الإندبندنت: حوار بندر بن سلطان رابع مؤشرات التطبيع السعودي الإسرائيلي
التغيير
سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على الحوار الذي أجراه رئيس الاستخبارات الأسبق، "بندر بن سلطان" مع قناة "العربية" (تملكها المملكة وتبث من دبي)، مؤخرا، باعتباره رابع خطوة ضمن مسار التطبيع "الحتمي" بين الرياض وتل أبيب.
وذكرت مراسلة الصحيفة البريطانية "بيل ترو"، في تقرير نشرته الإثنين، أن "بن سلطان" شخصية بارزة بين الدبلوماسيين وفي العائلة المالكة، وهجومه على القادة الفلسطينيين وطريقة ردهم على قرارات دول في الخليج بعقد اتفاقيات مع إسرائيل، تتسق مع موقف دبلوماسي إماراتي أخبرها بأن الخليج "ليس هدية" للفلسطينيين.
وأشارت إلى حدة تعبيرات الأمير التي وصف فيها الخطاب الفلسطيني بـ"الواطي"، قائلة إن هذا ليس موقفا استثنائيا في المملكة، بل بات يعبر عنه عديد المحللين الموالين للنظام في المملكة، ومنهم "علي الشهابي"، الذي وصف تصيحات الأمير "بندر" بأنها "تراكم إحباطات من القيادة الفلسطينية داخل المملكة "، على حد تعبيره.
وأضاف: "على القيادة الفلسطينية الإنصات وبعناية لهذا، ومعرفة أن سلوكهم سيؤدي لخسارتهم أهم داعم لهم في حكومة المملكة (..) الكثيرون في الخليج يعتقدون أن القيادة الفلسطينية عجوزة ومنفصلة عن الواقع".
وعن الخطوات السابقة لحوار "بندر" لـ"التطبيع الحتمي" بين المملكة وإسرائيل، حسب تعبير "بيل"، ذكرت مناشدة إمام الحرم المكي "عبدالرحمن السديس" المسلمين، الشهر الماضي، تجنب "التعبيرات العاطفية والحماسية ضد اليهود" في خطبة نقلها التلفزيون المحلي، واصفة ذلك بأنه "تحول من الشيخ الذي كان في الماضي يبكي وهو يتحدث عن فلسطين ويدعو للفلسطينيين بالنصر على الغزاة والمعتدين اليهود".
وأضافت أن قرار الإمارات والبحرين المضي في التطبيع مع إسرائيل كان خطوة ثانية في مسار المملكة ، إذ لم يتخذ بدون ضوء أخضر من الرياض.
وأوردت "بيل" في هذا الصدد، تعليقا للباحث بجامعة إسكس "عزير الغشيان"، جاء فيه: "من الواضح أن المملكة لم تعرقل، بل سهلت هذين الاتفاقين".
كما ساعدت المملكة الإمارات بالاتفاق من خلال السماح للطيران الإسرائيلي التحليق في أجوائها، حيث طارت طائرات "لعال" من تل أبيب إلى أبوظبي.
وبينما أشار "الغشيان" إلى أن دافع المملكة الرئيسي للتطبيع مع إسرائيل هو المصالح المالية والتجارية بالدرجة الأولى، خاصة في ظل محاولات إصلاح الاقتصاد وجعله أقل اعتمادا على النفط، نوه إلى أن المملكة، التي تعتبر من أقوى وأكبر دول الخليج، تمقت أن ينظر إليها بأنها تطبع علاقاتها مع إسرائيل أسوة بما فعلته الإمارات والبحرين، ولذا فربما لن تتخذ قرار التطبيع "الحتمي" في وقت قريب.
ارسال التعليق