ابن سلمان لم يترك أبيه سلمان يستفرد بجزيرة إبستين الجنسية
بالتزامن مع نشر وثائق حساسة تخص فضيحة إبستين، استذكر نشطاء مقال للصحافي والمحامي الأمريكي “جيمس بي ستيورات” قبل سنوات حول لقائه بجيفري إبستين، الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، حيث كشف له أسرارا عن علاقاته بقادة العالم ومن ضمنهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زاره بقصره أكثر من مرة.
وإبستين أمريكي يهودي وفّر الجنس بكافة أشكاله السادية، ومن بينها ممارسة الجنس مع أطفال لقيادات عالمية وشخصيات نافذة وأثرياء ومن ثم ابتزازهم، ضمن عملية يمكن أن نطلق عليها: “كمش قادة العالم من خصاويهم”، وذلك في أبشع الجرائم الجنسية التي ارتُكبت بحق أطفال في العصر الحديث.
وفي المقال المشار إليه والذي كتبه عام 2019 عقب انتحار ابستين، قال ستيوارت وقتها إنه منذ عام تقريبًا في 16 أغسطس/آب 2018، قام بزيارة جيفري إبستيين في قصره الكهفي في مانهاتن وكان الانطباع الأهم الذي أخذه من محادثته التي استمرت حوالي 90 دقيقة هو أن إبستين كان يعرف عددًا مذهلاً من الأشخاص الأثرياء والمشاهير والأقوياء.
وأضاف أن إبستين كان لديه صور تثبت ذلك، وقال إنه أظهر له صورة لمحمد بن سلمان داخل قصره، وادعى أيضًا أنه يعرف الكثير عن هؤلاء الأشخاص، وبعضها قد يكون ضارًا أو محرجًا، بما في ذلك تفاصيل حول ميولهم الجنسية المفترضة وتعاطي المخدرات، وفق وصفه.
ويقول ستيورات إن أول ما تبادر إلى “ذهنه عند سماعه بانتحار إبستين هو أن العديد من الرجال البارزين وعدد قليل من النساء على الأقل يتنفسون الصعداء لأن كل ما يعرفه إبستيين، فقد أخذه معه”.
ويضيف الصحافي والمحامي الأمريكي عن لقائه بمرتكب الجرائم الجنسية قبل انتحاره: “خلال محادثتنا، لم يخف إبستاين ماضيه الفاضح – فقد أقر بأنه مذنب في التهم الموجهة إليه بالتحريض على الدعارة من فتيات قاصرات وكان مرتكبًا للجرائم الجنسية المسجلة – واعترف لي بأنه كان منبوذًا في المجتمع المهذب”.
وفي الوقت نفسه، بدا ابستين “غير نادم. وقال إن سمعته السيئة هي التي جعلت الكثير من الناس على استعداد للوثوق به. وأشار إلى أن كل شخص لديه أسرار، وأضاف أنها تبدو غير ضارة مقارنة بأسراره الخاصة. وادعى أن الناس يثقون به دون أن يشعروا بالحرج أو الإحراج”.
وقبل عام من انتحاره المشكوك به، تباهى ابستين بعلاقاته مع القادة السعوديين الأقوياء، بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ووصف جيمس ستيوارت، كيف أن المغتصب ابستين أظهر له صورة لابن سلمان معلقة على جدار إحدى غرف القصر.
وقال إبستين لـ ستيوارت: “قام ولي العهد بزيارتي مرات عدة، وكانوا يتحدثون كثيراً”.
ويحتوي دفتر عناوين إبستين على قوائم بـينها اسم “سعود، الأمير سلمان” ويُعتقد على نطاق واسع بأنه الملك سلمان بن عبد العزيز والسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة، الأمير بندر بن سلطان.
وكانت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية كشفت في يوليو 2019، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي عثر على جواز سفر نمساوي منتهٍ الصلاحية لإبستين – إلى جانب أكوام من المال النقدي وعشرات من قطع الماس – في مكان آمن في قصره في مانهاتن. وكان على جواز السفر صورة إبستين، واسم مزيف وعنوان في السعودية.
جيمس ستيوارت، قال أيضا إن إبستين أخبره أنه “تحدث إلى السعوديين حول إمكانية الاستثمار في “تيسلا”، الشركة المملوكة لإيلون ماسك. ولم يوضح من من السعوديين أو غير ذلك من التفاصيل، وفقاً لستيوارت.
واستثمر صندوق الثروة السيادية السعودي ملياري دولار في “تيسلا” عام 2018. ومع ذلك، نفت الشركة العمل مع إبستين.
وتحدث جيمس بي ستيوارت عن اتصاله بإبستين لأنه وزملائه سمع شائعة مفادها أنه كان يقدم المشورة للرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك.
ويضيف أنه عندما اتصل بإبستين، وافق بسهولة على إجراء مقابلة وكان التحذير هو أن المحادثة مشروطة وبشكل أوضح يمكنه استخدام المعلومات طالما أنه لم ينسبها إليه مباشرة، مضيفاً أن أن هذا الشرط سقط بوفاته.
وأصر إبستين على أن يقابله المحامي الأمريكي في منزله وهو أكبر منزل لأسرة واحدة في مانهاتن.
وتابع جيمس بي ستيوارت أن إبستين كان أكثر ارتياحًا عند مناقشة اهتمامه بالشابات. وقال إن تجريم ممارسة الجنس مع الفتيات المراهقات كان انحرافًا ثقافيًا، وكان مقبولًا تمامًا في بعض الأوقات من التاريخ.
وأشار إبستين إلى أن المثلية الجنسية كانت تعتبر منذ فترة طويلة جريمة ولا تزال عقوبتها الإعدام في بعض أنحاء العالم ثم انخرط في مناقشة أسماء بارزة أخرى في دوائر التكنولوجيا.
وعما قاله وسرده صاحب الفضائح والجرائم الجنسية الكبيرة يقول المحامي عن لقائه: “لا أستطيع أن أقول إن أي شيء قاله كان كذبة صريحة، فإن الكثير مما قاله كان غامضًا أو تخمينيًا ولا يمكن إثباته أو دحضه”.
وأكمل: “كان لديه على الأقل بعض العلاقات مع ماسك حيث تظهر صورة منتشرة على نطاق واسع ماسك مع جيسلين ماكسويل ، صديقة إبستين المقربة والرفيقة السابقة في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2014 الذي أقيم في مجلة فانيتي فير”.
ارسال التعليق