رسالة من مواطن سعودي للملك سلمان.. هل مملكتنا قلعة من رمالٍ على شاطئ محيط؟
[ادارة الموقع]
سيدي صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين، أكتب لكم هذه الرسالة وكُلّي أمل أن يسمح مستشاروكم لها بالعبور والوصول إليكم علّها تكون الإنذار الأخير قبل الطوفان الكبير الذي لن يبقي ولن يذر، سيدي الوطن ليس بخير ونحن أيضاً، سيدي خادم الحرمين الشريفين، إن بقي الحال على ما هو عليه لن يبقى حرمان ولن تبقى لكم جلالة، سيدي إن النوق إن صرمت فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا لها ولدا.
سيدي سلمان ربما تناهى إلى مسامعكم ما تفوّه به ولي نعمتكم وسبب بقائكم في مكانكم الرئيس الأمريكي ترامب، وأنّه قال لولا أمريكا لما بقيتم في مكانكم أكثر من أسبوعين، أنا لا علم مدى صدق كلام ذلك التاجر، ولكن ما خبرناه أنّ الأمريكان في هكذا امور لا يكذبون، وأنّهم إن قالوا فعلوا، لكن أريد أن أسألك أنت هل كلامه صحيح؟ وهل مملكتنا قلعة من رمالٍ على شاطئ محيط؟ فترامب الذي تحدث معكم منذ أيامٍ قليلة وتآمرتم معه على الجار الإيراني أساء اليوم لكم شخصياً، فكيف تناسيتم يا سيدي أنّ عُمقكم وعمقنا هو عربي وإسلامي، وأنّ التاجر الأمريكي سيبيعكم في أول فرصة لمن يدفع له أكثر.
يُقال يا سيدي أنّه وخلال الخمسين سنة الماضية، توقّع الكثير من المحلّلين انهيار حكمكم وحكم عائلتكم، مؤكدين على ضعف نظام حكمكم وهشاشته، واليوم يُثبت ترامب أنّ كلّ كلامهم كان صحيحًأ، فنظامكم الحاكم في السعودية كان يتمتّع وطيلة السنون الماضية بدخل كبير من عائدات بيع النفط وهو ما ضمن له الدعم الأميركي المتواصل حتى تبقون أبابيلًأ على رؤوسنا.
سيدي.. منذ أيامٍ قليلة احتفلنا بمرور ثمانٍ وثمانين عام على تسلطكم على رقابنا، آلاف السنين ونحن نعيش فقراء على ما تجود به الصحراء علينا، ومنذ توليتم رقابنا تمّ اكتشاف النفط وعاشت المملكة في عصركم أكثر السنين ثراءً، فكيف يدّعي ترامب أنه يحمينا، أين أموالنا عن حمايتنا؟ هل صرفتموها كلها في ملهاتكم؟ ألم يبق منها شيء نحمي به أنفسنا اليوم؟
سيدي.. أصبحنا تحت ظلِّ حكمكم الرشيد شعبًا يُضرب به المثل بالمهانة والاستكانة ونحن الذين ندّعي صبح مساء أننا أبناء قبائل لا تقبل الضيم ولا تنام على ظلم، فكيف حصل ما قاله الرئيس الأمريكي؟ ولماذا حولتمونا من عربٍ لا تنام على ضيم إلى مجرد قطيع نُساق إلى مذبحنا لا حول لنا ولا قوّة؟
سيدي.. يقول المعتوه ترامب إنّه يدفع الكثير مقابل لا شيء!، ويقول أيضاً أننا نستغلّه بتحديد أسعار مرتفعة للنفط، هو أيضاً يريد منّا أن نكف عن رفع أسعار النفط ونبدأ في خفض الأسعار، سيدي ربما أنّه ما قال هذا الشيء إلا من أجل رفاهية شعبه، فهو وكأيِّ حاكم يبحث عن ما يهمُّ وطنه، سيدي؛ هل تبحثون أنتم أيضاً عمّا يُفيد ويهمُّ شعبكم وبلادكم؟ إن كان جوابكم بنعم فسارعوا إلى رفع أسعار النفط، فرفاهيتنا أهم من رفاهية الأمريكيين، وفقرائنا أهم من رفاهية الأمريكيين، نعم سيدي.. فقد بلغ السيل الزبى وبات لزامًا علينا أن نقف بوجه هذا المتغطرس، ليس كرها به أو في بلده، ولكن لأنكم يجب أن تبحثوا عن ما يهمُّ ويفيد أبناء المملكة، خصوصًا أنّه وكما تعلمون وصلت نسبة الفقر في مملكتنا النفطية إلى مستويات لم نعهدها في أيام صحرائنا.
سيدي؛ في عهدكم الميمون وعهد من سبقكم من إخوتكم وأبيكم مات الناس من أمطار الخير التي ننتظرها كلّ عامٍ.. ماتوا نتيجة فساد أمرائكم وأبنائكم.. وكما يقول المصريون (أكلتم البيضة والتقشيرة).. سيدي ارفعوا أيديكم المباركة عن البلاد، والعباد، فكلُّ شيء في عهدكم الميمون بات يسير إلى الخلف، حتى أنّ الذين يُريدون بكم وبالبلاد إصلاحًا قد أودعتموهم السجن، فمتى تنتهي هذه المهزلة.
سيدي خادم الحرمين الشرفين باسمي واسم كل سعودي وسعودية أرفع لكم الصوت وأقول: "بلدنا جوهرة هذا العالم وتحفة ثمينة والمكان الذي فضله الله وقدسه، فيه كعبة المسلمين وفيه الروضة الشريفن ومنه انطلقت كل الفتوحات الإسلامية وصولًا إلى الثورة العربية قبل مائة عام.. سيدي خادم الحرمين الشريفين أُذكركم وأنتم الأعلم منّا بما قاله الشاعر العربي عمر حمد قبل أكثر من مائة عامٍ إبان التحضير للثورة العربية الكبرى، لكنّه كتب وكأنّه يطّلع على ما تقومون به اليوم ويُحضر أيضاً لثورة عربية أخرى تخرج من المكان الذي خرجت منه الثورة الأولى قبل مائة عام:
كأنكم لستم بني العرب الأولى ** بهم قد سما ربع وعز عشير
سكنتم قصورا دونها هامة السهى ** وكسوتكم استبرقٌ وحرير
وتلهون عن غوث الفقير وعونه ** لعمري هذا في الذنوب كبير
فمن يفعل الحسنى يجاز بمثلها ** وربك في فعل الأنام خبير
والسلام...
ابن الجزيرة العربية التي سرقتم خيراته وخيراتها
26-محرم1440
ارسال التعليق