ترامب عازم على إتمام صفقة العار بين السعودية وإسرائيل
بانتظار أن تدق ساعة الصفر لتسلّم دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، شهدت المنطقة العربية، سيما لبنان وسوريا، تحولات وتطورات سياسية سريعة فرضت التساؤل حول سياسات ترامب واستراتيجيته في التعامل مع الأزمات المستجدة. وباعتبار أن ترامب كان الراعي الرسمي لاتفاقيات إبراهام مع الكيانات العربية المطبعة عام 2020، كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد، بحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” الصهيوني، في المقابلة مع “بودكاست”، أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع "السعودية" خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات، مُشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع "السعودية" يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.
ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.
وحول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر: إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في الكيان الصهيوني إلى مسقط في عُمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.
وأضاف: إن التغيرات التي تمر بها "دول الخليج" اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع الكيان، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.
وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة.. قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.
واختتم كوشنر حديثه بالقول:" إن التطبيع بين الكيان الصهيوني و"السعودية" هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب.لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الصهيونية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والكيان الإسرائلي" على حد زعمه.
من جهته، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن اتفاقية التطبيع بين "السعودية" والكيان الصهيوني جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.
وقال بلينكن في تصريحات صحفية الجمعة: إن الاتفاقيات بين الولايات المتحدة و"السعودية" بشأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني جاهزة للتنفيذ، لكن هناك شرطين لإنجازها.
وصرح بلينكن في هذا الصدد بأن “المحادثات بشأن صفقة التطبيع بين الكيان و"السعودية" تقترب من تحقيق اختراق، هل هناك اختراق بالفعل؟ وما هو موقع هذه المحادثات اليوم؟”.
وأضاف بلينكن: “أحد الأشياء التي أتذكرها هي أنه في العاشر من أكتوبر قبل عام، كان من المفترض أن أسافر إلى "السعودية" و”إسرائيل” للعمل على المكون الفلسطيني من صفقة التطبيع هذه.. وبالطبع لم تتم هذه الرحلة بسبب السابع من أكتوبر.. ولكن حتى مع أحداث غزة، واصلنا هذه المحادثات وواصلنا العمل”.
وادعى قائلاً: “فيما يتعلق بالاتفاقيات المطلوبة بين الولايات المتحدة و"السعودية"، فهي جاهزة تماما للتنفيذ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التطبيع بين “إسرائيل” و"السعودية".. ولكن هناك شيئين مطلوبين لإنجاز ذلك بالفعل: الأول هو إنهاء الصراع في غزة والثاني هو وجود مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”.
من جهته، تحدث زعيم المعارضة الإسرائيلية يئيرلابيد، عمّا وصفها بـ"الطريقة الوحيدة" للتطبيع الإسرائيلي مع"السعودية"، معتبرا أن "الصفقة السعودية هي اللعبة الأكثر أهمية الوحيدة في الملعب السياسي".
وأوضح لابيد في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "اتفاقالتطبيعمع السعودية هو الكأس المقدسة للسياسة الإسرائيلية. والطريقة الوحيدة من أجل التوصل إليه هي حكومة وسط".
وتابع قائلا: "فقط تحالف إقليمي بإدارة أمريكية وسعودية وإسرائيلية يمكنه أن يقترح حكما بديلا في غزة، وبناء جبهة أمام إيران ومشروعها النووي، واشتراط إعمار لبنان وسوريا بترتيبات أمنية ثابتة، ووضع أفق للقضية الفلسطينية، ما سيوقف انهيار مكانتنا الدولية".
وزعم أن "اتفاق التطبيع هو حالة نادرة، فيها فكرة منظمة واحدة تحل عدة مشاكل أمنية استراتيجية. وفي نفس الوقت تخلق أفقا سياسيا وفرصا اقتصادية مثيرة في منطقة كاملة. وهذه الصفقة هي المرساة الرئيسية للبرنامج السياسي الذي قمت بطرحه مؤخرا، وهو أحد الأمور القليلة التي تتفق عليها كل من إدارة بايدن وإدارةترامب".
وأردف قائلا: "باستثناء المتطرفين الذين سيطروا على الحكومة، فإن الجميع يعرفون أن هذه الصفقة حيوية لأمن واقتصاد إسرائيل".
وبحسب لابيد، فإن "حكومة وسط في إسرائيل يمكن أن تطرح أمام الأمريكيين والسعوديين عدة شروط صعبة وواقعية من أجل التقدم. هي ستتأكد من أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي صلة بالشؤون الأمنية في غزة، وأن أي تقدم سياسي سيكون مشروطا بإصلاح شامل في مناهج التعليم الفلسطينية وفي مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن "هذه عملية تستغرق سنوات، فيها عبء الإثبات سيكون على السلطة الفلسطينية".
وروّج لاعتقاده بأنه في الفترة المذكورة تلك "يمكن العمل مع شركاء إقليميين أقوياء من أجل إسقاط النظام في إيران والقضاء على مشروعها النووي والتأكد من تشكل قيادة بديلة لحماس في غزة، وترسيخ الحدود في سوريا ولبنان والبدء في بناء اتفاقات سياسية ثابتة معهما".
ارسال التعليق