرة في العلاقات الدولية، إلا أن حرب غزة فضحت علاقات الحكام العرب بالاحتلال والخضوع له، وأثبتت أن الأنظمة والحكومات بحاجة للتغيير وفق ما أشارت له نيويورك تايمز.
وتسرد الصحيفة مثالاً من دولة خليجية، وتقول إن المتظاهرين في المنامة عاصمة البحرين لوحوا بالأعلام الفلسطينية وهتفوا بأعلى أصواتهم.
وطالب المتظاهرون البحرينيون حكومتهم الاستبدادية الموالية للولايات المتحدة والتي أقامت علاقات دبلوماسية مع الاحتلال بطرد السفير الإسرائيلي الذي تم تعيينه قبل عامين.
وأشارت الصحيفة إلى هتافات رفعها المتظاهرون البحرينيون ضد سياسات بلادهم منها: “لا قواعد عسكرية أمريكية على الأرض البحرينية” و”لا سفارة صهيونية على الأرض البحرينية”.
وكان هذا الحراك المناهض لسياسات البحرين وتطبيعها مع الاحتلال على بعد أميال قليلة، تجمع رجال أمريكيين وأوروبيين يرتدون الزي العسكري الكامل لحضور حوار المنامة.
وفي البحرين يرى الكثير من المتظاهرين روابط قوية بين التحرير الفلسطيني وتحررهم من القمع السياسي. وتقول فاطمة جمعة إحدى المشاركات في الحراك: “أتطلع إلى أن نكون أشخاصا أحرارا. إن وجودنا وحريتنا مرتبط بوجود فلسطين وحريتها”.
ووسعت الحرب الإسرائيلية على غزة الهوة بين العديد من الزعماء العرب وشعوبهم وفق صحيفة “نيويورك تايمز” حيث شهدت البحرين كمثال تصاعداً في الدعم الشعبي لفلسطين والتنديد بمجازر غزة.
وفيما كادت الشعوب أن تنسى مواقف أنظمتها من القضية الفلسطينية أعاد “طوفان الأقصى” تسليط الضوء عليها وأعاد فجوة تزداد حدتها منذ سنوات بين الدول وشعوبها.
وذهب الناس في بعض الدول مثل الأردن والمغرب إلى ما هو أبعد من إدانة الاحتلال إلى الهتاف الداعم للمقاومة الفلسطينية وانتقاد حكوماتهم ومطالبة دولهم بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مصر أحيا المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في ميدان التحرير، انتفاضة الربيع العربي بصرخات ثورية من أجل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
وتقول “نيويورك تايمز” إن القادة الاستبداديين قاموا بموازنة الرأي العام السلبي تجاه إسرائيل مقابل الفوائد الاقتصادية والأمنية والتنازلات التي قد ينتزعونها من الولايات المتحدة، الحليف الأكبر للاحتلال الإسرائيلي.
وأقامت البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب في عام 2020، علاقات مع الاحتلال، في صفقات توسطت فيها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، المعروفة باسم اتفاقيات أبراهام.
وانضمت تلك الدول إلى مصر والأردن، اللتين أبرمتا اتفاقيات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود. فيما احتفلت الحكومات الغربية التي طالما دعمت العائلات المالكة في المنطقة بهذه الصفقات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم المواطنين العرب العاديين، لا يتقبلون إقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ويرون أن تلك العلاقات ستنعكس بشكل سلبي على المنطقة.
ويؤكد خليجيون أن تلك الاتفاقات “تم فرضها ضد إرادة الشعب” وهو ما يزيد الصدع مع الحكومات الاستبدادية لتعيد أهمية قيام ربيع عربي جديد ينهي الأنظمة التي كانت ولا زالت سبباً في تزايد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
ارسال التعليق