تحركات استباقية لمعركة المتوسط... واشنطن للسعودية: نريدكم معنا
بقلم: رشيد الحداد....
تصاعدت الهجمات اليمنية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن. وعلى مدى الساعات الماضية، شهدت الجبهتان المذكورتان اشتباكات واسعة النطاق بين البحرية اليمنية والبحريتين الأميركية والبريطانية. وفي الوقت الذي لم تعلن فيه صنعاء رسمياً عن العمليات الجديدة، أكدت الولايات المتحدة، أمس، تعرض قواتها البحرية لهجمات واسعة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إن طائرات تابعة لتحالف «حارس الازدهار» اشتبكت مع طائرات مُسيّرة يمنية خلال هجوم واسع في خليج عدن، معلنة إسقاط إحداها، ومضيفة أن الهجمات استمرت من مساء أول من أمس حتى صباح أمس، واتسع نطاقها من خليج عدن إلى البحر الأحمر، حيث أحبطت بوارج "التحالف"، بحسب البيان، هجوماً جوياً استهدف بوارجه وسفنه في ذلك البحر، واعترضت ثلاث طائرات مُسيّرة.
وتزامنت الهجمات الجديدة، مع تلويح واشنطن باستخدام مزيد من القوة ضد صنعاء، وقيامها بإيفاد قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، إلى الرياض، أول من أمس، في محاولة لإقناع السعودية بدعم خيار التصعيد العسكري، بعد أن فشل الخيار الدبلوماسي في خفض العمليات اليمنية.
واجتمع كوريلا بالسفير الأميركي لدى اليمن، ستيفين فاجن، وناقش معه مستجدات التصعيد العسكري الأخير الذي أعلنت عنه "أنصار الله" في إطار المرحلة الرابعة.
وقالت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن زيارة كوريلا تهدف إلى حشد تمويل سعودي للعمليات الأميركية المستقبلية.
ولا يقتصر الحراك في الملف اليمني على الجانب الأميركي، بل تقود بريطانيا هي الأخرى حراكاً مماثلاً استباقاً للتصعيد اليمني في البحر المتوسط. ووفقاً لوسائل إعلام سعودية رسمية، فإن التواصل بين وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، طارق أحمد، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، تكثّف خلال الأيام الماضية، وتركّز على ضرورة ربط السلام في اليمن بوقف العمليات البحرية اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية.
وفي ظل الحراكين الأميركي والبريطاني، بدأ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساء أمس، زيارة لعدن لمواصلة التشاور مع «المجلس الرئاسي» الموالي للتحالف السعودي - الإماراتي.
وقال مكتبه إن زيارته تهدف إلى الحفاظ على التهدئة، وتأتي في إطار الجهود الأممية لاستكمال النقاشات مع الأطراف اليمنية حول «خارطة الطريق» الأممية للسلام. وذكرت مصادر دبلوماسية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «المبعوث الأممي يحمل مبادرة جديدة تهدف إلى تنفيذ خطوات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، في ظل تعثّر التوقيع النهائي على خارطة السلام الأممية التي وافقت عليها الأطراف كافة في أواخر كانون الأول الفائت».
وأشارت إلى أن «غروندبرغ يسعى إلى تحريك ملف التفاوض حول الأسرى وتشكيل لجنة اقتصادية من كلّ أطراف الصراع للتشاور حول آليات صرف المرتّبات لموظفي الدولة وإعادة إنتاج وتصدير النفط الخام، وإنهاء معاناة الأسرى والمعتقلين، وذلك في إطار محاولة إحداث اختراق في الملف الإنساني».
وهاجم وزير خارجية حكومة عدن، شائع الزنداني، التحرّك الأممي الأخير، واتّهم غروندبرغ بعدم الحياد في مهمته وبالسعي إلى ابتكار مسارات غير المسارات السابقة، وهو ما عدّه مراقبون رفضاً استباقياً للمبادرة الجديدة.
ارسال التعليق