خادم الحرمين الشريفين يرعى مهرجان الكلاب
أثار الإعلان عن المهرجان المستفز غضب النشطاء واستيائهم ووصفوه بأنه يستهين بمشاعر المسلمين في ظل استمرار المذابح بحق الفلسطينيين
رغم المذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة وأدمت قلوب العالم بمسلميه ومسيحييه، لا يزال رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار “تركي آل الشيخ” مُصرا على استفزاز مشاعر المسلمين والعرب، عبر الترويج لفاعليات ومهرجانات الهيئة بالتزامن مع القصف الوحشي لغزة والإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وهذه المرة خرج “تركي آل الشيخ” يروج لإقامة مهرجان عالمي للكلاب في العاصمة الرياض، بحضور 250 كلباً من أنحاء العالم، في ظل المشاهد والمآسي التي تدمع لها العيون جراء العدوان الإسرائيلي على غزة والذي ذهب ضحيته أكثر من 14 ألف شهيد و31 ألف مصاب حتى الآن.
ويشارك في المهرجان أكثر من 250 كلبًا من مختلف أنحاء العالم، في مسابقات كلاب السلق، والرشاقة، وكلاب العمل، ومسابقة الجمال للكلاب.
وسيشهد المهرجان منافسات قوية بين الكلاب المشاركة، والتي ستظهر مهارتها وقدراتها العالية في مختلف المجالات، حيث تتميز كلاب السلق بسرعتها وقدرتها على التحمل، بينما تتميز كلاب الرشاقة بقدرتها على أداء حركات صعبة ومتنوعة، وتتميز كلاب العمل بقدرتها على تنفيذ الأوامر بدقة، وتتميز كلاب الجمال بجمالها وتناسبها مع المعايير العالمية.
وقبل أيام كان “آل الشيخ” أيضا محل انتقادات واسعة بعد ظهوره يدعم منتجات شركة “ماكدونالدز” ويروج لها ضمن موسم الرياض.
وبحسب تغريدة لآل الشيخ على حسابه في موقع “إكس” فالمهرجان المزمع إقامته يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر المقبلين، هو أول مهرجان في العالم يجمع ٤ بطولات للكلاب في مكان واحد. “مسابقات كلاب السلق والرشاقة وكلاب العمل ومسابقة الجمال للكلاب”.
وأثار الإعلان عن المهرجان المستفز غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي واستيائهم من توقيت مثل هذا المهرجان، الذي يستهين بمشاعر المسلمين وفي ظل استمرار المذابح بحق الشعب الفلسطيني التي توجع ضمير العالم كله.
وعلق الصحفي المصري جمال سلطان: “الحقيقة أن السعودية لا تحتاج إلى خصوم أو أعداء من خارجها يتربصون بها لكي يشوهوا صورتها بين العرب والمسلمين، ويجلبوا لها العداء والاحتقار وكراهية الأمة جمعاء”.
وتابع: “يكفي أن يكون لديها مسؤولون مثل تركي آل الشيخ “وشلته” لكي يقوموا بهذا الدور على أكمل وجه، ويوردوها المهالك”.
فيما عقب د. يحيى غنيم: “بينما تدور أعظم معركة وجودية لأمة العرب والمسلمين في غزة يقوم تركي آل الشيخ بتنظيم المهرجان العالمي للكلاب بالرياض”.
وأضاف غنيم ساخرا من المسؤول السعودي: “ظني أن هذا الشرف لا يمكن أن يفوت المملكة السعودية العظمى وأن السيد تركي آل الشيخ هو من سيفوز في المسابقة”.
وقال “سمير العَركي”: “غدا سيكتب التاريخ ضمن ما سيكتبه، أنه بينما كانت غزة تغرق في بحور الدم والهدم والجوع والمرض، بفعل آلة القتل الصهيوأمريكية، كانت هناك دولة عربية مسلمة مشغولة بإقامة مهرجان للكلاب”.
وقال الدكتور “أحمد مطهر الشامي” : “في الوقت الذي يسطر اليمن قيادة وشعبا مواقف عظيمة واستثنائية مع أبناء غزة، وآخرها احتجاز سفينة إسرائيلية، وإقفال باب المندب على الكيان، فاجأت المملكة العالم الإسلامي بمهرجان الجمال والرشاقة للكلاب”.
وفي السياق ذاته علقت “تانيا”: “يبدو ان السعودية لم تكتفي بالنباح علينا، فأصبحت تقيم المهرجانات لحصر طاقاتها المفرطة.
وأضافت: “نحن بدورنا نبارك لليمن ترويضهم للسعودية وجعلها تحصر صراعاتها داخل مهرجان وحلبة وليس خارج حدودها”.
والثلاثاء، خرج محمد بن سلمان بتصريحات جديدة حول الأحداث في غزة خلال مشاركته في “قمة البريكس”، دعا فيه إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وفي ظل انتقادات لاذعة تتلقاها المملكة جراء سياستها القمعية ضد كل من يناصر القضية الفلسطينية، أطلق محمد بن سلمان تصريحات جديدة بدت أكثر حدة من السابقة بعد مرور أكثر من 47 يوماً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
تصريحات ابن سلمان تأتي بالتزامن مع استمرار مشروع التطبيع السعودي كما هو رغم الأحداث الحالية، وهو ما أكده مسؤولون سعوديون في تصريحات رسمية قبل أيام.
كما لم يوقف ولي العهد السعودي أو يؤجل على الأقل ما يسمى “موسم الرياض” الذي يتضمن فعاليات احتفالية ورقص وغناء، رغم حمام الدم الذي لم يتوقف حتى اليوم في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ارسال التعليق