التحالف السعودي يتفكك...والسعودية تتفرد بتلقى الضربات والهزائم
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيكُثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن الانسحاب الجزئي للقوات الإماراتية من مواقعها في المناطق الجنوبية اليمنية، من عدن ومأرب والساحل الغربي، وقُيل أنه عملية انسلال إماراتية للانسحاب من العدوان على اليمن، وبعض السياسيين والمحللين قال انه إعادة انتشار وتغيير مواقع، وبغض النظر عن انه انسحاب أو إعادة انتشار، فهو مؤشر واضح على مأزق الإمارات في عدوانها على الشعب اليمني، فصلناه في مقالتنا السابقة، هنا، نريد التأكيد على أنه ليس الأمارات وحدها تعيش هذا المأزق، إنما حليفتها السعودية تعيش مأزقاً قد يفوق المأزق الإماراتي في اليمن، بمرات عديدة فالحديث اليوم متواتر في الصحافة الغربية وفي المحافل الدولية عن إخفاقات السعودية وجرائمها في حرب اليمن، على عكس ما يعلنه النظام السعودي وإعلامه الأجير، انه سيحقق أهدافه في القضاء على جماعة الحوثي، وإذا ما رجعنا إلى التطورات الميدانية على صعيد الحرب، والى التغطية الإعلامية الغربية لتطورات هذه الحرب، تتجلى لنا الأمور التالية بوضوح، وبدورها توفر لنا قراءة معقولة لمستقبل هذا العدوان، وهي ما يلي:
1ـ تحول العدوان من مرحلة المراوحة والاستنزاف لكلا الطرفين المتحاربين، تحالف العدوان والحوثيين، وتأكيد الحوثي على الدفاع وانتقاله إلى مرحلة الهجوم ورجحان كفة الحرب لصالحه، وذلك ينطوي من الناحية العسكرية على تطور استراتيجي ضخم لان هذا التحول يأتي بعد أكثر من أربع سنوات على تواصل العدوان السعودي، وعلى استخدام هذا العدوان لكل أنواع الأسلحة والقتل، واقتراف المذابح بحق المدنيين العزل، والحصار المقيت الذي أوصل البلد إلى كارثة بل إلى كوارث إنسانية يتحدث عنها العالم بكل التفاصيل، كل ذلك وغيره، إلى جانب الدعم الأمريكي والصهيوني والغربي للعدوان، والى جانب التواطئ الدولي والأممي المعتدين، فالضربات التي يتلقاها الجيش السعودي ومرتزقته في العمق السعودي وفي المناطق اليمنية نتحدث عنها التقارير بشكل يومي تقريباً، وتتحدث عن استباحة الحوثيين بطائراتهم المسيرة وبصواريخهم المجنحة الدقيقة لمطارات ومواقع السعودية في المناطق الجنوبية بحيث أصبح مطار أبها الدولي ومطار جيزان هدفاً يكاد يكون يومياً لطائرات الحوثي، الذين يهدد بضرب المطارات والمواقع الحساسة في عمق العمق السعودي، وهم قادرون بحسب ما تؤكده تقارير الخبراء الأمريكيين وحتى الصهاينة...ففي هذا السياق أعلن الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية يوم الجمعة الموافق5تموز2019، أن سلاح الجو اليمني المسير عاود عملياته الهجومية باستهداف مطار أبها الدولي، وذلك بعد دقائق من استهداف مطار جيزان الإقليمي جنوبي السعودية، ومؤكداً أن الإصابات كانت دقيقة وعطلت الملاحة الجوية في المطار..في السياق ذاته، وفي ذات اليوم كسر الحوثي زحفاً سعودياً ضخماً استمر لأكثر من خمس ساعات تحت غطاء جوي مكثف للطيران الجوي وطائرات الأباتشي، ومصرع العشرات من مرتزقة الجيش السعودي في جبهة جيزان وفرار من تبقى من القوات الزاحفة، ما يؤشر ذلك إلى رجحان كفة الحوثي وتراجع قوى العدوان بشكل واضح، ذلك ما دفع المعلقين والكتاب الغربيين إلى التعليق حول هذه الحقيقة المرة إليهم، فعلى سبيل المثال، سلط موقع باتريوتيك الفرنسي في تقرير مطول للكاتب والسياسي الفرنسي إنطوان شاربيتييه، حمل عنوان "خمس سنوات من الحرب في اليمن بكفالة غربية" سلط الضوء هذا الموقع.. على العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، مشيراً إلى هزائم هذا العدوان على يد الحوثي، رغم هذا الدعم الهائل العسكري واللوجستي والإعلامي والسياسي من أميركا وقوى الغرب، ومما جاء في هذا المقال، في السياق المشار اليه "انه منذ خمسة أعوام وحرب دموية تدمر اليمن دون قلق من قبل أية من دول القوى العظمى" مشيراً إلى الدعم الذي تقدمه هذه الدول للعدوان بقيادة السعودية في هجومها على الشعب اليمني.. وأضاف الكاتب الفرنسي قائلاً "أنه وبالرغم من الدعم المقدم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا و"إسرائيل" والعديد من الدول العربية، إلا أن السعودية لم تتمكن من هزيمة أو كسر المقاومة اليمنية مرجعاً فشل دول العدوان إلى المقاومة الشرسة للشعب اليمني وكذلك عجز السعوديين وحلفائهم عن الحصول على قراءة سياسية واستراتيجية حقيقية قابلة للتطبيق في اليمن، كما لا يكفي التقليل من شأن الشعب والحصول على معدات عسكرية لكسب الحرب ضدهم.فاليمن هو الدليل على التميز".
الموقع تحدث مفصلاً عن دور الأميركان في استمرار الحرب على الشعب اليمني، الذي قلب الموازين العسكرية لصالحه رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها بسبب العدوان. وهناك الكثير من الشهادات العسكرية لخبراء ومعلقين غربيين يؤكدون هزيمة العدوان في اليمن، وليس عسكرياً وحسب وانها اخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وعلى كل الأصعدة.
2ـ إتساع قاعدة الرفض الشعبي في اليمن، للاحتلال السعودي، سيما في المناطق التي تحتلها القوات السعودية ومرتزقتها، فكما رفض هذا الشعب في تلك المناطق الاحتلال الإماراتي، لدرجة أن الإمارات اضطرت إلى إجراء سيناريوهات عدة من أجل تجنب المواجهة المباشرة، أو الابتعاد عن مظاهر التواجد الاماراتي في المدن اليمنية المحتلة، لأنها باتت تستفز المواطن اليمني ومتدفعه إلى مقاومة ومواجهة هذه المظاهر، كذلك الأمر بالنسبة إلى التواجد السعودي، فعلى سبيل المثال، تشهد محافظة المهرة اليوم تحركاً جماهيرياً عارماً ضد الاحتلال السعودي ففي هذه المحافظة طالب متظاهرون بخروج القوات السعودية من المحافظة فوراً وإقالة المحافظ، فيما لوح أحد قادة الحراك في هذه المحافظة بخيارات أخرى تصعيدية لاجبار القوات السعودية على الرحيل. جاء هذا الطلب بعد مظاهرات عارمة شارك فيها عشرات الآلاف من أهالي المحافظة يوم 5/تموز/2019، ورفعت نفس المطالب.. وقد وصف شهود العيان هذه التظاهرات، بالمشهد الذي فاق التوقعان، لكثرة المشاركين، ولأن المطالبة الشعبية شملت الاحتلالين السعودي والإماراتي بالخروج من اليمن، ما يعني ذلك، انه حتى لو صدقنا بالمزاعم السعودية والإماراتية التي كان السعوديون والإماراتيون يطلقونها في بداية العدوان ومازالوا، أن الحاضنة الشعبية في اليمن ترحب بهم، وتحدثهم "بشرعية العدوان" بحسب تسميتهم..نقول حتى لو صدقنا جزافاً بهذه المزاعم، فأن الحاضنة الشعبية اليوم انقلبت عليهم وتتحرك ضدهم بل في بعض المناطق استخدمت السلاح ضدهم الأمر الذي جعل المحتل السعودي يستخدم مع المتظاهرين الأسلحة الثقيلة والطائرات، مما تسبب ذلك في سقوط شهداء وجرحى كثيرين بين أوساطهم!! وفي تعليقة على التظاهرات الحاشدة في المهرة، قال الكاتب اليمني عباس الضالعي إن المهرة أعلنت موقفها بوضوح وخرج أبناؤها في مظاهرة حاشدة لرفض تواجد القوات السعودية على أرض المهرة.. وتابع الكاتب في تغريدة له على توتير "اليوم فظاهرة سلمية وغداً يحملون السلاح لطرد جنود البعران" بحسب وصفه، وحذر القوات السعودية قائلاً: "غادروا سلماً قبل أن تغادروا في التوابيت ".
3ـ تصاعد الصراع بل تفجره في عدن وفي أرخبيل سقطري والضالع بين السعودية والأمارات، حيث تجلّى ذلك في الحرب الدائرة بين اتباع الأمارات ومرتزقتها من اليمنيين، وبين ما يسمونهم حكومة "الشرعية" أتباع هادي، مرتزقة السعودية، وفي هذا السياق، تتحدث التقارير عن عدن، فبعد انسحاب القوات الإماراتية منها، قامت الإمارات بتسليح أتباعها اليمنيين من الحزام الأمني، ومن المطالبين بانفصال الجنوب، وذكرت التقارير طبقاً لمصادر موثوقة أن هذا التسليح يأتي في إطار الاستعداد لإشعال فتيل الحرب في عدن، الأمر الذي دفع وزير النقل في حكومة هادي الموالية للسعودية المدعو صالح الجبواني إلى التحذير يوم5/تموز/2019 من انفجار الوضع عسكرياً في العاصمة المؤقتة عدن، إثر محاولات ما يسمى "بالانتقالي الجنوبي"، المدعوم من دولة الأمارات السيطرة على مؤسسات الدولة، بحسب قوله. أكثر من ذلك، أن مثل هذه التحذيرات صدرت حتى من مؤسسات بحثية أمريكية، ففي هذا السياق حذر معهد "ستراتفور" الأمريكي من أن الاختلاف المستمر بين المصالح الجنوبية التي عملت معها الأمارات وقدمت لها الدعم..وبين الجهد الحربي الكلي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، قد يؤدي إلى بروز موجة انفصالية جديدة، أو حتى إشعال فتيل الصراع داخل الحكومة اليمنية الأمر الذي يؤشر إلى أن الخلافات والتناقضات بين مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية وصلت حداً بات ينذر بتفجير الصراع داخل منظومة ما يسمى بتحالف العدوان.
وإذا كانت تنذر بالانفجار إن لم تكن قد تفجرت المواجهات في بعض أحيائها، فأن محافظة مأرب التي انسحبت منها القوات الإماراتية، وصلت محلها القوات السعودية وقوات عميلها هادي، تفجرت فيها مواجهات دامية، بين قبيلة الإشراف التي تمتلك وتمتد على مساحة هي اكبر من ثلث مساحة المحافظة، وبين القوات الموالية للسعودية وحزب الإصلاح، واستمرت هذه المواجهات الشرسة لعدة أيام سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى، في محاولة من كلا الطرفين للسيطرة على المدينة الغنية بالنفط، وكل ذلك يؤشر إلى حالة الاحتقان الشعبي من الاحتلال، والى تصاعد الخلافات بين أطراف ما يسمى بالتحالف، الذي بات مهدداً بالتفكك أكثر من أي وقت مضى بعد قرابة الخمس سنوات من العدوان الذي فرضه النظام السعودي وأسياده الاميركان والصهاينة والغربيون على الشعب اليمني المظلوم.
4ـ إن الحديث المتواتر عن انسحاب القوات الإماراتية التدريجي والهادئ من اليمن من شأنه أن يضع السعوديين في معضلة حقيقية هذا ما يراه أكثر الخبراء والعسكريين في المنطقة، فحتى لو أن الانسحاب خدعة أو عملية تضليل أو إعادة انتشار، قل ما شئت فأنه يؤكد بحسب هؤلاء الخبراء أن الإمارات تخلت عن طموحاتها السابقة في محاربة محافظات الشمال والاكتفاء بنفوذها ووجود عملائها في المحافظات الجنوبية، الأمر الذي بات يشكل مكسباً عسكرياً لجماعة الحوثي، يتمثل في تعزيز قدراتهم على رفد جبهات القتال في الداخل اليمني وفي عمق الأراضي السعودية، بالمقاتلين والأسلحة، ولعل من مؤشرات هذا التطور، هو رجحان كفة الحرب لصالح جماعة الحوثي في الآونة الأخيرة، ولدرجة أن ضرباتهم عمقت مأزق النظام السعودي والعسكري والسياسي، ودفع المحللين الغربيين والخبراء إلى تكثيف أحاديثهم حول فشل وهزيمة السعودية والإمارات في العدوان على الشعب اليمني، فعلى سبيل المثال كتب الكاتب والمحلل السياسي البريطاني بيل لاو، مقالاً نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني في 5تموز2019، أكد فيه على هزيمة السعودية وضعفها أمام جماعة الحوثي وقدراتهم العسكرية، وقارن بين بن زايد وبن سلمان، فاعتبر الأخير، بأنه لا يفهم، وورط نفسه في مأزق من خلال شنه الحرب على الشعب اليمني، متوقعا الانتصار السريع، وبذلك سيصبح قائداً للأمة العربية، لكن مقاومة الشعب اليمني الشرسة وصمود هذا الشعب وجماعة الحوثي، المنقطع النظير، حطم كل توقعات بن سلمان، فيما بن زايد يتمتع بحسب هذا الكاتب "بالعقلانية والواقعية" وأدرك أن الانتصار في هذه الحرب صعب جداً، وباتت الحرب تهدد الداخل الإماراتي، قرر الانسلال منها بهدوء، بعكس بن سلمان الذي يقول الكاتب انه ينبغي أن يتعظ بتصرفات صديقه بن زايد، ويفكر بالخروج من المستنقع اليمني، لا أن يواصل الحرب التي تحولت إلى حرب استنزاف للسعودية، مشيراً إلى استباحة الحوثي بصواريخه وطائراته المسيرة للمواقع والمطارات السعودية، ومؤكداً أن ذلك شكل تحدياً للنظام السعودي، في الوقت الذي كشف ضعف منظومات الباتريوت وغيرها التي صرف عليها بن سلمان الأموال الطائلة !!
ولم يقتصر المأزق السعودي المتفاقم بسبب استمرار العدوان على اليمن، وما يشهده الميدان من تطورات استراتيجية، على التجليات والتداعيات التي ذكرنا، بل ان هناك الكثير من التداعيات التي تؤشر بوضوح إلى إرباك وتخبط وهزيمة النظام السعودي وعلى أصعدة كثيرة، نكتفي بالإشارة إلى تخطبه الإعلامي في التعامل مع تطورات الحرب، فمرة يقول إن الحوثي يمتلكون أسلحة نوعية زودهم " النظام الإيراني" بحسب خطابه الإعلامي، بها، بهدف التقليل من وقعها النفسي على أهالي السعودية، وتعتيماً على هزائمه وإخفاقاته، ومرة يقول أنها مقذوفات لا قيمة لها، وهكذا، الأمر الذي أغضب الرأي العام داخل مملكة آل سعود، من هذا التعاطي السخيف مع تطورات الحرب وتصاعد قدرات الحوثي التي باتت تهدد المطارات والمرافق الحيوية في المملكة السعودية..ولعل أكثر ما أغضب السكان داخل السعودية، سيما في المناطق الجنوبية من المملكة هو الكذب والتزوير الإعلامي الذي دأب عليه إعلام النظام السعودي في التعاطي مع تطورات الحرب، بالادعاء ان سكان أبها يتحدّون صواريخ "الحوثي" بالسحر ولعب (البلوت) قرب المطار،كما جاء ذلك في خبر حسابها في موقع توتير، معتبرين أن من يدير الإعلام أشخاص ليسوا بذوي كفاءة. فمثلا أيمن الغامدي وصف الإعلام السعودي بالفاشل! أما أبو المنذر فقد خاطب الصحيفة بالقول "يا سبق سبقتم إبليس في التفكير كيف نقابل البلاء والمصيبة بأمر تافه ينم عن جهل مطبق وحال ميئوس منه". وهناك العشرات من الردود على الصحيفة لكتاب سعوديين ومعلقين تكشف بوضوح الإرباك الإعلامي السعودي الذي هو في الواقع كما قلنا قبل قليل انعكاس لإرباك القيادة السعودية الحالية وتخطبها وسياساتها الفاشلة.
5ـ وما زاد الطين بله، هو أن نطاق معارضة الرأي العام الغربي بل وحتى في الأوساط السياسية لاستمرار الحرب في اليمن، يزداد باستمرار، حيث شكل ضغوطاً كبيرة على النظام، بل إن التقارير التي تكشف جرائم وهمجية النظام السعودي في اقترافه المجازر بحق الشعب اليمني لم تتوقف، بل وتسببت في السقوط الأخلاقي وفي كشف دموية واستبدادية هذا النظام الجائر الذي ظل طيلة الفترة الماضية يتلطى وراء العباءة الإسلامية، ويخفي وجهه القبيح، بهذه العباءة، وبالرشاوى الطائلة للكتاب المأجورين وللصحف ووسائل الإعلام العربية والعالمية المأجورة أيضاً..بل لاحظنا حتى من أوساط الكونغرس الأمريكي، ومن أوساط سياسية بريطانية وألمانية وفرنسية تطالب وما زالت بوقف توريد الأسلحة لهذا النظام القاتل، وبوقف الدعم السياسي والإعلامي لهذا النظام المجرم...
ولكن السؤال، الذي بات يطرحه المحللون الغربيون، هو هل يستفيد بن سلمان من تراجع صديقه بن زايد ويخرج من المستنقع اليمني؟ وكما تمنى ذلك الكاتب البريطاني بيل لاو؟ لا أعتقد ذلك وحتى لو أراد التفكير بذلك، فلا أتوقع بأن تسمح له أمريكا بذلك، لأن لها مصلحة استراتيجية باستمرار الحرب في اليمن، وهذا ما بات معروفاً، فيما بن سلمان بات منقاداً مثل النعجة من قبل رعاته الأميركان والصهاينة !!
ارسال التعليق