محمد بن سلمان يستثمر في الفضاء
أطلق "صندوق الثروة السيادية السعودية "، الاثنين، شركة جديدة تحمل اسم "مجموعة نيو للفضاء" للاستثمار في صناعة الأقمار الاصطناعية والفضاء الناشئة في "السعودية"، وهو أول استثمار للـ"صندوق السيادي" في هذا القطاع.
بعد أن استثمر صندوق الاستثمارات العامة، بكثافة في الرياضة والألعاب الإلكترونية وما يسمى بالمشاريع السعودية الكبرى بما في ذلك نيوم، وهي مدينة مستقبلية تبلغ كلفتها نحو 500 مليار دولار قيد الإنشاء في الصحراء بشمال غرب "السعودية".
وقال صندوق الثروة السيادية في بيان إنّ المجموعة هي "أول استثمار لصندوق الاستثمارات العامة يركز على صناعة الفضاء". وأوضح أنّ المشروع "يهدف إلى تطوير وتعزيز العمليات الفضائية التجارية في المملكة العربية السعودية، وتوفير حلول مبتكرة للأقمار الصناعية والفضاء محلياً وعالمياً".
كما سيتضمن "الاستثمار في التوطين والتكنولوجيا والشركات الناشئة والمعرفة في قطاع الفضاء والأقمار الصناعية في المملكة العربية السعودية، في أحدث محاولة لتعزيز جهود تنويع أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط"، وفق البيان.
وقال عمر المهدي، الرئيس المشارك للاستثمارات المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الصندوق: "يمثل إنشاء المجموعة علامة فارقة مهمة في تطوير قطاع الأقمار الصناعية والفضاء المتنامي في المملكة العربية السعودية".
يذكر أن محمد بن سلمان أعلن في فبراير/شباط الماضس نقل 8 بالمئة من أسهم شركة “أرامكو” إلى محافظ تابعة لصندوق الاستثمارات العامة. وقال ابن سلمان خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، إنه بهذا النقل تنخفض نسبة أسهم “أرامكو” المملوكة للدولة إلى 82.1 بالمئة، دون الكشف عن قيمة الأسهم المنقولة
ولا تنفك أخبار تخبط مشروع "نيوم" تخبو حتى تنشر وكالات الأنباء العالمية والصحف الغربية أخبارا جديدة تعزز من صورة تقهقر مشاريع رؤية 2030، التي روّج لها بن سلمان كنقطة مفصلية في مسار الاقتصاد السعودي.
تواجه السعودية حقيقة مؤلمة تتعلق بتدني مستوى آمال رؤية 2030، بعد أن واجهت وحيدة واقع محدودية القدرات لديها. شيئا فشيئا تعترف بتراجع الكثير من المشاريع التي بنت عليها الكثير، تراجعها واعترافها يأتي بطيئا بالمقارنة مع الترويج السريع والضخم الذي صعّدت به مشاريعها. تُظهر صورا جوية حديثة مُلطقتة للمكان المقرر بناء نيوم عليه؛ بطئا شديدا بالبناء، حتى شكك مطلعون على الصور بأن القيّمين على المشروع سيُنهون بناءه قبل أن يعتريهم الملل.
تزامنا مع الصور الجديدة لموقع البناء، صدر تصريح جديد لوزير المالية السعودي محمد الجدعان يبرر فيه تعثّر مشاريع البلاد محاولا تبرئة بلاده من هذا التعثّر وتحميل الذنب برقبة الأزمات العالمية. وخلال كلمة له في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، أشار الجدعان إلى أن “رؤية 2030 أُطلقت عام 2016، قبل وقت طويل من تفشي الوباء والحروب في أوكرانيا وغزة ومشكلات مثل التضخم وتعطل سلاسل التوريد”، مضيفًا “كل تلك الصدمات الجماعية التي تواجه العالم تدعونا أيضًا إلى إعادة ترتيب الأولويات، والنظر إلى ما نقوم به، وكيف يمكننا تحسين ما نقوم به فعليًا، وتحسين خططنا”. وهذا يعني أن سلطات الرياض بعدما تيقنت من استحالة تنفيذ المشاريع في الوقت الحالي، أرجعت السبب إلى الظروف العالمية التي تتذرع بها لتبرير فشل رؤية ولي العهد محمد بن سلمان.
تحجيم ذا لاين:
صحيفة وول ستريت جورنال تنقل جزءا من المشهد لم يجرِ تناوله من قبل حول إخفاقات تحصل في عملية بناء مشروع “ذا لاين”، وهي إخفاقات تبدو غريبة بالمقارنة مع حجم المشروع وضخامته والتخطيط المتوقع حضوره في كل خطوة من بنائه.
المشروع المذكور، وهو درّة تاج الرؤية السعودية، تكشفت كواليسه في إبريل الماضي مع ما نشرته وكالة بلومبرغ تراجع عدد السكان الذي كان من المقدّر أن يستوعبها “ذا لاين” -جزء نيوم الأساسي- بما نسبته 75% مقارنة مع الأرقام الأولى التي رُوّج لها. ووفقا لأشخاص مطلعين على الأمر أفادوا للوكالة أنه بعد أن “كانت الحكومة تأمل في وقت ما أن يكون هناك 1.5 مليون ساكن يعيشون في ذا لاين.. لكن الآن، يتوقع المسؤولون أن يستوعب المشروع أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذلك الوقت.
بعد أن كان من المقرر أن يغطي في النهاية مساحة صحراوية بطول 170 كيلومترًا على طول الساحل، ولكن مع الانسحاب الأخير، يتوقع المسؤولون إكمال 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030. وتشير بلومبيرغ وفقًا لوثيقة اطلعت عليها؛ إلى بدء مقاول واحد على الأقل في فصل جزء من العمال الذين يوظفهم في الموقع تبعاً لهذه التبدّلات. وفي حين لم تذكر الوكالة نقلا عن مصادرها، مسببات هذا التراجع، فقد سبق أن كشفت نقلا عن أشخاص مطلعين على مشروع نيوم إنه على الرغم من أن نيوم أطلقت حملات ترويجية للتسويق والمستثمرين، إلا أنها لم تحقق تقدمًا جديًا في جمع رأس المال.
تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يريد فيه ابن سلمان من المستثمرين الأجانب نقل الخبرة والمشاركة في تمويل مشروع نيوم العملاق الذي يبلغ قيمته 500 مليار دولار لتحويل المنطقة الشمالية الغربية النائية إلى مركز عالي التقنية خالٍ من الكربون ومليء بالروبوتات. وقال ديفيد دوكينز من شركة بريكين لبيانات الاستثمار ومقرها لندن: “إذا لم يكن لدينا دليل واضح على مزيد من التمويل بحلول نهاية العام، فمن المؤكد أنه من المفيد أن نتساءل من أين ستأتي الأموال لهذه المشاريع”، ويؤكد على أن تحليل الاتجاهات السعودية يشير إلى “إنها باهظة الثمن بجنون.
ارسال التعليق