تحالفات مع أعداء قدامى.. خيارات الرياض وأبوظبي لمواجهة التحديات
بعد عقود من الحرب والاضطرابات السياسية في المنطقة، تركت نية واشنطن الانسحاب من الشرق الأوسط، كلاً من السعودية والإمارات في وضع حد لمراهناتهما.
فمن ناحية، يبحثون الآن عن طرق لإعادة فتح الحوارات مع الأعداء والمنافسين؛ ومن ناحية أخرى، يأملون في تعزيز الروابط مع بقية دول الخليج.
وبحسب تحليل لموقع استخباري، فلم تعد دول الخليج متأكدة من الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة الذي استمر لفترة طويلة، فقد دفعتهم الحاجة إلى إقامة تحالفات جديدة لإصلاح العلاقات مع تركيا أيضًا، على الرغم من الخلافات الكبيرة.
وقال الموقع الاستخباري إن المشاعر التي تُرسلها أبوظبي والرياض إلى طهران بهدف التخفيف من عدائها لم تثمر بعد في اليمن، فقد رفضت طهران كبح جماح وكلائها من الحوثيين، حيث كثفوا هجمات الطائرات بدون طيار على المملكة وأبوظبي.
وقال الموقع إن شراكة كلا الدولتين الخليجيتين هي شراكة غير مستقرة؛ ليس فقط بسبب المواجهات الماضية ولكن أيضًا بسبب المصالح المتباينة، حيث لا تمثل دول مجلس التعاون الخليجي جبهة موحدة.
وتسعى عمان جاهدة لتبدو محايدة تجاه إيران، مما يمكّن السلطنة من تجاوز السعودية للتوسط في التسويات مع دول الخليج، كما تتمتع قطر بعلاقة خاصة مع طهران، وهي متهمة بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، مما أدى إلى حصارٍ (رُفع مؤخرًا) من الإمارات والسعودية والبحرين.
ومع ذلك، خلال العقد الماضي، عملت المملكة والإمارات معًا على قضايا بارزة، مثل مساعدة عبد الفتاح السيسي على تولي الرئاسة في مصر والتعاون في مكافحة الحوثيين في اليمن، وجنبا إلى جنب مع مصر، يقفون الآن إلى جانب الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، ونجحوا في إقامة علاقات أوثق مع إدارة “ترامب”.
واليوم، تعمل السعودية وحليفتها الإماراتية على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وتعزيز عودتها إلى جامعة الدول العربية.
كما أجرت السعودية والإمارات مناورات عسكرية مشتركة في نوفمبر، وفي يناير شاركت جيوش الدول الخليجية الست في مزيد من التدريبات، وبثت قدراتها العسكرية إلى جانب مساعيها الدبلوماسية.
ويشير الموقع إلى تباحث رئيس الوزراء الصهيوني “نفتالي بينيت” في أبوظبي في 13 ديسمبر، قضية إيران والقضايا الأمنية مركز الصدارة، مع مناقشات حول الاستعداد الصهيوني لنشر أنظمة الإنذار المسبق للطائرات بدون طيار والصواريخ.
وكان قائد القوات الجوية الإماراتية قد جاء إلى الكيان في وقت سابق في نوفمبر لمراقبة التدريبات الدولية واسعة النطاق التي شملت ثماني دول، ولإجراء محادثات مع نظيره الإماراتي.
ارسال التعليق