عبدالعزيز الخميس يُقبِل على التطبيع من بوابة القفز عن الواقع
متفوقين على إعلاميّي الإمارات المُطبّعة، يمضي إعلاميو “السعودية” في تثبيت الهوية الصهيونية.
آخر من احتفى بهم الإعلام العبري هم الإعلامي عبد العزيز الخميس الذي ظهر مؤخرا على التفاز العبري وفي إحدى الصحف العبرية متحدّثا بلسان صهيونيّ سليط، الى جانب الاعلامية نجاة السعيد.
اللقاء الذي جمع الخميس مع نجاة السعيد، نشرته مجلة جيروزالم بوست العبرية.
دلا كِلا الطرفين بدلوهما في مساعي تعزيز ظنون الرأي العام الغربي بأن مقبولية “إسرائيل” بارتفاع في الأوساط العربية.
وهو إن دلّ على شيء فهو يدلّ على لا جدوى الحديث.
فكيف لعاقل أن يقتنع بهكذا طرح في هكذا ظروف؛ حيث اعترف الغرب بنفسه بصعود القضية الفلسطينية في العالم على خلفية ما يجري في غزة.
ينطلق الخميس خلال المقابلة من “إدانة” عملية طوفان الأقصى من بوابة الضرر الذي ألحقته في مسار تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين “السعودية” و”إسرائيل”.
هذا في الوقت الذي يدعي حكامه فيه أن مقاصد الصفقة تنطوي بشكل أساسي على إعطاء الفلسطينيين فرصة الحصول على “دولة” خاصة بهم!
معلّقا على طوفان الأقصى، قال عبد العزيز الخميس: “نعلم جميعًا أن السلام هو الحل الوحيد.
ونحن جميعا نفهم أنهم حاولوا وقف هذه العملية لأن السلام بين السعودية وإسرائيل من شأنه أن يغير وجه المنطقة ويجلب الأمل لنا جميعًا.”
وأضاف “لقد اتُهمت بأنني صهيوني، لكن الآن بعض الذين عارضوني يقولون الشيء نفسه.”
وحول محددات حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع، استطرد الخميس: “علينا أن نمنح الأمل للفلسطينيين، مع التأكد من عدم تأثير الكيان الفلسطيني على أمن إسرائيل.
ويتعين على إسرائيل أن تقول ليس فقط ما تعارضه، بل أيضاً أي نوع من الدولة الفلسطينية يمكنها أن تقبله. وهذا سيساعد بالتأكيد السعوديين على المضي قدمًا نحو السلام.” “
حِرص” الخميس على أمن كيان الاحتلال من الفلسطينيين يعبّر عن مخاوف أسياده من فرضية حل الدولتين دون القضاء على حماس وأي جهة مقاومة في فلسطين.
فأسياده ومع كل العمالة التي أثبتها محمود عباس –رئيس السلطة الفلسطينية-، إلا أنهم مع ذلك لا يجدونه أهلا لحِمل العمالة المطلوبة في حالة تطبيق حل الدولتين.
في مسار تصويره لواقع وهمي، يدّعي الخميس أن “القبول تجاه الإسرائيليين أصبح أقوى بعد اتفاقيات أبراهام، لأنها جعلت التفاعل مع الإسرائيليين أكثر شيوعًا”، زاعما: “بدأت ترى الإسرائيليين في المطاعم والفنادق. هذه مقدمة للسلام”.
يُقدم الخميس نفسه على أن “مُثقّف ومُوعّي” الشعوب: “لم يفهم البعض ما حدث بالضبط، وظنوا أنه انتصار.
حاولت أنا وزملائي تثقيف الناس وشرح تداعيات المذبحة.
وتوقعنا أن تدفع غزة ثمناً باهظاً وتواجه هجمات، وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين”.
هذا والخميس هو أحد أعضاء المنظمة الصهيونية “مينا 2050″، التي تسعى لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وما المنظمة سوى ستارة يقوم من خلالها المثقفون في الخليج– وعلى رأسهم السعودية- والعالم العربي بالتطبيع مع الكيان، من خلال عقد لقاءات ومؤتمرات حول السلام!
وقال “الخميس” حول لقاءات المنظمة المشبوهة: “اجتماعاتنا عادة ما تكون بنسبة 90 % من العرب و10 % من الإسرائيليين، والفكرة هي أننا لا نتناول الصراع بشكل مباشر”!
تفوقت الإعلامية السعودية –عضو ايضا في مينا 2050- على زميلها في العمالة.
وأمام الانحياز الضخم الذي أظهرته وسائل الاعلام الغربية، تنتقد نجاة السعيد الإعلام الغربي على اعتبار أنه يقدم “الرواية الفلسطينية التي لا أساس لها من الصحة”! داعيةً الإعلام أن يكون “منطقيًا بما يكفي للتركيز ومعرفة السبب الحقيقي”!، وتضيف نجاة: “لماذا يتصرفون وكأن السابع من أكتوبر لم يحدث قط؟
لماذا لا يتحدثون عن الرهائن والتعذيب الذي يتعرضون له؟”.
في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تثبت بمجازرها كل يوم أنها هي أساس البلاء في المنطقة، تمضي السعيد في تقديم تصنيفها لـ”أعداء السلام” هم اثنين: “الإسلام السياسي” و”أعداء إسرائيل والمعادين للسامية”!
وفق قولها العدو الأول للسلام هو “الإسلام السياسي” الذي يتمثله “إيران وميليشياتها وجماعة الإخوان المسلمين وقطر”، وأما الثاني وهم “أعداء إسرائيل” فهم العرب كلهم الذي كبروا على عبارة “إسرائيل العدو”، إلا “أقلية صغيرة” تنمي هي إليها.
مُقدّمة رؤيتها تجاه الرئاسة الأميركية الحالية، قالت السعيد أن السياسة الأمريكية تؤثر بشكل كبير على آفاق السلام في الشرق الأوسط: “سأكون صريحا هنا، لقد أعادنا التحول الذي شهدته الولايات المتحدة في عام 2020 نحو الإدارة الحالية سنوات إلى الوراء”.
معتبرة أن وجود الإدارة الحالية في حد ذاته يعمل على تمكين المتطرفين والإسلاميين السياسيين والفوضى في كل مكان – في الغرب والشرق.
وسبق لعبد العزيز الخميس أن ربط بين رؤية محمد بن سلمان وضرورة التطبيع مع كيان الاحتلال ذلك في لقاء له مع صحيفة غلوبز الاسرائيلية: ابن سلمان يحتاج إلى إسرائيل في خططه في البحر الأبيض المتوسط ولن ينجح بدونها.
كلام الخميس وغيره -في كل لقاء صحفي أو ندوة- بانفصاله عن الواقع العربي، يثبت ان المشاهد الوحيد الذي يتوجه إليه هؤلاء هو الصهيوني.
وان كل ما يقولونه هو في سياق تقديم القرابين لإلههم الأعلى: أميركا. وآخر القرابين كانت “رسالة الإعلامي”!
ارسال التعليق