مقتل ضباط السعودية جاء من بعد استفزاز أهالي حضرموت
سادت حالة من التوتر المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون في محافظة حضرموت اليمنية، على خلفية مقتل ضابطين سعوديين وإصابة ثلاثة آخرين بنيران أحد الجنود اليمنيين من منتسبي «اللواء 135 مشاة» المحسوب على حزب «الإصلاح».
الحادثة التي أدت إلى حالة استنفار في أوساط القوات السعودية والفصائل الموالية لها في وادي حضرموت، جاءت في أعقاب مشادة كلامية جرت بين الجندي اليمني ويدعى محمد صالح العروسي، وينحدر من محافظة حجة شمال اليمن، وبين لجنة صرف مرتبات يرأسها الرائد السعودي، محمد الحسين، بعد أن كشف الجندي اليمني في حديث جانبي أمام اللجنة عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة، وأشاد بصمود واستبسال مقاتلي «حماس»، أمام الإجرام الإسرائيلي.
وأثناء تقدمه لاستلام مرتبه من اللجنة، أوقفه الضابط السعودي، حسب رواية أحد الجنود اليمنيين الذين كانوا داخل مقر المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، وباشره بالقول: «خل حماس تصرف لك مرتبك»، فتطورت المشادة الكلامية إلى أن تهجّم الضباط السعوديون على الجندي.
ورغم محاولات زملاء للجندي العروسي لإقناع اللجنة السعودية بصرف راتبه، إلا أن الضباط السعوديين شتموه بألفاظ نابية عليه هو والجنود الذين حاولوا التوسّط له. وأمرت الشرطة العسكرية بإخراج الجندي بالقوة من مكتب اللجنة بشكل مهين وسط شتم وتشف من الحالة في اليمن وغزة، ما أدى بالجندي اليمني إلى أن يستشيط غضباً ويتجه لإحضار بندقيته من الخارج وعاد ليطلق النار على الضباط السعوديين ما أدى إلى مقتل ضابطين هما الرائد محمد الحسين والملازم وليد البلوي، وإصابة ضابط وجنديين أحدهما إصابتة خطيرة.
وتكشف هذا الحادثة فشل التحريض الديني الذي تبنته السعودية عبر قيادات سلفية موالية لها ضد عملية «طوفان الأقصى» داخل المعسكرات اليمنية.
وهي تأتي بعد أيام من تحوّل بطولة كأس حضرموت الثامنة المقامة على استاد سيئون الأولمبي، إلى مهرجان تضامني مع الشعب والمقاومة في فلسطين، وهو ما أثار استياء القوات السعودية في حضرموت التي احتجت على رفع أعلام «حماس» و«حزب الله» في الملعب.
وفي أعقاب حادثة إطلاق النار، طوّقت العشرات من المدرعات السعودية مقر اللجنة، وأغلقت الفصائل الموالية لها شوارع مدينة سيئون، معلنة حالة طوارئ، وامتدت الأخيرة إلى مدن الحوطة والقطن وبن عيفان في وادي حضرموت، وصولاً إلى منطقة العبر الفاصلة بين محافظتي حضرموت ومأرب، وذلك للبحث عن الجندي اليمني الذي تمكّن من الفرار بعد تنفيذ العملية.
وفي هذا الشأن، قالت مصادر استخباراتية في صنعاء لـ «الأخبار» إن «خلية سعودية تتواجد في مقر المنطقة العسكرية الأولى في سيئون على ارتباط مع القوات الأميركية وتقوم بالتنسيق والاتصالات مع تلك القوات في البحر العربي والمحيط الهندي لمواجهة العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي».
وأبلغت قيادة المنطقة العسكرية الأولى كل الألوية التابعة لها والجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض على قاتل الضباط السعوديين.
وأصدر مركز عمليات القيادة والسيطرة في حضرموت بلاغاً مماثلاً إلى كل المنافذ البرية والجوية والنقاط العسكرية في مختلف المحافظات الخارجة عن سيطرة صنعاء. وبعد فشل تلك الإجراءات في العثور على منفّذ العملية، وجّهت قيادة التحالف السعودية في حضرموت «قوات درع الوطن» الموالية لها بسرعة التحري على الجانب والقبض عليه، وامتدت حالة الاستنفار الأمني والعسكري من حضرموت حتى مأرب.
وكذلك، أعلنت إدارة أمن محافظة حضرموت فجر أمس عن مكافأة مالية قدرها 30 مليون ريال يمني، أي نحو 15 ألف دولار، لمن يدلي بمعلومات عن منفذ عملية سيئون.
وفي المقابل، أعلن رجال أعمال يمنيون بعضهم ينحدر إلى المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للسعودية والإمارات، عن مكافأة مالية ضخمة لمن ينجح في تهريب الجندي إلى مناطق آمنة.
وبعثت السعودية طائرة خاصة لنقل جثتي قتيليها مع المصابين.
هذه الحادثة التي استغلت من قبل الموالين لـ «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات للتحريض على المنطقة العسكرية الأولى التي طالب المجلس بإخراجها من حضرموت كونها قوات شمالية تتبع الحكومة، حاول حزب «الإصلاح» الهروب من تداعياتها عبر التبرؤ من منفّذها.
ارسال التعليق