«تيران وصنافير» أبرز علامات التقارب السعودي الإسرائيلي (مترجم)
بعد سنوات من الشائعات والتقارير المتعلقة بالعلاقات السرية بين إسرائيل والسعودية، بدافع الاهتمامات المشتركة بين الدولتين بشأن البرنامج النووي الإيراني وزعزعة الاستقرار الإقليمي، هناك تطورات جديدة تسلط الضوء على الطريق المحتمل أمام إسرائيل لتعزيز علاقتها بالعالم العربي.
صادق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على معاهدة تسليم جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر إلى السعودية، في الوقت الذي تم تعيين الأمير السعودي محمد بن سلمان، 31 عاما، وليا للعهد ليصبح الملك المقبل.
كان اتفاق تسليم جزيرتي تيران وصنافير في عام 2016 بعد زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، بحجة أنهما سعوديتان منحتهما المملكة لمصر لحمايتها من إسرائيل في عام 1950، وبعدها لعبت الجزيرتان دورا مهما في حرب 1967، حين أغلقت مصر مضيق تيران على السفن الإسرائيلية، ما منع إسرائيل من الوصول إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.
توجد قوات لحفظ السلام على الجزيرتين بموجب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ووفق شروط المعاهدة، أعطت إسرائيل موافقتها على الاتفاق المصري السعودي طالما سيحافظ السعوديون على بنود المعاهدة المتعلقة بالسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر مضيق تيران.
ومن جانبه، قال جوشوا تيتلباوم، الباحث البارز في مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية وأستاذ في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، إن سيطرة إسرائيل على تيران وصنافير ليس أمرا مهما طالما يمكن لسفن وشحنات الدولة اليهودية المرور دون عوائق، كما يرى أن التعاون البناء بين مصر والسعودية أمر أكثر أهمية لإسرائيل.
وأضاف: إسرائيل ترغب في إبقاء التحالف السعودي المصري قويا؛ لمواجهة التهديدات في المنطقة، كما أن تبادل هاتين الجزيرتين يعود بالنفع على إسرائيل.
اتجاه جديد للسعودية
يشير صعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد إلى وجود اتجاه جديد للسعودية، وسيؤثر على العلاقات الإسرائيلية السعودية وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
تواجه السعودية حاليا انخفاض أسعار النفط، ومنافستها إيران، والنزاع مع قطر، والحرب الأهلية في اليمن وسوريا، كما سعى الأمير بن سلمان لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة كونه وزيرا للدفاع، بجانب محاولته إصلاح وتنويع الاقتصاد السعودي الذي يعتمد على النفط بشكل كبير.
وفي السياق، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، ايوب كارا، في تصريح معلن عن السعودية، إن تعيين ولي العهد الجديد يعني مزيدا من التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وليس فقط فيما يتعلق بالنفط.
وأضاف: تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب، بداية لعصر جديدة ومتفائل بين السعودية والدول الإقليمية بما فيها إسرائيل والشعب اليهودي، كما أن ولي العهد أحد مهندسي السياسة السعودية في فترة ما بعد الربيع العربي، حيث السياسة المعادية لإيران والمناهضة للراديكالية، التي تشمل استهداف حركة حماس، وسيكون من دواعي سرور إسرائيل التعاون مع ولي العهد الجديد.
انتشرت شائعات تفيد بالتقاء بن سلمان بمسؤولين إسرائيليين في إطار الجهود الرامية لإقامة علاقات اقتصادية وأمنية أوثق بين البلدين.
تتناقش إسرائيل والسعودية بشأن السماح للشركات الإسرائيلية العمل في منطقة الخليج العربي، وكذلك السماح لشركة الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق المجال الجوي السعودي، كما أجرى بن سلمان، محادثات مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار كبير حول تحسين العلاقات السعودية مع إسرائيل، كخطوة تجاه السلام الإسرائيلي الفلسطيني.
وضع حد للعلاقة
ورغم التعاون السعودي المصري والتقارير عن اهتمام الملك سلمان بالعلاقات مع إسرائيل، حذر تيتلباوم من التوقعات بالإعلان المباشر عن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وقال: هناك حد للعلاقة حيث إن معظم هذه العلاقات سرية، كما أن السعوديين ليس لديهم دافع حقيقي للإعلان عن هذه العلاقة، فهم يحصلون على ما يريدون من إسرائيل دون الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في مايو الماضي، أن دول الخليج مثل السعودية ستتخذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ببعض الخطوات لصالح الفلسطينيين مثل تجديد بناء المستوطنات أو التخفيف من القيود التجارية على قطاع غزة.
وأكد تيتلباوم أنه من أجل الإعلان عن العلاقات السعودية الإسرائيلية يحتاج السعوديون إلى إحراز تقدم كبير على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، وهذا أمر صعب، وبالتالي نحن بعيدون عن العلاقات الدبلوماسية الكاملة.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق