الباتريوت اليونانية لحماية عرش سلمان بعد عجز الباتريوت الأمريكية
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي..
أعلنت الحكومة اليونانية في 4/2/2020 إعتزامها إرسال صواريخ من طراز باتريوت إلى السعودية في إطار برنامج مشترك يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وفي حينها كشف المتحدث باسم الحكومة اليونانية "ستيليوس بيتاس" أن أثينا ستنشر هذه الصواريخ في السعودية، لحماية البنى التحتية الحيوية في مجال الطاقة. ولفت هذا المتحدث إلى أن هذه الخطوة التي ستتحمل المملكة تكاليفها ستسهم في ضمان أمن الطاقة. وتؤكد تمسك اليونان باستقرار المنطقة وتوطيد علاقاتها مع السعودية، كما أشار المتحدث اليوناني إلى أن المفاوضات بين أثينا والرياض بشأن هذه الخطوة انطلقت في تشرين الأول 2019.
وكان بيتساس قد ذكر في وقت سابق، أنه من المتوقع أن يتوجه نحو 130 عسكرياً يونانياً إلى المملكة لمراقبة وصيانة المنظومات الدفاعية.
الأوساط السعودية ادعت أن الاستعانة بمنظومة الدفاعات الجوية اليونانية "الباتريوت" من أجل تعزيز دفاعاتها من الباتريوت الامريكية بعدما أخفقت في صد صواريخ جماعة الحوثي وطائراتهم المسيرة التي ضربت مراكز ومنشآت أرامكو في بقيق وهجرت خريص وأوقفت نصف الإنتاج السعودي أي بمعدل أكثر من خمس ملايين برميل من مجموع عشرة ملايين برميل يومياً، في حزيران الماضي/2019، فهذه الضربة كشفت بحسب تعليق صحيفة الوول ستريت جورنال في ذلك الوقت، كشفت نقاط ضعف في الدفاعات الجوية لدى ال سعود التي تعتمد على نظام باتريوت الأمريكي، وتعد ثالث اكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري. ونقلت الصحيفة المذكورة عن مسؤول سعودي رفض الكشف عن نفسه في حينها، قوله إن "الأحداث الأخيرة- هجمات جماعة الحوثي- أظهرت أن البلاد مكشوفة من حيث نظام الدفاع الصاروخي!".
ويمكن أن يكون التبرير السعودي لشراء وتحمل تكاليف الباتريوت اليوناني مقبولاً، لو أن نظام ال سعود أقدم على شراء منظومات دفاع جوي وصاروخي متطورة، من مثل منظومات أس 400 أو حتى اس 300 الروسية، سيما وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن في حينها استعداد بلاده لتزويد السعودية بمثل هذه المنظومات، حيث قال على هامش قمة جمعته بنظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان في كانون الثاني الماضي/2020، في العاصمة التركية أنقرة.. قال: "نحن مستعدون لتقديم المساعدة إلى السعودية لحماية بلادها وشعبها.. قال: " نحن مستعدون لتقديم المساعدة إلى السعودية قراراً حكومياً حكيماً، كما فعل قادة إيران بشراء منظومة إس 300، والرئيس اردوغان بشرائه منظومة إس 400 للدفاع الجوي من روسيا، حينها سيكون بإمكانهم حماية أي منشآة في السعودية".
وفعلاً مثلما قال الرئيس الروسي بوتين، هو أن القرار الحكيم، أن يشتري نظام ال سعود منظومات مضادة للجو متطورة، لا أن يستعين بنفس المنظومات التي أثبتت ضعفها واخفاقها كما أكدت أوساط الخبراء في السعودية، وفي الغرب وحتى في أمريكا نفسها كما مر بنا في تعليق صحيفة الوول ستريت جورنال، بل وشاركتها صحف أمريكية أخرى في هذا الأمر...
ولا أعتقد ان نظام ال سعود غافل عن هذه القضية، إذ ليس من المنطقي أن يستعين بمنظومات دفاع جوي، أثبتت فشلها في الميدان، فما عسى اليونانيون أن يفعلوا بعدما عجز الأمريكان، الذين هم صنعوا الباتريوت في السعودية، وتلك نظيرتها اليونانية!؟ ولذلك فأن لجوء نظام ال سعود إلى الباتريوت اليونانية أثار الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، حول جدوى ومغزى هذه الاستعانة بدفاعات باتريوت الجوية اليونانية، التي قالت بعض الأوساط الإعلامية أنها بدأت فعلاً انتشارها في المملكة! فإذا كان النظام غافلاً عن هذه القضية، فمعنى ذلك انه على درجة كبيرة من الغباء، وهو يتصف فعلاً بالغباء والحماقة، لكن ليس إلى هذه الدرجة، إذن هناك أمر آخر في هذه الصفقة مع اليونان، يتمثل في أن هناك طرف آخر قرر لنظام ال سعود بالإقدام على هذه الخطوة لتحقيق جملة أهداف، سيما وإن نظام ال سعود مسلوب الإرادة ولا يمكنه اتخاذ أي قرار وفي أي مجال بدون مباركة أو من إملاء السيد الأمريكي أو الشقيق الصهيوني في تل أبيب، فالراجح أن الولايات المتحدة والكيان هما اللذان اتخذا هذا القرار بجلب صواريخ الباتريوت ومنظوماتها وطواقمها العسكرية إلى السعودية وعلى نفقة الأخيرة لتحقيق هداف أمريكية وصهيونية عدة نذكر منها ما يلي:
1ـ ثمة شواهد كثيرة، تؤشر إلى نظام ال سعود أراد أن تكون الباتريوت اليونانية واجهة الأسلحة صهيونية مماثلة كالقبة الحديدية، فلأن نظام ال سعود لا يمكنه شراءها بشكل مباشر، فكانت اليونان الخيار الذي يمكن بواسطته جلب هذه الأسلحة التي يعتقد السعوديون أنها أكفأ من الباتريوت الأمريكي، لان نظام ال سعود ومعه أسياده الأمريكان يدركون أن الجلب المباشر لهذه الأسلحة له تداعيات سلبية جمّة على نظام ال سعود، بسبب أنها ستكون فضيحة مدوية لهذا النظام، ولا يستبعد المراقبون أن الكيان الصهيوني نفسه وراء تعيين هذا الخيار، ليكون الوسيط بينه وبين نظام ال سعود وما يعزز هذا الرأي، هو ما كشفته مجلة "إسرائيل ديفنس" العبرية في 5 شباط/فبراير الجاري بشأن إبداء الرياض رغبتها في شراء عتاد من شركة "رافائيل" الصهيونية التي تشتهر بإنتاج صواريخ "سبيك" المضادة للدروع. ورجحت "اسرائيل ديفنس" أن إدخال الأسلحة "الإسرائيلية" سيتم من خلال وسيط أوروبي، مشيرة إلى أن الصناعات العسكرية "الإسرائيلية" مرشحة للازدهار بالأسواق الخليجية في ظل دفء العلاقة بين الرياض وتل أبيب!
وفي السياق الآنف قد كشفت احدى المصادر المطلعة في سبتمبر 2018، عن صفقة بين "إسرائيل" والسعودية لشراء منظومة القبة الحديدية، لتضعها على حدودها مع اليمن، بسبب كثافة الصواريخ التي تسقط عليها من قبل جماعة الحوثي اليمنية. وقالت مصادر خاصة للموقع في حينها، ان الرياض ستقوم خلال الشهور المقبلة، بعمل تجربة ميدانية للتأكد من مدى نجاح أو فشل القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي تدخل المملكة. وأضافت المصادر الخاصة للموقع، أن ذلك- أي الاختبار الميداني للقبة الحديدية- جاء تحديداً، بعد التقارير التي تحدثت بكثرة عن فشلها في اعتراض كثير من الصواريخ التي كانت تطلق من غزة تجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع في مراحل التصعيد العسكري الأخيرة، وحرب 2014. وتابعت تلك المصادر القول بحسب ما نقل عنها المصدر المذكور في 20/9/2019، ان السعودية سعت خلال الفترة الأخيرة إلى شراء منظومة القبة الحديدية " الإسرائيلية " المضادة للصواريخ، وأنها أقنعت الجانب الصهيوني ببيعها عبر وساطة قوية بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال اللقاءات الثلاثية السرية التي جرت في واشنطن!! وختمت تلك المصادر بالقول: انه "في حال نجحت القبة الحديدية في مهامها باعتراض الصواريخ التي تشكل خطراً على المملكة ستكون هناك مباحثات مع "إسرائيل" على شراء منظومات عسكرية إضافية، وفتح باب التبادل العسكري على مصراعية بين الجانبين!".
هذا وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية الغربية، إلى أن نظام ال سعود عقد صفقة سرية لشراء القبة الحديدية، بل إن هذه المصادر أن "السعودية ستدفع مقابل إنجاز القبة الحديدية مبالغ مالية كبيرة تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، وهناك تعهدات سيتم توقيعها، أو تم توقيعها عبر الوسيط الأمريكي بأن لا تشكل هذه المنظومة أي خطر على أمن "إسرائيل" وحلفائها في المنطقة على المديين القريب والبعيد"!!
جدير بالإشارة إلى أن المسؤولين الصهاينة وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال غازي آيزنكوت في حديثه لصحيفة إيلاف السعودية وغيرهما من المسؤولين الصهاينة العسكريين والمدنيين وعلى رأسهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس، فضلاً عن المعلقين والخبراء في وسائل الإعلام الصهيونية.. كل هؤلاء تحدثوا مراراً وتكراراً وفي مناسبة وغير مناسبة عن تطور العلاقة الودية والحميمة بين الكيان الصهيوني والكيان السعودي وبقية الأنظمة الخليجية، تطرقوا إلى تنامي التعاون العسكري والأمني بين الطرفين، لدرجة أن بعض الطائرات الصهيونية تشارك الطائرات السعودية في قصف الشعب اليمني، بعد طلائها بالعلم السعودي، وهذا ما كشفته مصادر أوربية، حيث قالت قبل أكثر من عام، أن الطائرات الصهيونية هي التي قصفت مخزناً للأسلحة تحت الجبال قرب صنعاء بقنبلة نيوترونية ولأول مرة، وقالت تلك المصادر ان الكيان الصهيوني جرّب هذه القنبلة ذات القوة التفجيرية الهائلة في ضرب صنعاء، والتي تسببت في حينها بحسب المصادر اليمنية في صنعاء بقتل وتشويه أعداد كبيرة من المدنيين من أهالي العاصمة اليمنية!!
2ـ أن الاستعانة ال سعود باتريوت اليوناني جاء لتحقيق رغبة أمريكية، تمثلت، كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد ضربة الحوثيين لمنشآت أرامكو في بقيق وهجرت خريص، تمثلت في أن يتولى الأوربيون حماية تدفق النفط اليهم من دول الخليج العربية، فأمريكا باتت غير مستعدة للقيام بهذه المهمة بعدما أصبح بإمكانها الاستغناء عن النفط الخليجي، على خلفية اكتشافها للنفط الصخري في أراضيها، فترامب طالب الأوربيين صراحة بأن يكثفوا حضورهم العسكري في منطقة الخليج ليملئوا الفراغ بسبب انسحاب وتقليص الحضور الأمريكي هناك، لأن أمريكا باتت غير قادرة على تحمل نفقات وتكاليف هذا الحضور الضخم، ولذلك تحركت فرنسا بعد هذه الدعوة الأمريكية، وأرسلت حاملة طائراتها "شارل ديجول" إلى المنطقة، وجاء التحرك اليوناني في إطار هذا التحرك الفرنسي والدعوة الأمريكية الآنفة، وما يعزز هذا الرأي تصريح المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس الذي أشرنا إليه في بداية الحديث، والذي قال فيه أن إرسال الباتريوت إلى السعودية مع طواقمها تأتي في إطار الدفاع عن المنشآت الحيوية السعودية بحسب زعمه، بالإضافة إلى تعزيز صورة أثينا كعامل مساعد على الاستقرار الإقليمي!! وأيضاً أن التحرك اليوناني جاء ضمن التحرك الأمريكي الفرنسي في تلك المنطقة.
يعزز هذا الأمر أيضاً أن أثينا أعادت تفعيل اتفاقية عسكرية دفاعية مع واشنطن، كما أنها عززت التعاون الاستراتيجي مع باريس، من خلال إرسال فرقاطة يونانية إلى شرق المتوسط في مهمة مشتركة مع حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول التي أشرنا إليها قبل قليل، وذلك قبل أن تعلن اليونان نيتها نشر صواريخ باتريوت في السعودية ضمن إطار برنامج مشترك مع الولايات المتحدة وفرنسا وكذلك بريطانيا. الأمر الذي رحب به رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في كلمته الأخيرة التي ألقاها في البرلمان أثناء التصويت على الاتفاقية الدفاعية مع الولايات المتحدة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التعاون العسكري بين أثينا وباريس بلغ أفضل مستوى له في تاريخ العلاقات بين الدولتين.
ويبد لي أن الاندفاع اليوناني نحو الرياض جاء على خلفية نصائح وضغوط صهيونية وعلى خلفية ضغوط داخلية، بأن هذا التحرك العسكري خارج الحدود اليونانية يمكن أن يساهم مساهمة فعالة في حل المشاكل الاقتصادية المتفاقمة منذ سنوات والتي تسببت في سقوط حكومات متعددة بسبب إخفاقاتها في حل المشكل الاقتصادي في البلد، وان البقرة الحلوب (نظام ال سعود) جاهز بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة اليونانية، كما مر بنا في بداية الحديث، لتحمل نفقات وتكاليف الحضور اليوناني العسكري في السعودية وفي منطقة الخليج!!
3ـ ثمة هدف أو دافع آخر للحضور اليوناني، وهو يتمثل في رغبة سعودية ويونانية أيضاً لمنافسة تركيا وللندية منها، حيث تشهد العلاقات السعودية- التركية توتراً، على خلفية تاريخية معروفة، لدور السعوديين، أي آل سعود، في النيل من الدولة العثمانية، وسقوط إمبراطورية الأتراك هذه، وعلى خلفية التنافس السعودي التركي على زعامة الطائفة السنية والدول التي ينتشر فيها أكثرية سنية، فالسعودية تريد الزعامة لها لتحقيق مآربها الداخلية والإقليمية، وتركيا اوردغان، تريد الزعامة لها لإعادة أمجادها العثمانية، ثم جاءت جريمة نظام ال سعود في قتل خاشقجي في القنصلية بلاده في اسطنبول لتزيد الطين بله وتساهم في رفع منسوب التوتر بين الرياض وأنقرة عالياً، لان القيادة التركية اعتبرت الجريمة انتهاكاً لحرمتها واستهتاراً بسيادة بلدها، وفيما لم تتوقف منذ هذه الجريمة قبل عام، الحرب الإعلامية بين الطرفين، فأن نظام ال سعود وجد في استجلاب القوة العسكرية اليونانية فرصة مناسبة ومأتية للنيل من تركيا ومحاولة لإغضابها، من خلال دعم اليونان في صراعه مع تركيا حول قبرص من جهة، ومن جهة أخرى لمعادلة الوجود التركي في قطر، والمتمثل بإنشاء قاعدة عسكرية هناك انتشرت فيها قوات تركية لحماية قطر، حيث اعتبرت السعودية هذا الحضور تهديداً لها..
وفي هذا الإطار، يشير الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، طبقاً لما نقله منه المصدر المذكور، إلى "أن التوجه السعودي الجديد إلى اليونان للحصول على خدمات عسكرية يمثل ضرباً لعصفورين بحجر واحد، عبر التحالف مع خصم تركيا والتقارب مع حليف قوي "لإسرائيل" في آن واحد "..ويضيف الشرقاوي القول بأن " التحالف اليوناني- "الإسرائيلي" تعزز بالاتفاق بين الطرفين حول آبار الغاز شرقي البحر المتوسط، ولا يُستبعد أن تكون دولة الاحتلال هي من طلبت من محمد بن سلمان، الاستعانة باليونان وشراء أسلحة دفاعية جوية منها بهدف إنعاش اقتصادها المتدهور منذ سنوات طويلة".
وبناء على ذلك، يتوقع الخبير الاستراتيجي المصري أحمد رفعت، طبقاً لما نقلته شبكة روسيا اليوم.. يتوقع "أن تشهد العلاقات بين السعودية واليونان تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، وان ينعكس التنسيق الجاري بين البلدين ضد تركيا على القضايا المرتبطة بالأمن في البحر المتوسط".
على أن ما تقدم يؤشر إلى جملة معطيات نذكر منها ما يلي:
أولاً: إن ذلك يؤكد ما كنا قد أكدنا عليه في عدد من مقالاتنا السابقة، واليوم نؤكد عليه مرة أخرى، وهو أن نظام ال سعود يوظف أموال الشعب الجزيري في إطار تقوية أعداء الأمة وتمرير مخططاتهم التدميرية لمقدسات وهوية وحضارة هذه الأمة، وعلى رأس هؤلاء الأعداء الولايات المتحدة والدول الغربية وربيبهم المدلل الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.
ثانياً: مساهمة نظام ال سعود في تقوية كيان الاحتلال، الذي يسوم الفلسطينيين سوء العذاب، وبشكل يومي، ويتآمر على أبناء الأمة الإسلامية، في سوريا والعراق ولبنان، وفي كل مكان توجد فيه مقاومة مخلصة تدافع عن مصالح هذه الأمة، خاصة وان هذا العدو يعلن بصراحة وبكل وقاحة انه ينسق ويتعاون مع نظام ال سعود في مواجهة مشروع الأمة الإسلامية والعربية التحرري، وفي المجالات العسكرية والأمنية فضلاً عن المجالات الاقتصادية والسياسية وما إليها!
ثالثاً: إن نظام ال سعود يبذّر أموال شعبنا في نجد والحجاز وملحقاتهما بشراء أسلحة "ستوك" منتهية الصلاحية، مثل منظومات باتريوت المضادة للطائرات والصواريخ، والتي اعترفت الأوساط الأمريكية بعدم كفائتها ومن هذه الأوساط وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال بعيد عملية بقيق وهجرت خريص أن عمل منظومة باتريوت يتم بشكل متفاوت، أي أنها مرة تعمل بشكل صحيح ومرة لا تعمل، فإذا كان الامريكان أنفسهم يعلمون بعدم كفاءتها، فلماذا إذن يشتريها هذا النظام البائس بهذه الأموال الطائلة وهو يعلم علم اليقين أنها غير كفوءة!؟ والجواب انه يشتريها لخاطر عيون ترامب، وحتى يرضى عنه الأمريكان ويقدمون الحماية له، وإذا ما عممنا هذا النموذج على بقية الصفقات التي وصلت أثمانها إلى أكثر من 450 مليار دولار تتضح لنا الكارثة المتمثلة بتبذير النظام أموال الشعب الجزيري من أجل تصريف الأسلحة الأمريكية الساقطة والخارجة عن الخدمة بدلاً من رميها في المزابل!!
4ـ إن ما تقدم يؤكد أن نظام ال سعود يواصل ويصر على مواصلة العبث باستقرار وأمن منطقة الخليج والإقليم برمتها، لأنه يساهم مساهمة مباشرة تمويلاً ودعوة للعساكر الغربية في التمركز والتكدس في تلك المنطقة، فيما تجربة العقود الماضية، والحروب التي مرت بها تلك المنطقة خلال تلك العقود أثبتت، أن العسكرة الغربية للمنطقة، ساهمت مساهمة فعالة في رفع التوتر ونسف الأمن فيها، بل كانت عاملاً أساسياً في اشتعال الحروب وتدمير البلدان كما حصل للعراق، وسوريا واليمن والصومال وليبيا وأفغانستان، من خلال الحروب التي دمرت هذه الدول، وبأمر من أمريكا والقوى الغربية وبالدعم المالي السعودي والخليجي على الصعد كافة، كما يعرف القاصي والداني، وكما اعترف الملك ال سعود السابق عبدالله بن عبدالعزيز نفسه بأن السعودية وحدها أنفقت 250 مليار دولار لدعم صدام حسين من أجل تدمير إيران، وتدمير العراق نفسه.
وكل ذلك، يؤكد مرة أخرى أن نظام ال سعود يتفاقم خطره يوماً بعد آخر على الشعب الجزيري خاصة، وعلى الأمة الإسلامية عامة!
ارسال التعليق