مجتهد السعودي يسكت.. المال أم السيف؟
“تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في 20 كانون الثاني حدث مهم في أميركا هل يتزامن معه حدث مهم هنا (في السعودية)؟ دعونا ننتظر”، مشيراً إلى أنه “قد يكون يوم التنصيب أو قبله أو بعده بأيام المقصود فترة انتقال السلطة للإدارة الجديدة التي ينشغل فيها الأميركيون بأنفسهم”؛ هي آخر عبارات كتبها المغرد السعودي الشهير اعلاميا بـ”مجتهد” في حسابه الخاص على مواقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، ليختفي بصورة غير مسبوقة مثيرة للجدل لم تعهد من قبل .
حتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية للحساب الذي تجاوز عدد المتابعين له المليون شخص، رغم تخمينات عدة تطرح بشكل وآخر عبر مدونات ومقالات وتغريدات، معظمها تخمينات تدور حول شخصيتين رئيسيتين هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه، والأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز الذي أحرج الرياض بعدة موضوعات كـ”الفساد المالي في المملكة”، وتم اختطافه العام 2016 وللمرة الثالثة من سويسرا الى الرياض، وذلك بعد اختفاء كلا من الأمير تركي بن بندر، والأمير السعودي بن سيف؛ بعد ان تعالى صوته بأراء صريحة ضد النظام الحاكم في المملكة وقراره مقاضاة سعد الحريري رئيس وزراء لبنان والأمير عبد العزيز بن فهد والوزير صالح آل الشيخ وآخرين متورطين في اختطافه الأول عام 2003- حسب الغارديان البريطانية .
البعض أطلق على مجتهد “أسانج السعودي” وصاحب ويكيليكس الأبرز عبر كشف الوثائق والمعلومات “الدقيقة والحساسة” التي ينشرها في حسابه عن الفساد المالي والإداري والسياسي والاجتماعي، بل وحتى المعلومات والفضائح الشخصية للملك نفسه وكبار الأمراء المحيطين به وكيفية إدارة الدولة من قبل القيادات المتنفذة فيها. وكان يستبق الاحداث بالإفصاح عنها قبل وقوعها.
“تجريد بن نايف من نفوذه وقفز بن سلمان للعرش مسألة وقت”، و”لهذا السبب أمر الملك سلمان بإيقاف إمداد مصر بالنفط”، و” صراع سعودي – إماراتي لإعادة تقسيم اليمن ونهب ثروته النفطية”، و”الارقام الحقيقية لصرعى الجيش السعودي ودباباته.. ومحاولات أبن سلمان للتهدئة عبر سلطنة عمان”؛ هي من أواخر تغريداته لكن أكثرها خطورة وأفتضاحاً للملك سلمان المخرف ونجله تغريدته القائلة “إنّ محمد بن سلمان “غاضب جداً لدرجة التوتر النفسي من مقال حمزة السالم حيث الشعب السعودي فهم من المقال مسؤوليته الشخصية عن اختفاء التريليون بل سرقته”؛ ما أغاظ غضب سلمان ونجله فاتخذ القرار بإلزامه الصمت .
مخابرات المملكة عملت جاهدة وبالتعاون مع نظيرات عربية وأجنبية لها على إكتشاف شخصية مجتهد خزينة أسرار العائلة الحاكمة، لتقول أنه حفيد من أحفاد عبد العزيز، يسكن في سويسرا وله حصانة خاصة، ويزوره أمراء كثيرون ويتصل بالهاتف ويعرف كل شيء عن بلاده، ولم تستطع السلطات السعودية إرجاعه فما بقي أمامها إلا الإغراء بالمال لكنه رفض لانه ملياردير ووصلت السلطة الى قرار إما السكوت عنه أو قتله لكن واشنطن حذرت الرياض من المساس به خاصة ومعه الجنسية الاميركية.
بقلم : بثينة العنزي
ارسال التعليق