طائرة قآن التركية.. بديل السعودية عن أف-35 الأمريكية
قالت صحيفة "ميلت" التركية، إن "السعودية" تخطط لامتلاك 100 طائرة من طراز "قآن" في إطار خططها لعام 2030.
ومقاتلة "قآن" من الجيل الخامس طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش"، ويمكنها أداء مهام قتالية جو- جو، وإجراء ضربات دقيقة من فتحات الأسلحة الداخلية بسرعة تفوق سرعة الصوت
في وقت سابق الأسبوع الماضي، التقى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، خالد بن حسين بياري نائب وزير الدفاع السعودي، وقائد القوات الجوية تركي بن بندر آل سعود.
وأفادت هيئة الصناعات الدفاعية التركية في بيان، أن غورغون استقبل بياري وآل سعود والوفد المرافق في إسطنبول.
وأكد أن الهيئة تواصل اتخاذ خطوات مهمة في أنشطة التعاون الدولي والتعريف بقوة تركيا في مجال التقنيات الدفاعية ولعب دور رئيسي في بناء مستقبل مشترك.من جانبها، قالت صحيفة معاريف العبرية نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى إن "الخطوة قد تغير توازن القوى الإقليمي وتعزز التحالف السني".وقالت إن هذه الخطوة السعودية تأتي في ظل رفض الولايات المتحدة تزويد الرياض بطائرة الـ F-35 المتقدمة، وقد تشير إلى واشنطن أن الرياض لديها بدائل أخرى.ونقلت الصحيفة عن تقديرات استخبارية أن "السعودية" ترى في الطائرة التركية حلاً مؤقتاً حتى تتمكن من الحصول على طائرات أكثر تطوراً.
ربما تكون تركيا المثال الأكثر شهرة ووضوحًا على قيام الولايات المتحدة بمنع بيع طائرات إف-35. تركيا عضو في حلف الناتو وحليف رئيسي وشريك للولايات المتحدة في المنطقة. كما أنها تستضيف قاعدة إنجرليك الجوية، وهي قاعدة جوية مهمة للقوات الجوية الأمريكية (حيث يوجد الجناح الجوي 39 وأسلحة نووية تكتيكية أمريكية). كانت تركيا جزءًا من برنامج إف-35 واشترت طائرات من هذا الطراز، وتم بناء أول دفعة منها وكانت جاهزة للتسليم إلى تركيا في عام 2018.
ومع ذلك، قامت تركيا بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 رغم الاعتراضات الصريحة من الولايات المتحدة. حذرت الولايات المتحدة تركيا من أنه لا يمكن تشغيل نظام إس-400 الروسي وطائرات إف-35 الأمريكية معًا، بسبب مخاوف من أن يؤدي نظام إس-400 إلى كشف قدرات إف-35 على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الروسية في حالة الحرب.
ومع ذلك، مضت تركيا قدماً في عملية الشراء، مما دفع الولايات المتحدة إلى استبعاد تركيا من البرنامج في عام 2019 (وكانت تركيا لا تزال تطالب باسترداد أموالها في عام 2024). تم تصنيع وتسليم ست طائرات إلى تركيا (ولكنها لا تزال في الولايات المتحدة) وما زالت موجودة في قاعدة لوك الجوية في أريزونا مخزنة. وأفادت بلومبرغ في يناير 2024 أنهإذا تخلت تركيا عن أنظمة إس-400، فقد تكون الولايات المتحدة منفتحة على السماح لتركيا بالعودة إلى البرنامج.
بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف الناتو، وافقت الولايات المتحدة على بيع 40 طائرة جديدة من طراز F-16 Block 70/72 لتركيا، بالإضافة إلى مجموعات تحديث لعدد كبير من أسطولها الحالي من طائرات إف-16. تعمل تركيا أيضًا على تطوير طائرتها المقاتلة المتقدمة الخاصة بها “قآن” (KAAN)، لذا من غير الواضح مدى اهتمام تركيا بالعودة إلى برنامج إف-35.
هذا وسيُسلّم الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، منصبه للرئيس المُنتخب دونالد ترامب، دون تحقيق أحد أبرز وأهم ما وعد بتحقيقه في منطقة “الشرق الأوسط”، وهو إتمام صفقة التطبيع بين الكيانين السعودي والإسرائيلي، وهي الصفقة التي تم عرقلتها بشكل أساسي إبّان الهجوم البطولي للمقاومة في غزة على الشبكة الأمنية والعسكرية للعدو، في السابع من أكتوبر العام الماضي. وأمام ما تقترحه منظمات ومحللون أن تعاوناً دفاعيا مع الرياض من شأنه أن “يقلل من الحاجة إلى التدخل الأمريكي المباشر”، وما يروجه باعتبارها رادعًا محتملًا ضد إيران، فضلاً عن كونها “فرصة لأمريكا لإجبار السعودية على قطع العلاقات مع بكين، مما يمنع الرياض من الانجراف إلى مجال نفوذ الصين”، ردود فعل معاكسة تقول أن اتفاقا أمنيا رسميا بين الولايات المتحدة و”السعودية” من شأنه أن يخاطر بزعزعة توازن القوى في الشرق الأوسط ويزيد من رؤية إيران لأميركا باعتبارها تهديدا”.
من بين هذه الأصوات، جنيفر كافاناغ من مؤسسة أولويات الدفاع، رأت أن الشراكة مع “جهات مزعزعة للاستقرار مثل “السعودية” من شأنها أن تزيد من تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”. وبالفعل نُظر للولايات المتحدة على أنها تفقد مشروعيتها المُزعمة سيما حين قامت بتسليح التحالف السعودي الإماراتي في عدوانه في عام 2015 على اليمن، وما أفرزته الحرب من مئات آلاف الشهداء من المدنيين.
ارسال التعليق