السعودية اقتلعت أنياب الانتقالي وهادي واحتلت الجنوب بدلا عن تنفيذ اتفاقها
يوماً بعد يوم تتضح الصورة الحقيقية التي رسمها النظام السعودي لحلفائه في جنوب اليمن عبر ما يسمى اتفاق الرياض الموقع بين ما يسمى الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في 5 نوفمبر 2019 المنصرم، والذي كان من المفترض أن يكتمل تنفيذ بنوده بالكامل يوم 5 يناير الجاري، إلا أن تأخيرها كان بمثابة كشف النوايا التي تقف خلفها الرياض ولم تكن تلك الأطراف الموقعة على علم بها وبما تخفي السعودية داخل صدورها.
ووفقاً لمعلومات حصل عليها “المراسل” من مصادر خاصة فقد تكشفت الحقيقة وأصبحت ظاهرة للعيان بعد أن تمكن النظام السعودي مؤخراً تحت مظلة ما يسمى اتفاق الرياض سحب البساط من تحت أقدام الطرفين الموقعين لتلك الاتفاقية ممثلة بما يسمى حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، وتجريد كلا منهما السلاح الثقيل والمتوسط وجعل الكلاشينكوف هو السلاح الوحيد الذي بات يمتلكه كل طرف منهما اليوم، الأمر الذي يمكن الرياض من تعزيز نفوذها بالمحافظات الجنوبية وبسط سيطرتها بعد أن نجحت في تنفيذ ما تريده وهو سحب المقاتلين من أبين واستلام السلاح الثقيل والمتوسط من كليهما وتجريدهما من سلاحهما.
وبعد أن ظل طرفي اتفاق الرياض مشغولون بالتراشقات الاعلامية في ما بينهما والتي كان ابرزها اتهامات صالح الجبواني وزير النقل في حكومة هادي الشهر الماضي للنظام السعودي بمحاولة تعطيل دور ما يسمى حكومة الشرعية لصالح الجماعات المحسوبة على الإمارات في عدن والجنوب وصولاً إلى عجز هادي عن تعيين مدير أمن في إحدى المديريات، إلا أن المعادلة تغيرت تماماً بشكل صادم للطرفين اللذان وجدا نفسيهما في دائرة الاستهداف وتحت رحمة السعودية المسيطرة على الجنوب بعد سحب السلاح منهما وتعزيز تواجدها من خلال ارسال قوات سعودية ضخمة إلى عدن وكثير من مناطق الجنوب.
وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة بأن القوات التي انسحبت حتى الآن من الطرفين هي قوات بن معيلي الموالي للجنرال علي محسن، حيث انسحبت من شقره باتجاه مأرب وبالتالي انسحب مقابلها قوات اللواء التاسع صاعقه والتي انسحبت من زنجبار باتجاه خور عميره.
ولفتت المعلومات إلى أن قوات مختار النوبي من المفترض أن تنسحب باتجاه الحبيلين ويقابلها انسحاب قوات عبدالله الصبيحي باتجاه مكيراس .
وفي تصريحات اعلامية نشرتها قناة الحدث الفضائية التابعة للنظام السعودي مساء السبت، فقد وصلت لجنة من التحالف الى محافظة شبوة للاشراف على تنفيذ اتفاق الرياض.
ونقلت الحدث عن مصدر عسكري قولة بأن اللجنة السعودية الاماراتية ستتولى مهام الاشراف على سحب القوات الحكومية القادمة من مأرب وإزالة التحديات العسكرية في محافظتي ابين وشبوة وعدن، حيث نص قرار اللجنة على خروج القوات العسكرية من عدن وعودتها الى معسكراتها الاساسية.
واكد المصدر ان التحالف مصر على اتفاق الرياض بشقيه السياسي والعسكري خلال فترة زمنية محددة، كما نص الاتفاق على تجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة من جميع القوات في عدن الى معسكرات داخل عدن تحددها وتشرفها عليها قوات السعودية.
وفي السياق عبر ناشطين جنوبيين بينهم موالين لما يسمى المجلس الانتقالي عن امتعاضهم من الإجراءات السعودية التي أدت لتجريد قواتهم من السلاح الثقيل وجعل قواتهم مجرد جنود بأسلحة كلاشنكوف والالتفاف على اتفاق الرياض الذب لم يأتي لإضعاف دور حكومة هادي فحسب، بل جاء لإنهاء دور الانتقالي أيضاً سياسياً وعسكرياً.
ارسال التعليق