مصايب غزة والسياسة السعودية
بقلم: عماد الجاسر...
في هذه الأرض سر ما لا يزال غير معروف حيث عندها تسقط الأقنعة وتظهر الحقائق، اظهاراً لذلك لابد من تناول ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد المملكة المتوكلية اليمنية والتى شاركت فيها دولة الاحتلال الصهيوني بالدعم اللوجستي بالسلاح لمصلحة "الملكيين" اتباع الامام يحيى حميد الدين اضافة الى الهجوم الصادر من اذاعة الاحتلال ضد أعداء "الملكيين"
سهلت السعودية وصول المساعدات العسكرية من المناطق المحتلة الى اليمن، نهاية عهد الملك سعود وبداية عهد الملك فيصل، والتى حينها أحست المملكة بالخطر بسبب محاولة عبدالناصر زعزعزة الاستقرار في المنطقة خاصة عندما قامت مصر بقصف عدة مناطق في جنوب السعودية شارك فيها العقيد حين ذاك حسني مبارك ومع ضعف الجيش السعودية وموجة الانشقاقات العسكرية من قبل عدة طيارين عسكريين أصبح العتاد العسكري على المحك مما حدا بالملك فيصل بعد اجتماعه مع حلفاءه ان يقدم لجولدا مائير اقتراح ان تقوم باحتلال غزة وسيناء والضفة والقدس والجولان بحجة أن ذلك سوف يبقي المد القومي العروبي مشغولاً في استعادة اراضيهم، وفعلاً في 1967 وخلال انشغال الجيش المصري في اليمن قام الاحتلال وخلال 6 ايام من الحصول على مساحة شاسعه من سوريا ومصر والمنطقة التى تشرف عليها الأردن وفلسطين، وتوجهت الانظار الى استعادة هذه الأراضي.
لقد اعطى هذا للسعودية فرصة للارتياح ولكن على حساب الشعب الفلسطيني واهل غزة والضفة على وجه الخصوص، لقد ترسخت فكرة ان تحرر هذه الارض تعني عودة حالة عدم الاستقرار لدول الخليج وخاصة السعودية وعليه استمرت السياسة السعودية تمارس هذا المنهج بطرقٍ مختلفه وان كان في الخفاء في كثير من المناوارت السياسية، تتجلى الان هذه الحقائق من خلال معرفات حسابات سعودية غير رسمية لا تخفى غيضها ورغبتها في القضاء على المقاومة في فلسطين.
السياسة السعودية الحاضرة هي امتداد للماضي المسموم المشبع بمخاوف فقدان السلطة والحكم حتى لو تطلب ذلك التضحية بالمبادئ والمقدسات الاسلامية ولن تتغير.
ارسال التعليق