السلطات السعودية تريد القضاء على “حماس” بعدما أذلّتها ودفعتها عن التطبيع
رأى إيلي بوده، أستاذ في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في “الجامعة العبرية” في القدس، أنّه “الحرب في غزة وجّهت ضربة للاستراتيجة الدبلوماسية والاقتصادية للسعودية”.
وقال بوده العضو في مجلس إدارة “المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية” (ميتفيم)، في مقال في صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية، إنّ “الحرب عطلت فعلاً بعض المبادرات الدبلوماسية للمملكة، ومن المحتمل أنْ تلحق ضرراً كبيراً بخططها الاقتصادية أيضاً”.
وأشار إلى أنّ “السعوديين فشلوا في مهمتهم في اليمن، واكتفوا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في عام 2022 لإزالة التهديد الحوثي للمملكة. والآن، يهدّد تورُّط الحوثيين (أنصار الله) في الحرب في قطاع غزة مرة أخرى السعودية، التي قُتل 4 من جنودها في حادث حدودي” مع اليمن.
وذكر أنّ “الحرب جمدّت كذلك المفاوضات المتعلقة بالتطبيع مع إسرائيل، بعد أنْ قال ولي العهد في سبتمبر (أيلول 2023) إنّ تطبيع السعودية مع إسرائيل “يقترب كل يوم أكثر فأكثر”، فيما أكد (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين) نتنياهو، خلال ذلك الوقت من منبر الأمم المتحدة، أنّ بلاده على “عتبة” إقامة علاقات مع المملكة الخليجية”.
واعتبر بوده أنّ “النظام السعودي يريد أنْ يرى حماس تضعف، هذا إنْ لم يكن يريد القضاء عليها تماماً”، مؤكداً أنّ “حقيقة أنّ مثل هذا التنظيم الصغير تمكّن من إذلال المملكة العظيمة ودفعها إلى تعليق التطبيع مع إسرائيل لن يُنسى بالتأكيد”.
وأضاف “في 31 تشرين أول/أكتوبر (2023) صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي بأنّ السعودية لا تزال مهتمة بتوقيع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب، ولذلك يبدو أنّ السعوديين عازمون على تحقيق خططهم. وبهذه الطريقة، سوف يحوّلون ضربة حماس إلى صفقة، ويردّون الجميل لإيران ووكلائها في المنطقة”.
بدوره، رأى يوئيل جوزانسكي، الباحث البارز في “معهد دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي (INSS)، في حوار مع “غلوبس”، أنّ “إضعاف حماس سيكون مفيداً لاعتبارات الأمن الداخلي للسعودية وجيرانها في الخليج باعتبارهم مدعومين من إيران، وانتصار حماس من شأنه أنْ يقوّي “الإخوان المسلمين” في مختلف البلدان العربية”.
ارسال التعليق