الأزمة اليمنية... وتسخين التحرك الدبلوماسي الأمريكي الفرنسي بعد التصعيد الميداني في مأرب
[عبد العزيز المكي]
كما في كل مرة، عندما تشتد ضراوة المعارك بين أنصار الله ومرتزقة السعودية والإمارات المدعومين بالقوات السعودية والإماراتية، وبالدعم الأمريكي الغربي والصهيوني، في جبهات القتال وتحصل اختراقات لصالح أنصار الله، وانكسارات وهزائم عسكرية للمرتزقة والقوى الداعمة لهم.. يتحرك الاميركان دبلوماسياً ويأتي مندوبهم للمنطقة ويتنقل بين العاصمتين السعودية والعمانية، الرياض ومسقط على التوالي ويجري الحديث حينها عن وقف الحرب، وعن مشاريع للتسوية، وعن ضغط أمريكي على السلطات السعودية لإيقاف الحرب.. وعن..وعن.. الخ! وتظل هذه التحركات تدور في حلقة مفرغة إلى أن تهدأ جبهات القتال فيتلاشى هذا التحرك تدريجياً ويخفت الحديث والضجيج عن إيقاف الحرب وعن المساعي الرامية لذلك كما يروجون تضليلاً وكذباً ونفاقاً، واليوم وبعد التصعيد الذي شهدته معارك مأرب والبيضاء، وحقق فيه أنصار الله انتصارات كاسحة وسريعة والحاقهم بالمرتزقة وقوات "التحالف السعودي الإماراتي" هزائم ساحقة، حيث حرر الانصار فيها عدة مديريات في محيط مأرب وأخرى تابعة لمحافظتي شبوة والبيضاء، حيث أصبحت الأخيرة تحت سيطرة صنعاء بعد أن كانت معقلاً للقاعدة والدواعش الذين جلبتهم السعودية وامريكا للاستيطان في اليمن ولمواجهة أنصار الله، وكل الشرائح اليمنية الرامية والمتطلعة للانعتاق من السطوة والهيمنة السعوديتين ومن الاستحكام الأمريكي والعبث البريطاني في اليمن... نقول اليوم وبعد كل هذه التطورات الاستراتيجية نشهد تحركاً امريكياً، ولكنه عالي المستوى هذه المرة..فقد هرع مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جاك سوليفان إلى السعودية ليلتقي بن سلمان في نيوم، حيث قال الإعلام الأمريكي ونظيره السعودي أن اللقاء تركز حول الأزمة اليمنية خصوصاً تطورات التصعيد العسكري الأخيرة، وكما أشرنا في البداية روج هذا الإعلام أن تحرك سوليفان يهدف الى الضغط على النظام السعودي لإيقاف الحرب، وليجدد الدعم الأمريكي بحماية السعودية، وبالبحث عن صيغ ومبادرات سلام واقناع النظام السعودي بالتنازل عن بعض الشروط للتفاوض مع أنصار الله.. وما الى ذلك، وحينها أيضاً بدأ هذا الأعلام يروج " لمبادرة" سعودية لم تأت بجديد، إنما هي تكرار لما طرحته الرياض سابقاً ولأكثر من مرة!! وما ان ترك سوليفان المنطقة بعد زيارته لعواصم خليجية أخرى والقاهرة حتى حلّ في نيوم على بن سلمان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ضيفاً في 2/10/2021 بالاضافة الى مدير المخابرات الفرنسي برنار إيمييه، والموضوع الاساسي لمهمة هذا الضيف هو حرب اليمن، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، ذلك بالاضافة الى تحركات وفود أوربية اخرى فهل فعلاً كل هذ الحراك الدبلوماسي، خصوصاً الحراك الأمريكي، يتمحور حول إيقاف العدوان على اليمن، وهل فعلاً، ومثلما أوضحت وكالات أخبار عالمية وأمريكية أن مفاد الرسالة التي حملها سوليفان لولي العهد السعودي تلخصت في ان " ضغط الكونغرس يتزايد وعليك أن تجد حلاّ عاجلاً للخروج من اليمن"!؟
بخلاف ما روجت له وكالات الأنباء وتصريحات بعض المسؤولين الاميركان والسعوديين لم تكن تحركات مستشار الأمن القومي الامريكي جاك سوليفان وبقية المسؤولين الاوربيين أو المندوبين الأممين بدافع حقن دماء أبناء الشعب اليمني أو لوضع حد لمعاناة ومظالم هذا الشعب المظلوم، إنما أرجح، ان دوافع هذا التحرك تتلخص بما يلي، وبعيداً كل البعد عما روج له الاعلام الأمريكي والسعودي.
1- تطورات الحرب المتسارعة، والتي باتت تؤشر بوضوح الى رجحان كفة اليمنيين، خصوصاً الانتصارات المتلاحقة التي حققها الأنصار في جبهات البيضاء ومأرب وشبوة، وهذا ما أقلق الأميركان وضاعف من مخاوفهم من إحتمالات انهيارات مفاجئة في جبهة العدوان تؤدي الى قلب المعادلات الاستراتيجية في اليمن وفي المنطقة رأساً على عقب. ولقد إنعكس هذا القلق الأمريكي قبل زيارة سوليفان للسعودية في تقارير بعض الخبراء الامريكيين، ومراكزهم الاستراتيجية ووسائل اعلامهم، فقد أكد تقرير أمريكي كتبه الباحث مايكل هورتون الذي يقدم استشارات لعدد من المؤسسات الأمنية والعسكرية الأمريكية والبريطانية أن قوات صنعاء باتت القوة الأكبر عسكرياً وسياسياً في اليمن، وان لعبة الحرب السعودية في اليمن اقتربت من نهايتها لصالح الحوثيين، ويبين هذا الباحث بالتفصيل في تقريره كيف تراجعت قوات " التحالف" وكيف تصاعدت قوة أنصار الله، وكيف تطورت صناعاتهم العسكرية، منتهياً الى النتيجة بأن لعبة الحرب السعودية وصلت الى نهايتها بانتصار الأنصار، معتبراً ان ذلك بات قريباً وكأنه يحذر من هذه التطورات، وضرورة التحرك قبل حصولها!!
من جهتها قناة الحرة الأمريكية نقلت عن خبراء أميركان في 2/10/2021 قولهم عن المعارك في مأرب.." ان استيلاء الحوثيين على مدينة مأرب سيخلق معضلة لواشنطن". وعبّر بعضهم عن القلق والخوف والدعوة للإدارة الأمريكية بالتدخل لوضع حد لهذه الحرب، كما جاء ذلك على لسان كولن كلارك- مدير الابحاث في مجموعة صوفان في نيويورك، اذ قال " على أمريكا دفع الرياض لأنهاء الحرب في اليمن"
وبالاضافة الى ذلك، فأن مراسلي صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تحدثوا عن المعارك في مأرب ونقلوا بمشاهداتهم الميدانية وبتفاصيل مثيرة حول هزائم قوات " التحالف السعودي" ومرتزقتهم، وانكساراتهم، وحول خسائرهم وهلعهم وخوفهم أمام زحوفات أنصار الله، كما نقلوا مشاهد مزرية عن كثرة جرحى المرتزقة في المستشفيات واكتظاظها بهؤلاء الجرحى الذين أصيبوا في المعارك باصابات بليغة.. معطين أنطباعاً عاماً عن قوات " التحالف السعودي" أنها في حالة تفكك وتراجع وانهيار أمام أنصار الله الذين تزداد قوتهم وتتطور نوعية أسلحتهم، وكأن هؤلاء المراسلين يوجهون انذاراً وتحذيراً للمسؤولين الأميركان بأن لايعولوا على السعودية والامارات ومرتزقتهما ولايراهنوا عليهم، لأن معطيات المعارك تؤشر بوضوح الى هزيمتهم الساحقة والمسألة مسألة وقت.
2- لأن بن سلمان بدأ يتلمس فعلاً الوسيلة للخلاص من المستنقع اليمني زاد القلق الأمريكي والأوربي من احتمالات إقدام النظام السعودي على سلوك طريق لتحقيق هذه الغاية، يتنافي مع المصلحة الأمريكية الاوربية، أو يشكل ضربة قاسية لأمريكا ولمشاريعها في المنطقة، ذلك لان بن سلمان يشعر اليوم أنه في مأزق وبدأ يشعر فعلاً بالخطر الذي بات محدقاً به وبالنظام السعودي برمته، فالوضع في جبهات القتال يشهد تطورات مقلقة ولغير صالح هذا النظام، فأنصار الله يتقدمون بسرعة في جبهات مأرب والبيضاء، هذا اولاً، وثانياً، ان السعودية تتعرض لضربات قتالية بالطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، استهدفت مراكزها الحيوية الاقتصادية والعسكرية، وحطت من قدرها، وعرضتها للاهانات المتكررة، حيث عجزت المضادات الأرضية من أنظمة الباتريوث والثاد عن صدها، وثالثاً ان جبهة مرتزقة السعودية من اليمنيين تشهد تفككا وتناحراً بين قوات الشرعية و" قوات الانتقالي" التابعة للإمارات واحداث عدن الأخيرة لم تكن الفصل الأخير من هذا الصراع الدامي بين عملاء السعودية والامارات، ولذلك يتخوف النظام السعودي من حصول تداعيات وانهيارات قد تهدد مستقبل النظام نفسه، وما عزز تلك المخاوف هو هروب وهزيمة أمريكا في أفغانستان، حيث أن الانكسار الأمريكي في أفغانستان زاد من قناعة آل سعود بان امريكا سترضخ للأمر الواقع وتسلم بسيطرة أنصارالله على اليمن كما سلمت بسيطرة طالبان على افغانستان وتركت عملائها فريسة لهم وللاقدار!! ولأن النظام السعودي بدأ يطرق الأبواب للخروج من مأزق المستنقع اليمني، صعد الامريكيون وحلفاؤهم الأوربيون من تحركهم الدبلوماسي لضبط الحركة السعودية بحسب الايقاع الأمريكي ومنعها من الولوج في مسارات خارج هذا الايقاع.. ولتحقيق هذه الغاية وجهت الإدارة الأمريكية عبر تحركات مستشار الأمن القومي جان سوليفان وبقية المندوبين الأميركان والأممين عدة رسائل للنظام السعودي منها ما يلي:-
اولاً: تطمين النظام بأن الولايات المتحدة تدافع وتحمي هذا النظام ولا تتخلي عن المسؤولين السعوديين، وأيضاً بعد تحركاته على بعض عواصم الدول العربية الخليجية، وكذلك انعكس أيضاً في البيانات الرسمية السعودية التي صدرت بعد هذه اللقاءات، ففي احدى هذه البيانات جاء: ان سوليفان اكد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتزام الولايات المتحدة التام بدعم دفاع المملكة العربية السعودية عن أراضيها ضد كافة التهديدات بما في ذلك الهجمات الصاروخية المسيرة ((لأنصارالله))، كما أكد تاييد الرئيس (بايدن لهدف المملكة بالدفع نحو حل سياسي دائم وانهاء النزاع". واتم سوليفان تصريحاته بأن " واشنطن ملتزمة بدعم دفاع السعودية ضد هجمات المسيرات والصواريخ المجنحة الحوثية" على حد قوله وزعمه.
و من الجدير الاشارة الى ان هذه التصريحات التي ردد فيها مستشار الامن القومي الامريكي " التأكيد" على تعهدات بلاده بالدفاع عن السعودية، وان اشاد فيها الاعلام السعودي لكنها اثارت تساؤلات لدى المسؤولين السعوديين، ولسان حالهم يقول كيف نصدق بهذا القول وبهذه التعهدات والأدارة الأمريكية سحبت كل منظوماتها الصاروخية (باتريوت وثاد) المضادة للطائرات والصواريخ من الأراضي السعودية في الوقت الذي تتعرض فيه الأخيرة الى ضربات صواريخ وطائرات انصار الله المسيرة في العمق السعودي!؟ الأمر الذي دفع بعض المعلقين الى القول ان هذه التعهدات لم تكن سوى محاولات تطمين أمريكية للنظام السعودي الخائف.
ثانياً_ كسر العزلة التي فرضتها إدارة بايدن على بن سلمان، بدفع جان سوليفان للقاءه في نيوم، بعد امتناع وزير الدفاع الأمريكي عن لقاءه في زيارته للمنطقة التي سبقت زيارة سوليفان بعدة أسابيع، وللإشارة يعود سبب فرض الادارة الامريكية هذه العزلة الى ضغوط الكونغرس الأمريكي على الأدارة لاتخاذ موقف اكثر صرامة من النظام السعودي على خلفية جرائمه وارهابه هذا من جهة ومن جهة ثانية ممارسة الأدارة المزيد من الابتزاز المالي والسياسي للنظام، ومن جهة ثالثة، ان المؤسسات الأمريكية لم تحسم بعد توافقها على صعود بن سلمان الى سدة عرش المملكة، وجاء امتناع وزير الدفاع عن لقائه ببن سلمان في اطار هذه الأسباب، الأمر الذي يؤشر كسر العزلة الى تصاعد منسوب القلق الأمريكي من تحركات النظام لسعودي واحتمالات تلمسه طريقاً كما اشرنا للخروج من المستنقع اليمني بعيداً عن الأعين الأمريكية، وهذا أيضاً يفسر دفع الاميركان حلفائهم أو بعضهم في أوربا للمجئ الى السعودية واللقاء ببن سلمان وبحث تطورات الأزمة اليمنية، تطورات الميدان على وجه الخصوص.
ثالثاً: الى جانب محاولات أميركا وحلفائها خبط ايقاعات التحركات السعودية للخروج من المأزق اليمني شجعت النظام السعودي على المضي قدماً نحو الأتكاء على الكيان الصهيوني باعتباره بنظر امريكا القادر على سد وملئ الفراغ الذي ولده الانسحاب او التراجع الأمريكي من المنطقة، ولذلك بعد زيارة سوليفان أطلق النظام الصهيوني عدة اشارات حول تطور العلاقات السعودية- الصهيونية. ففي هذا السياق كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية النقاب عن " خطوات إضافية اتخذت مؤخراً لتعزيز علاقات العائلة الحاكمة في المملكة السعودية بدولة الأحتلال والدفع بشكل تدريجي نحو التطبيع العلني" طبقاً لما نقلته الصحيفة المذكورة عن مصادر رفيعة جداً في دوائر صنع القرار السياسي في تل أبيب! وفي هذا السياق أيضاً، كشف وزير التعاون الإقليمي الصهيوني عيساوي فريج عن اتصالات سعودية مع كيان الاحتلال لمواجهة ما أسماه " بالخطر الإيراني" على حد تعبيره. مشيراً الى نية سعودية صادقة لتنفيذ مشروعات عدة خاصة بأنابيب النفط، والطاقة الشمسية، وتشييد مناطق صناعية بين تل أبيب ودول الخليج على حد قوله!!
3- ما بات يقلق الولايات المتحدة في حرب اليمن، هو تغيّر المزاج الشعبي في المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها المحتلون السعوديون والإماراتيون ومرتزقتهم، حيث تراجع ذلك الحماس الجماهيري للقوى الغازية وللمرتزقة اليمنيين على خلفية الخداع بمقولات" التحرير" و"عودة السيادة" وما الى ذلك من مقولات التخويف مما يسمونهم" عملاء الصفويين" و" السلالية" وقائمة عريضة طويلة، حيث اكتشف ابناء المحافظات الجنوبية المحتلة بعد سنوات سبعة من العدوان، ان كل هذه المقولات وغيرها، مجرد هراء وأوهام لتمرير الاحتلال والاستعباد لابناء هذه المحافظات، حيث اكتظت هذه المناطق بالسجون الأماراتية والسعودية التي زج فيها المحتلون خيرة أبناء هذه المناطق، كما يشهد بذلك المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الأنسان الأممية، وأهينت كرامة المواطن، ومن يعترض يُقتل أو يساق للسجون، كما إنعدم الأمن وانتهكت الاعراض وتدهور الاقتصاد وتحولت تلك المناطق الى جحيم حيث هجرها أهلها الى المناطق الشمالية التي تنعم بالنظام والاستقرار والأمن، وتوفر الانصاف والعدالة للمظلومين، وتوفر العيش الكريم رغم الحصار الظالم الذي يفر منه المعتدون السعوديون والإماراتيون ومعهم أسيادهم الاميركان والانجليز والصهاينة، وما زاد معاناة وظلم وانعدام الأمن والاستقرار في المناطق المحتلة هو الصراع بين المحتلين، حيث انعكس ذلك الصراع مواجهات دموية بين اتباع الامارات من جهة ونظرائهم اتباع السعوديين، بين الحين والآخر، بل حتى مواجهات فصائل الإمارات أنفسهم، أو بين فصائل ومرتزقة السعودية، بسبب التنافس على الأموال والجاه والنفوذ والحظوة الأكثر عند المحتل السعودي أو الإماراتي!! كما ذكرنا فيما مضى..
وقد طفح كيل جماهير تلك المناطق، بالخروج والتمرد على كل مظاهر ومرتزقة ووجودات الاحتلال، حيث شهدت تلك المناطق في الآونة الأخيرة مظاهرات عارمة، ترفع شعارات تطالب بمجئ أنصار الله وطرد الاحتلال ومرتزقته.. وامتدت حالة الغليان والغضب المتزايدين من تعز الى عدن وصولاً الى حضرموت في أقصى شرقي اليمن، اذ لم تتوقف أو تهدأ هذه الحالة خلال الأسابيع الماضية كما يقول احد الكتاب اليمنيين، الأمر الذي اعتبرته أمريكا تطوراً خطيراً، لأنه بالتأكيد يسهل من عمليات انصار الله العسكرية لاكتساح هذه المناطق والمحافظات وتحريرها من دنس المحتلين، ولذلك واستشعاراً لهذا الخطر عبرت الأوساط الأمريكية عن قلقها على أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولذلك فأن هذه التحركات تتمحور حول:
1- محاولة إبقاء الحرب على حالة المراوحة لاستنزاف الطرفين مع توفيرها فرص بيع الاسلحة واستنزاف النظامين السعودي والإماراتي مالياً وسياسياً وأمنياً.
2- كما ذكرنا في هذا المقال ضبط تحركات النظام السعودي ومحاولاته الخروج من المأزق حسب الايقاع الأمريكي.
3- محاولة التشويش على أنصار الله وابتزازهم سياسياً وعسكرياً وصولاً الى منعهم من مواصلة زحفهم العسكري.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق