معركة الحديدة.. فشل عسكري للتحالف وانتصارات وهمية في الاعلام
[ادارة الموقع]
اكذب اكذب اكذب... هذا ما ينطبق على الاعلام التابع لمملكة آل سعود وتحالف العدوان على اليمن حول مجريات معركة الحديدة، فمنذ انطلاق هذه المعركة بحسب ما اعلن التحالف، وهذا الاعلام يروج لما يسميه انجازات وانتصارات قواته على الارض حتى انه اعلن منذ عدة ايام سيطرته التامة على مواقع هامة داخل الحديدة بينها المطار، الا ان كل الدلائل التي يقدمها الجيش اليمني واللجان الشعبية تظهر ان التحالف أطلق الكثير من الاكاذيب وان المطار تحت سيطرة الجيش واللجان على الرغم من ان التوقعات العسكرية والخطط الموضوعة لا تركز على الاحتفاظ بهذا الموقع او ذاك وانما تعتمد سياسة استنزاف العدو وتكبيده اكبر قدر من الخسائر، كما يجري بصورة مستمرة منذ بدء العدوان على اليمن قبل ما يزيد عن 3 سنوات وليس فقط بخصوص معركة الحديدة والساحل الغربي.
وقد ظهرت أكاذيب التحالف بالسيطرة على المطار بشكل كامل، بخروج قيادات من انصار الله بمشاهد وصور مباشرة من ارض المطار وبالتحديد من امام مبنى الجمارك بداخله، ومن بين هؤلاء محمد البخيتي وحازم الاسد بالاضافة الى عشرات المقاتلين داخل حرم المطار وجميعهم يرتدون زيهم العسكري ويحملون أسلحتهم في وضح النهار، وهذه الأكاذيب السعودية والاماراتية بالدرجة الاولى تلتقي مع مزاعم قيادة التحالف انها تنفذ ضربات ناجحة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية وتقضي على العشرات منهم، وهذه العبارات تستخدم منذ بدء العدوان فلو كانت صادقة لكان يجب ان نجد أفولا واضمحلالا للجيش واللجان.
لعبة الاعلام المكشوفة..
هي لعبة الاعلام والدعاية والترويج لامور لم تحصل لتحقيق انتصارات وهمية ورفع معنويات المقاتلين على الارض ومحاولة التأثير على الطرف الآخر، بينما الوقائع تظهر انه رغم وضع التحالف كل امكاناته لحسم معركة الحديدة بأي شكل من الاشكال بغية تسجيل انتصار يتم التهليل والترويج له لاستثماره سياسيا في محاولة الخروج من المأزق اليمني، إلا ان التحالف يعاني كثيرا في التقدم داخل الحديدة ويتكبد خسائر باهظة في الارواح والمعدات، فالاعلام الحربي اليمني يواصل يوميا نشره لمشاهد إحراق وإعطاب الآليات والمدرعات التي تعجز عن التقدم في كثير من الاحيان نتيجة ما تتلقاه من ضربات يمنية.
والحقيقة ان معركة الساحل الغربي ليست بالمعركة الجديدة وانما هي عمرها اكثر من سنتين ونصف ، وقد لاقى العدوان خلالها الكثير من الخساىر التي طالت بالاضافة الى الارواح، الاليات والمدرعات وحتى البوارج الحربية والطائرات(بحسب ما اعلن السيد الحوثي مؤخرا)، فمسالة الخسائر ليست بجديدة على التحالف في الحديدة وفي كل الساحل الغربي، إلا ان مجريات العمليات الجارية اليوم تشير الى ان معركة الحديدة طويلة ومكلفة جدا للتحالف الذي تقوده مملكة آل سعود بدعم واضح من الغرب واسرائيل، وان الاستنزاف سيكون مكلفا في مستنقع الحديدة ، وكل التقديرات والتحليلات العسكرية اليوم تؤكد صعوبة السيطرة على الحديدة والبقاء فيها دون خسائر باهظة جدا ولو اجتمعت جيوش العالم لتحقيق ذلك، خاصة ان القوات الاجنبية بدأت تتلقى وتحصي خسائرها الكبيرة هناك نتيجة تواجدها على الارض كما يحصل مع القوات السعودية والاماراتية منذ بدء العدوان.
وساطات سريعة.. دليل الفشل
وبالسياق تسربت الانباء التي تتحدث عن أسرى من قوات اجنبية بينهم فرنسيون وحتى اسرائيليون لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية، ولذلك بدأت بعض الوساطات الخليجية لافساح المجال امام حصول عملية تبادل للاسرى او اجراء مفاوضات للبحث في كيفية الخروج من هذا المأزق والتوصل الى تسوية، هذه الوساطات تبدو سريعة جدا بطلب من التحالف ومن يدعمه نظرا ان قواته هي البادية بالمعركة وهي التي يجب ان تكون صاحبة اليد الطولى في فرض ما تريد لا العكس بدل التوسط للتوصل الى حلول او لفتح قنوات للتفاوض، كل ذلك يؤكد ان ما أعلنته اكثر من جهة انه بعد معركة الحديدة سيتم فرض ظروف سياسية جديدة على اليمن والحوثيين، ليس بالامر اليسير وليس بمتناول هذه الدول.
وبالتحليل العسكري والمنطقي فإن الإعداد بهذا الشكل لمعركة الحديدة وتحشيد قوى عسكرية من جيوش اقليمية ودولية(بينها اميركية وبريطانية وفرنسية واسرائيلية) من دون تحقيق نتائج باهرة وكبيرة هو قمة الفشل على الصعيد العسكري، علما ان معركة الحديدة بالشكل التي تسير عليه قد تجعل نزول السعودية والامارات عن الشجرة أصعب وأعقد، وبالتالي قد تعطي اليمنيين فرصا اكبر لفرض ما يريدون على التحالف بقيادة الرياض لا العكس، الامر الذي سيزيد من صعوبة الموقف لكل من يراهن على تحقيق انجازات ما وبناء طموحات سياسية على حساب دماء الشعب اليمني الذي يزداد يوما بعد يوم صلابة وتماسكا وايمانا بضرورة صد العدوان خاصة بعد ان انكشفت امامه زيف الشعارات التي رفعت سابقا عند بدء العدوان او التي ترفع ليوم في معركة الحديدة.
تخبط وتضارب..
ومجريات الميدان وصعوبة تحقيق أي انجازات سريعة للتحالف دفعت المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي للحديث عن انسداد أفق الحل السياسي وان الخيارات كلها مفتوحة ومن بينها الاكتفاء بعملية عسكرية خاطفة، وذلك بعد ان ان كانت الاسقف مرتفعة بأنه سيتم السيطرة على الحديدة وإنهاء "الوجود الحوثي" هناك وغيرها من الاهداف، وبناء عليها دفعت الوزير الاماراتي انور قرقاش ليؤكد ان معركة الحديدة هدفها فرض وضع سياسي جديد على الحوثيين ايضا، هذا التعارض والتضارب بين مواقف قيادات التحالف يشير الى وجود حالة من التخبط وعدم القدرة على الحسم وتحقيق الاهداف الموضوعة، والواقع هذا الامر هو السائد منذ بدء العدوان على اليمن سواء عبر ما أسمي بـ"عاصفة الحزم" ومن ثم عبر عملية "اعادة الامل" بينما الفشل هو مصير كل المحاولات السعودية الاماراتية في اليمن
ارسال التعليق