السعودية وإسرائيل سبب تصعيد التوترات في الشرق الأوسط
حذر هنري كسنجر، باحث سياسي أمريكي وسياسي ألماني النشأة، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أن الشرق الأوسط يؤثر على العالم بسبب التقلبات الأيديولوجية، خاصة في سوريا، حيث رغبة دول مثل إسرائيل في القضاء على التحالف السوري الإيراني باستخدام تنظيم داعش.
يبدو أن إدارة ترامب أصبح لديها أجندة جديدة، وذلك مثلما حدث في عام 2002، إذ يلعب عدد من الأصوات المؤثرة داخل الولايات المتحدة وخارجها دورًا حاسمًا في إضفاء الشرعية على قرارات دونالد ترامب؛ للمشاركة في حرب خطيرة وغير ضرورية على إيران.
كرر ترامب تهديداته منذ توليه الرئاسة بحل الاتفاق النووي الإيراني من جانب واحد، وهو اتفاق متعدد الأطراف وافق عليه مجلس الأمن بالإجماع.
تعترف الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، بأن التكلفة الدبلوماسية للتخلي عن الاتفاق ستكون باهظة، ويتفق الكثيرون حول العالم أنه حال انسحاب ترامب من دعم الاتفاق النووي، فستكون الولايات المتحدة معزولة عن هذا الأمر، كما هو الحال مع اتفاق تغيير المناخ.
تقول إدارة ترامب إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليهم فحص كافة المنشآت النووية في إيران، بما في ذلك القواعد العسكرية، ولكن طهران أكدت أن مواقعها العسكرية الأكثر حساسية تقع خارج الحدود، وكان ذلك واضحًا في عام 2015، حين طالب المفتشون الدوليون بزيارة قاعدة برشين العسكرية.
يقع تصادم آخر بين واشنطن وطهران بعيدًا عن الاتفاق النووي 2015، حيث ترى إدارة ترامب أن إيران تدعم الإرهاب، وتقوم باختبارات نووية صاروخية في سوريا والعراق، وفي إشارة إلى استمرار الصراعات على السياسية الإيرانية، عزز البيت الأبيض الموقف الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة، فقد أعلن عن شراكة اقتصادية واستراتيجية أوثق مع عدوي إيران، وهما السعودية وإسرائيل.
ظهرت المخاوف الإسرائيلية من إيران منذ الثورة الإيرانية 1979، حيث ترى إسرائيل طهران خصمًا جيوسياسًّا، وتضع التسليح العسكري لإيران من بين أولوياتها، أما بالنسبة للسعوديين، فقد أظهروا نمطًا جديدًا من المشاركة العملية في سياستهم الخارجية التي لا تمنح فرصًا للتخفيف من حدة التصعيد في المنطقة.
استضافة السعودية الأخيرة للزعيم العراقي، مقتدى الصدر، في الرياض؛ لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، دليل على أن السعوديين حريصون على إيجاد حل سريع لأزمة اليمن، وعزل إيران باسخدام التدابير الدبلوماسية.
تواجه الحكومة الأيرانية برئاسة حسن روحاني، تحديًا كبيرًا، فهي تحاول التركيز على الاستمرارية والاستقرار والمشاركة السياسية، ويظهر ذلك لاختياره وزراء مثل ظريف وزنكنه.
أكد اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، أهمية مواجهة إيران للتهديدات الداخلية والخارجية، ودافع عن مشاركة إيران في سوريا والعراق، كما استخدم روحاني لهجة قوية ضد إدارة ترامب والتي فرضت مؤخرًا عقوبات على ست شركات إيرانية؛ لدورها في تطوير برنامج صاروخي بالستي.
تراقب إيران عن كثب المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية؛ لأن طهران تتحسس كيف يمكن أن توظف دبلوماسيتها وقوتها العسكرية في الشرق الأوسط الذي سيحدد بشكل كبير ما يحدث على الجانب الآخر من قارة آسيا.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق