صحيفة سويسرية: هؤلاء من يخشاهم ابن سلمان فكيف سيتخلّص منهم؟
نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريرًا تناولت فيه محاولات وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان لتغيير المنهج الوهابي في المملكة إلى منهج "معتدل"، حسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن هذا التغيير يعد بمنزلة تحدٍّ حقيقي للعائلة المالكة في السعودية، في مواجهة الدوائر الوهابية القوية في المملكة، التي لن تتخلى عن المذهب الوهابي دون مقاومة فعلية.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية تشهد وضعا متوترًا منذ أن أعلن ابن سلمان عن عودة الرياض مرة أخرى إلى المنهج الإسلامي "المعتدل"، مشيرة إلى أن الوهابية تعد أكثر المذاهب السنية تطرفًا، ولاسيّما أن الوهابيين في المملكة يتمتعون بنفوذ قوي.
وأضافت الصحيفة أن محمد بن سلمان أصبح مؤخرًا الحاكم الفعلي للبلاد وصاحب نفوذ غير محدود، وقد جعل مهمته الرئيسة قيادة البلاد إلى الحداثة.
وتابعت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخلى رجال الدين الوهابيون عن سطوتهم في البلاد دون مقاومة، مؤكدة أن هذه الأفكار راسخة في صلب المجتمع السعودي، منذ أن أسّسها محمد بن عبد الوهاب.
وبحسب الصحيفة، قام محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر بالتحالف مع آل سعود من أجل تسليط قيود على الملوك الذين يحكمون البلاد. ولم يستطع أي ملك التخلص منها منذ ذلك الوقت إلى الآن. وإبان تنصيب محمد بن سعود وليا للعهد، سعى البيت الحاكم لاعتماد سياسة حقيقية وفعلية والتخلص من قبضة الوهابيين، ولكن هذه المحاولات لم تكلّل بالنجاح.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية لن تكون قادرة على انتهاج مبدأ الانفتاح والتسامح بكلّ سهولة، في حين تظل الدعوة إلى إعادة النظر في النصوص الدينية الإسلامية قائمة.
وقالت الصحيفة "يجب أن يدرك الجميع أن اقتراح إنشاء سلطة جديدة تعتمد على أحاديث النبي محمد (ص) وأقواله وأفعاله وعاداته، أصبح أكثر إلحاحًا من ذي قبل، وتابعت "رجال الإفتاء يوظفون هذه الأحاديث من أجل دعم حججهم. في المقابل، يبدو أن السلطة الدينية الجديدة بقيادة ابن سلمان ستسعى إلى حذف النصوص المشكوك في صحتها، والنصوص التي تدعو للتطرف، بالإضافة إلى النصوص المتناقضة، بطريقة علمية. نتيجة لذلك، سنشهد جولة جديدة من الصراعات حول تفسير بعض النصوص الإسلامية".
وأكدت الصحيفة أن هذه السلطة الجديدة ستعمل على كبح جماح المتطرفين وتطبيق مبادئ الدين المعتدل. ومن المنتظر أن يترأس لجنة مراقبة الحديث عضو مجلس كبار العلماء محمد بن حسن آل شيخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوهابيين ما زالوا يقاومون إلى الآن، علمًا أنهم يدركون جيدًا أن البلاد تحتاج إلى المزيد من الحرية. في الأثناء، يتوقع الوهابيون فشل "رؤية 2030" التي تدعو للحداثة.
وتابعت: "منذ أشهر، ما فتئت وسائل الإعلام السعودية تقدم مفهوما جديدًا عن الهوية السعودية، لا يخلو من الوهابية في أصله، وفي الوقت نفسه يحمل مفاهيم علمانية على غرار القومية والتراث الثقافي"، وأردفت أن "التعامل مع المسلمين الشيعة في شرق البلاد، يقتضي تبنيه طريقة مختلفة، والنأي عن سياسة الاستقطاب والقمع. بالإضافة إلى ذلك، لا بد أن تسقط العديد من الأنظمة التي تعادي المرأة، حتى وإن كانت تلك الأنظمة تزعم أن قوانينها تعمل وفقا للشريعة الإسلامية".
ارسال التعليق