كيف يقرأ المراهنون على حماية أميركا والمطبعون مع العدو الصهيوني... الحدث الأفغاني!؟....(2)
[عبد العزيز المكي]
في الجزء الأول من هذه المقالة، أشرنا الى أن حلفاء أمريكا وعملائها في المنطقة تكرست لديهم، بعد الحدث الأفغاني، ان الغدر الأمريكي والتخلي عنهم وعن حمايتهم وعدم الوفاء بتعهداتها بهذه الحماية... كل ذلك، بات مبدءاً ثابتاً من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية نتيجة ضعف " الامبراطورية الأمريكية" وتآكل قوتها وإنحسار هيمنتها.. وأشرنا أيضاً، الى ان الحلفاء والعملاء في المنطقة باتوا قلقين جداً على مصائرهم، خصوصاً، النظامان السعودي والإماراتي، ويُفترض أنهما فكرا بالبديل عن الحماية الأمريكية والتحوط من احتمالات التخلي الأمريكي المفاجئة عن هذه الحماية، ومن خلال رصد ومتابعة هذين النظامين وغيرهما من المطبعين على صعيد التحرك والتفكير في الإطار المشار اليه، وجدت ان هؤلاء يتحركون في الاتجاهات التالية:-
التسريع في وتيرة التطبيع مع العدو الصهيوني، فالأمارات قطعت شوطاً طويلاً في هذا المجال وهي تسابق الزمن في توطيد علاقاتها مع العدو غير ملتفتة الى ان ذلك يتعارض مع مصالح الأمة وحتى مع مصالح الشعب الإماراتي نفسه، فمن الزيارات المتبادلة، والتجنيس الإماراتي للصهاينة الى السماح للسياح والصهاينة بتدنيس الأرض الاماراتية، حيث زحفت قطعانهم وهي بالآلاف بعشرات الآلاف أو مئات الآلاف فاحتلت كل فنادق البلاد وزواياها ومنافذها وارتكبوا فيها المحرمات والموبقات، ومروراً بالعقود الاقتصادية والتعاون في المجالات كافة، وبالاحتفال في إفتتاح اول سفارة للكيان الصهيوني في منطقة الخليج، في أبو ظبي، وبحضور وزير خارجية العدو يأئير لابيد، حيث اعتبرت السلطات الاماراتية والصهيونية هذا الأمر إنجازاً عظيماً، ووصف لابيد افتتاح السفارة الصهيونية في أبو ظبي، بأنها لحظة تاريخية بينما اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي إنطوني بلينكن، بأنها حدث مهم.. أما وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، فقد اعتبر زيارة يائير لابيد، الذي حظي بحفاوة بالغة من السلطات الإماراتية تفوق تلك التي تقدم أو يُستقبل بها رؤساء الدول!! اعتبر تلك الزيارة " بأنها زيارة هامة تفتح آفاقاً أرحب لنمو وتطور العلاقات بين " البلدين" في المجالات كافة بما يحقق مصالحهما المشتركة" على حد زعمه وقوله، ودعا عبدالله بن زايد العدو الى المشاركة الفاعلة في مشاريع الامارات الاقتصادية والسياحية والى تعميق العلاقات وتوطيدها والمضي بها قدماً!! وباعتراف الصهاينة أنفسهم فأن شركاتهم وهي بالعشرات والمئات باتت فاعلة ونشطة في الساحة الاماراتية، باستثماراتها ومشاريعها الهائلة وبموجب العقود والاتفاقات الاقتصادية بين الطرفين وهي بالعشرات.. وباعتراف الصهاينة أيضاً فأن السلطات الإماراتية ساهمت برأس مال يبلغ اكثر من 12 مليار دولار قدمته للعدو لتنشيط استثماراته وعملياته ونشاطاته الاقتصادية..
هذا واختتم بن زايد وزير الخارجية، اي عبد الله بن زايد مهرجان الاحتفاء بيائير لابيد نظيرهُ الصهيوني وبافتتاح السفارة الصهيونية في أبو ظبي، بمقال مشترك ووجه باستهجان ورفض أبناء الأمة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من المعارضين منهم للتطبيع مع العدو..
على ان السلطات الإماراتية لم تلتفت الى هذه الانتقادات، والى النتائج الوخيمة للتطبيع مع العدو، فهي تتحرك بوتيره سريعة جداً في توطيد العلاقات والتعاون مع العدو حتى هذه اللحظة، ولعل الاخطر في ذلك، هو تحويلها الأمارات الى قاعدة عسكرية وأمنية للكيان الصهيوني، اكثر من ذلك سلمته الجزر اليمنية المحتلة، مثل جزيرة سقطري وميون وحنيش الى قواعد عسكرية للعدو الصهيوني باعتراف العدو نفسه، وباعتراف مرتزقة السعودية من ما يسمى بالحكومة الشرعية!
أما النظام السعودي فهو الآخر، ورغم انه لم يعلن بشكل رسمي على شاكلة الامارات تعاونه الأمني والعسكري وتبادله الخبرات الثقافية و الأمنية... الّا ان آفاق التواصل والتعاون على الأصعدة المذكورة وغيرها، يجري أيضاً بوتيرة متسارعة مثلما يحصل بين الامارات والعدو، ولكن من تحت الطاولة واحياناً فوق الطاولة، ففي الآونة الاخيرة أقر الطرفان الصهيوني والسعودي على تبادل الوفود الاقتصادية والاعلامية وبشكل رسمي بالاضافة الى رجال الاعمال واستقبالهم في مملكة آل سعود، حيث اعتبر الكاتب والاعلامي السعودي الذي يعتبر أحد اكثر أفراد القطيع الاعلامي السعودي المتحمس للتطبيع عبدالحميد الغبين، في تصريحات له للقناة الصهيونية التلفزيونية الناطقة باللغة العربية.. اعتبر هذا الاعلامي.. الاتفاق المذكور بأنه اتفاق تاريخي واعتبره أيضاً نقطة انطلاق لتوسيع وتقوية آفاق التعاون بين الطرفين!
وفي الحقيقة ان هذا الانطلاق الذي يتحدث عنه الغبين وغيره من اعلاميي السعودية المتصهينيين يجري على قدم وساق ومنذ سنوات وعلى مستويات مختلفة أهمها عسكرية وامنية وثقافية وتبادل خبرات وتعاون في تلك المجالات يفوق ما يحصل الآن بين العدو والامارات، ولكن يجري وراء الكواليس واحيانا حتى بصورة علنية، وهذا مايؤكده باستمرار المسؤولون الصهاينة والمسؤولون السعوديون إما صراحة أو تلميحاً في بعض الأحيان، ففي هذا السياق كشف في 12 آب وزير التعاون الاقليمي في حكومة العدو، العربي عيساوي فريج ان هناك اتصالات مباشرة بين الكيان الصهيوني ودون المنطقة بما فيها السعودية! وكان رئيس جهاز الموساد الصهيوني يوسي كوهين قد اعلن ان التطبيع السعودي مع الكيان الغاصب بات وشيكاً!! ذلك في الوقت الذي كشف فيه وزير خارجية المملكة السعودية فيصل بن فرحان، ان التطبيع مع تل أبيب سيحدث بالفعل، بعد ما مهدت السعودية لهذا التطبيع باصدار فتاوى لشرعنته وتسويغه، عبر علماء المؤسسة الوهابية وعلى رأسهم مفتي السعودية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة عبد العزيز بن باز، مبرراً ذلك " بأن كل دولة تنظر في مصلحتها، واذا ما رأت دولة ما ممثلة في حاكمها، أن مصلحة المسلمين في الصلح مع " اسرائيل" وتبادل السفراء والتعاون التجاري والمعاملات الأخرى التي يجيزها الشرع، فلا بأس في ذلك" !! اكثر من ذلك ان الخلافات في الديوان الملكي حول قضية الاعلان عن التطبيع مع العدو من عدمه، كشفت وثيقة سرية سعودية استخباراتية في كانون الاول الماضي تعود للعام 2018 وحملت عنوان " اسرائيل والخليج وحدود الاستفادة الخليجية من اسرائيل". قدمها رئيس الاستخبارات السعودية الفريق أول خالد الحميدان الى الديوان الملكي السعودي، تحت بند سري بتاريخ 31|10|2018، حيث تؤكد هذه الوثيقة على ضرورة تعزيز التعاون الصهيوني السعودي اكثر من أن تحصى، ومن أن يستوعبها مقال قصير، إنما نريد الإشارة الى ان مناسيب هذا التعاون تتضاعف وتضاعفت اكثر في الأيام الأخيرة بعد الهزيمة الامريكية، بدلاً من أن تكون هذه الهزيمة مبرراً اساسياً للتراجع عن هذا التعاون مع العدو!! وما يقال عن السعودية والأمارات يقال عن بقية الدول العربية والمطبعة!
مواصلة تعزيز وتقوية التعاون العسكري والأمني مع العدو الصهيوني، وقد أشرنا في النقطة السابقة الى هذا التعاون أو الى جوانب منه، لكن ما نريد ان نؤكد عليه هنا، هو ان هذا التعاون تسارع بوتيرة لافته بعد الهزيمة الأمريكية في افغانستان، ففي ما يخص الأمارات، فانه بالاضافة الى ما ذكرنا، حول قيام قواعد عسكرية صهيونية مشتركة في الجزر اليمنية المحتلة، مثل سقطري وميون و.و. وفي بعض المناطق من الأمارات، فأن وسائل الأعلام تحدثت عن استحداث العدو والأمارات لقاعدة عسكرية صهيونية تحت الأرض في الأمارات!! طبقاً لما نقله ونشره " مجهر الجزيرة على موقعه تقريراً في 1\9\2021 يكشف تفاصيل وجود مدينة عسكرية اسرائيلية- اماراتية" تقع تحت الأرض داخل الأراضي الاماراتية! واكد " مجهر الجزيرة" وفق معلومات وصلت اليه من موظف في المخابرات الاماراتية، ان وزارة الدفاع الصهيونية وخلال تعاون مشترك مع الامارات قامت من بداية سنة 2019 بإنشاء قاعدة عسكرية سرية داخل الامارات ومن خلال إبرام اتفاقات سرية مع محمد بن زايد، تحت الارض وعلى عمق330 متراً وحصنت بأقوى التحصينات وزودت باكثر الاسلحة العسكرية تطوراً! هذا فيما يتواصل البناء وتكديس الاسلحة في القواعد العسكرية الصهيونية الاماراتية التي اشرنا اليها في الجزر اليمنية والسواحل أيضاً!!
و ما يقال عن نشاط الأمارات، في المجال المشار اليه، فأنه يقال عن النشاط السعودي واكثر، فآخر المعلومات، وليس أخيرها تتحدث، بحسب ما ذكره موقع " توشكا نيوز " اليمني في 1\9\2021، عن مصادر قال انها مطلعة كشفت عن ترتيبات سعودية بريطانية لانشاء قاعدة " اسرائيلية عسكرية" في مدينة المهرة اليمنية المحتلة! وبحسب تلك المصادر، فأن مجموعة من الخبراء والمهندسين التابعين للكيان الصهيوني، وصلوا بشكل سري الى المهرة، خلال الأيام الماضية، لتحديد موقع مناسب لقاعدتها العسكرية في المحافظة! وأوضحت المصادر ان قوات الاحتلال تسعى لتزويد القاعدة بمحطات مراقبة واجهزة اتصالات لتنفيذ مهام استخباراتية في بحر العرب! ذلك الى جانب الحديث المتواتر على لسان وسائل اعلام عربية وصهيونية عن النشاط العسكري والامني الصهيوني في مملكة آل سعود بمباركة وترحيب سعوديين، يعبر عنه ويعكسه باستمرار قطيع محمد بن سلمان من الاعلاميين المطبعين والمطبلين له في هذا التوجه!! والى ذلك نشرت صحيفة هاآرتيز الصهيونية تقريراً لها في 24 آب\2021، حول الاحكام العالية التي فرضها النظام السعودي على المعتقلين الفلسطينيين والاردنيين، معتبرة تلك الأحكام بمثابة " مهر" مقدم من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى " اسرائيل " لأرضائها من أجل تعزيز العلاقات التطبيعية!! وقالت الصحيفة: " ان بن سلمان يعلم ان مفتاح واشنطن يبدأ من تل أبيب، لذلك قدم " المهر" مجدداً من أجل التقرب مع " اسرائيل" وصولاً للادارة الأمريكية الرافضة لسياساته وجرائمه"
و بدلاً من أن تراجع الانظمة سياساتها وتعيد النظر فيها بما يتوائم مع التطورات الجديدة، أي مع هزيمة وافول القوة الأمريكية، اندفعت اكثر في سياساتها التآمرية المعروفة ضد دول المنطقة خدمة للمشاريع الصهيونية وكأنها تريد أن تجدد التأكيد والأثبات للعدو الصهيوني بأنها ستظل الخندق المتقدم للعدو في مواجهة الدول الرامية الى التخلص من العدو ومن همينته على المنطقة ومحالاته التسلط عليها ونهب ثرواتها واستهداف حضارتها ومستقبلها وحتى إرثها الحضاري، وحاضرها الإسلامي والثقافي، وفي هذا السياق يتحدث الاعلام العربي والعبري باسهاب عن دور آل سعود وآل نهيان في أزمات لبنان وتونس والعراق، السياسية والاقتصادية بالاضافة الى اليمن والجزائر وسوريا و.و. خدمة للعدو ولامريكا، ومايؤكد ذلك إتهام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لحزب الله المتكرر، بالتسبب في الأزمة اللبنانية محملاً اياه المسؤولية عن هذه الأزمة في حين يصرح الاعلام الصهيوني صراحة بأن ما تقوم به السعودية من عملية توتير ومحاولات تفجير للوضع اللبناني يصب في خدمة "اسرائيل" ويجري بالتنسيق معها، من اجل تأليب الاطراف الداخلية اللبنانية المتعاونة مع السعودية ومع الأمارات ضد حزب الله!! ولذلك فأن موقع " تايمز أوف اسرائيل" في تقريره الأخير الذي نشرت بعض المواقع العربية ترجمته العربية في 2-9-2021، ان هذا الموقع يصنف النظام السعودي ضمن المحور المتعاون مع " اسرائيل" ولاتترد في الدفاع عن الرياض في وجه انتقادات الولايات المتحدة الامريكية" بحسب ما جاء في هذا التقرير!!
و لكن السؤال بعد هذا الاندفاع نحو التعاون العسكري والأمني مع العدو هل الأخير قادر على حماية هذه الانظمة كما تظن!؟ أغلب الخبراء والمحققين يرون أن رهان هذه الانظمة على حصان العدو خاسر، بل ووهم، لأنهم اذا كانوا يعتقدون أي هذه الانظمة والمطبعون مع العدو من مثل النظامين السعودي والأماراتي، يعتقدون ان العدو، وكما يروج الأخير لمقولة انه البوابة لحماية لواشنطن، فأنه الأخير باتت مهزومة ومتراجعة ولافائدة من تحمل كل هذا العناء للولوج من هذه البوابة للوصول اليها، لأنها تخلت عن حلفائها في افغانستان في وضح النهار، هذا من جانب ومن جانب آخر، ان النظام الصهيوني هو الآخر في حالة تراجع وتآكل عسكري وأمني باعترافه هو بالذات، ويعيش حالة من القلق على مستقبل وجوده بعد الانحسار الأمريكي، فكيف يستطيع من يعيش الانحسار والتآكل المستمر في القوة والاقتصاد حماية السعودية والأمارات بل قادته يبحثون عن اسباب الاستمرار والوجود من خلال توظيف قدرات السعودية والامارات ودول أخرى في مواجهة الأمة العربية والاسلامية التواقة الى التخلص من هذه الغدة السرطانية.. ففي هذا السياق قال رئيس الموساد الصهيوني السابق يوسي كوهين في مقال له في صحيفة يدعوت إحرونوت،نشرته في 4 إيلول\2021 اعتبر الانسحاب الامريكي من افغانستان وما صاحبه من تطورات يشكل خطراً على الكيان الصهيوني مشيراً الى ان إنسحاب مماثل من العراق سوف يؤدي الى إنهيار أجزاء اساسية في الشرق الاوسط الهش أصلاً، وبالتالي سيؤثر ذلك على الكيان الصهيوني حيث ستتعاظم الأخطار على هذا الكيان!!
قلق رئيس الموساد السابق كوهين، يؤكده الجدل المحتدم داخل الكيان الصهيوني حالياً على صعيد وسائل اعلامه ومحلليه الذين باتوا يشككون بقدرة الجيش الصهيوني على مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ويتحدثون صراحة على ان العجز العسكري الصهيوني دفع بالمسؤولين الصهاينة الى التوسل بالرئيس الامريكي وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتدخل لدى الفلسطينيين ومنع الفصائل من شن حرب جديدة مع جيش العدو! وتعبيراً عن القلق والخوف من هذه الحرب، يقول المحلل العسكري الصهيوني نوعام أمير في تحليل نشره على موقع الصحيفة العبرية اليمنية (مكور ريشون) في 4-9-2021.." انه في الحرب المقبلة لن يطلق الفلسطينيون على "اسرائيل"4500 صاروخ خلال11 يوماً، بل اكثر من ذلك بكثير".
و استشرف هذا المحلل المستقبل في حال نشوب الحرب، بأن غانتس وزير الحرب سوف يذهب لعباس او للمصريين والتوسل لديهم باقناع الفصائل بوقف الحرب! لأن قدرة الكيان العسكرية تتآكل، والجيش يتهاوى، بحسب ما قالته رئيسة حزب ميرتس الصهيوني، سابقاً زهافا ئون في مقال لها نشرته في صحيفة هاآرتيز مؤخراً ولذلك ثمة إجماع تقريباً عند المحللين والمعلقين العسكريين الصهاينة على صعوبة اجتياح العدو لقطاع غزة الفلسطينيين، ويؤكد الجنرال في الاحتياط عوزي روبين، الرئيس السابق لمشروع صواريخ" حيتس" للدفاع عن " اسرائيل" في وزارة الأمن من الصواريخ البالستي، في دراسة أعدها ونشرها، ان مواصلة إعتراض الصواريخ الفلسطينية أقل ثمناً من إعادة إحتلال غزة، مشيراً الى انه لاتوجد ولن توجد أي حكومة " اسرائيلية" قادرة على إتخاذ قرار باحتلال غزة بسبب التداعيات الاستراتيجية والأقليمية والاقتصادية..
فاذا كان هذا العدو غير قادر على احتلال قطاع غزة المحاصر، وغير قادر على حماية نفسه من صواريخ مقاومته، فكيف يستطيع حماية السعودية والأمارات!؟ ولذلك فأن الرهان على حمايته كما قلنا هو رهان خاسر بكل المقاييس، وهذا ما يؤكده مقال السفير الصهيوني السابق في مصر إسحاق ليفانون الذي نشره في صحيفة هاآرتيز مؤخراً علق فيه على هزيمة أمريكا في أفغانستان، حيث اعترف بضعف الكيان وتآكل قوته بشكل غير مباشر، متلمساً حماية هذا الكيان من خلال " خلق إطار إقليمي يضم دولاً توجد " لاسرائيل" معها علاقات دبلوماسية (تطبيع)، بينها المغرب، مصر، الاردن، البحرين، الامارات، وسيكون لهذا الإطار تنسيقيات استراتيجية، لقاءات دولية لتوثيق العلاقة، ومثل هذا الإطار يجب أن يكون سنداً لكل واحدة من هذه الدول المذكورة في يوم سياسي بارد"!!
عبدالعزيز المكي
ارسال التعليق