"لا خيل عندك تهديها ولا رجال ولا مال "، على هذا المنوال يحاول النظام السعودي الظهور بمظهر المغلوب على أمره، إلا من الدعاء والتنديد والدعوة لـ"تصفية القلوب". وكأن الحرب المستعرة اليوم هي معركة مفاجئة بأسبابها، وأن حركة المقاومة الفلسطينية حماس "نكشت عش الدبابير"، المسالم.

كل ما يمكن أن ينعكس إيجابا على وحدة الرأي العام العربي، كل ما يساعد في رصّ الصفوف وتزخيم الروح الشعبية حول قضية وحدويّة بعيدا عن الفتنة الطائفية ودهاليز السياسة، سيواجهه محمد بن سلمان. لن يسمح الشاب الذي يعلّق الآمال على وصوله إلى العرش من بوابة التطبيع أن تذهب أحلامه سداً أو أن تؤجل، أو أن يتم تأخيرها على لائحة الأولويات الأميركية.

هكذا، وببساطة شحذ النظام السعودي هِمم ذبابه الإلكتروني بالتوازي مع سلوكه مسارا سياسيا ودبلوماسيا متذللا وخانعا. فإلى جانب اتهامه حماس بالمنظمة الإرهابية، من منطلق نسبها إلى جماعة الإخوان المسلمين، يجري تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن وقوع أكثر من 18 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف مصاباً، منذ بدء العدوان.

هذا ولم يتوان مُطبلو القصر السعودي عن اقتصاص بعض التصريحات الفلسطينية والإشارة لها بوصفها إعلان رسمي للهزيمة، وفشل فلسطيني جديد على دماء أبناء غزة .

وفي هذا السياق اعتبر قينان الغامدي، رئيس تحرير الوطن الأسبق، " كل من مات في حرب حماس وإسرائيل فهو قتيل ، الشهيد هذا قرار الله تعالى ، وليس قرار قناة العربية ولا غيرها ، فهناك أحاديث تعرف الشهيد ، ونحن وقناة العربية وغيرها لا نعرف هل هذا القتيل أو ذاك ، تنطبق عليه الأحاديث أم لا !! الله يقرر من هو الشهيد ، ومن هو الذي يقاتل من أجل الدنيا !!! أو ليس له في العير أو النفير !!! يعني مخدوع !!!"

وعلّق كمال عبد القادر على ما أفتاه كاتب البلاط  بالقول " لم يذكر الله المقتول في معركة بأنه شهيد، (لا تحسبن الذين "قتلوا" في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربك يرزقون) قال الذين قتلوا ولم يقل الله تعالى الذين استشهدوا.. ووردت كلمة شهيد في القرآن في مواقع ليس لها علاقة بالقتل أو الموت في حرب مع المشركين أو الكفار."

رافع العمري "تفهمن" بالقول " بعد مقتل أكثر من 18 ألف شخص وتهجير قرابة مليوني شخص وتدمير غزة وبنيتها التحتية وسرقة أموال التبرعات والمواد الإغاثية، يخنع هذا المتطرف ويطلب إيقاف الحرب بعدما بدأها من فنادق تركيا! هؤلاء هم الوجه الآخر من الإجرام الصهيوني أخزاهم الله .. احثوا التراب في وجه من يؤيدهم ويدعمهم!"

حساب النايف، هو الآخر لعب دور الملقن بالقول " عندما قام حزباله بمهاجمة إسرائيل 2006 وتسبب بدمار لبنان وصفت السعودية ذلك مغامرة غير محسوبة عندها قام الجميع بالتخوين والصهينة للسعودية لم تمضي عده سنوات حتى أعترف جميعهم بالخطأ وأن السعوديين سبقوهم وهو مايتكرر الأن مع حماس لكن هناك عقول لاتفهم من الدروس ولايتعض من المواقف"

وفي خضم الحرب المشنة على حماس سعوديا، لا يتم تمرير أي تصريح لشخصية فلسطينية دون تلوينها. عبدالرحمن محمد السليم قال " امس حماس بأمر إيران تحارب اسرائيل .!! واليوم بعد شهرين بأمر ايران ايضا تلمح بالاعتراف بإسرائيل !!؟ والضحية ٢٢٠٠٠ شهيد وضعف العدد جريح والباقي مشردين وغزة مدمرة.. بينما القادة بالفنادق. هل يتعض العرب ويقتنعون ان لايمكن لمن يحتل خمس دول عربية ان يحرر السادسة."

وذلك تعليقا على الخبر الذي نشره أنور مالك " اسماعيل هنية يبدي استعداد حركته لأي فكرة ومبادرة لنهاية الحرب وبومرزوق يكمل الفيلم ويلمح استعداد حمااس للاعتراف باسراييل مثلما هو شأن فتح طبعا.. ويحدثونكم عن النصر المبين في غزة وتحقيق المقاومة لأهداف غير معلنة.. ترى لماذا أيها الحمساويون كل هذا الخراب والدماء؟ من المستفيد إن شرد الشعب وخربت البلد؟ ماهي مصالحكم الداخلية إن لم تكن مصالح جهات خارجية وفي مقدمتها ايران؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة أيها المخدوعون بالوهم في زمن الوهن"

أما كاتب البلاط إبراهيم السليمان " حماس قدمت للمشروع الصهيوني مبتغاه بتفريغ الاراضي من السكان ومساواتها بالأرض والذهاب لتهجيرهم لسيناء والأردن إلا أن الصمود العربي والمصري والأردني في وجه هذا المخطط الذي فضح تخادمهم مع الصهاينة أفشل كل مساعيهم فاحترق كرتهم وفقدت قيادات حماس الحماية الأمريكية .. طردهم قريب .."

وتابع في الترويج لسرديته بالقول " عندما تسألهم عن المكاسب والخسائر في غزة يفرون كالكلاب ويلجأون للقذف والتخوين رغم أن سيدهم في حماس هنية يطالب اليوم ويستجدي ويتوسل وقف الحرب بعد أن تسبب بمصائب على غزة وأهل غزة ولم يحقق إلا الفشل .. هكذا هي الكلاب الضالة تقتات على الشعارات ولو كلف ذلك إزهاق أرواح الأبرياء .."

وطبل وزمر لتصريحات وزير الخارجية السعودي يوسف بن فرحان قائلا " هنا الحلول الحقيقية هنا المواقف المشرفة هنا السعي لفك كربة المكلومين هنا البحث عن مصالح الفلسطينيين .. لا مزايدات ولا شعارات .."

كما شارك السليمان ما نشره حساب زهرانكو، وثقته العمياء بالدور السعودي في تغيير مسارات الحرب، وكأنها الحاكم بأمره " الضغوط السعودية بدأت تؤتي أكلها في تخلي المجتمع الدولي عن دعم إسرائيل وتأييد وقف إطلاق النار"

وتبجح بمواقفه المشينة بالقول " أشتم وخون واقذف وصهين إلى يوم الدين ستبقى حماس إرهابية وتخدم المشروع الصهيوني بالتوسع وتهجير الفلسطينيين .."

وتجاوز مواقفه المناوئة للمقاومة، متهما اياها بالسرقة حيث كتب " حماس الإرهابية تنهب المساعدات بقوة السلاح وتبيعها على أهل غزة ولم تكتف بالتسبب بتشريد المكلومين من أهل غزة الأبرياء وتركهم يواجهون الموت والعطش والجوع والبرد في العراء ..!! من مجد سليماني قاتل المسلمين لا تستغرب وضاعته ومتاجرته بالأبرياء"

رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الشرق الأوسط طارق الحميّد كتب " كلما خرجت لنا الصور الصادمة لهم في غزة، واقول صادمة لأنهم كانوا يبيعون انفسهم والناس الوهم، كلما زاد جنونهم وتردت أخلاقياتهم بالشتائم والتخوين. قلتم مغامرة مدروسة والان تريدون ان تقنعوا الناس ب"هزيمة مدروسة".

ناشر دار مدارك للنشر تولى مهمة قراءة وتحليل وجه اسماعيل هنية ليكتب مطوّلة عن كلمة الأخير قائلا " بوجهٍ شاحب يخرج اسماعيل هنية يناشد المجتمع بوقف الحرب الذي كان هو وجماعته والمؤدلجين يزعمون فيها الإنتصار العظيم لحماس بتدمير العدو الصهيوني . زعماء حماس مجرد أدوات شطرنج وبيادق تلعب بهم إيران وتوجههم كيف ومتى شاءت تبعًا لمصالحها ومكاسبها السياسية يشاركها في ذلك عاصمتين أوثلاث "

وتابع" غزة الآن وسكانها والشعب الفلسطيني هم وحدهم من يدفع الثمن . انتصار حماس والقائد الأراجوز هنية ثمنه كان عشرات الآلاف من القتلى وآلاف المفقودين ومايقرب من المليون ونصف لاجيء في المخيمات وتدمير غزّة تدميرًا كاملًا . الآن يخرج هنيّة وهو يذكرنا ب حسن نصرالله بعد مغامرته مع اسرائيل .. كلاهما يخرجان يناشدان بوقف الحرب والإنفتاح على المفاوضات بعد مقامرةٍ مجنونة ."

ودعى صغار العقل لمتابعة "مقاطع صوت الإنسان والتي تنقلها العربية لكي تشعروا بالجحيم الذي يعيشه أهلنا في غزة والمعاناة التي يتكبدونها الآن . القناة الوحيدة التي تألقت بنقل الأحداث كما هي دون تزييف للواقع ودون مبالغة وأدّت دورها المُناط بها فقط وهو نقل الأخبار كما هي وأن -يعرف المشاهد أكثر بشكلٍ حقيقي وواقعي دون تهويل أو تغرير بالجمهور هي قناتي العربية و الحدث. القنوات الأخرى تنقل أحلام وطموحات وكذب ودجل الطرفين وللأسف نجد قنوات رصينة كقناة ال BBC العربية التي لا يراها أحد تتخبّط في نقل الأخبار والحال ينطبق على قناة الجزيرة والتي ترى نصرًا مؤزّرًا لم يرهُ غيرها" .

ولم ينس التوجه بالشكر للراعي الإعلامي الرسمي للتطبيع السعودي و "القائمين على قناتي العربية و الحدث على العمل بحرفيّة ومهنيّة عالية رغم الهجوم عليهما من قبل المؤدلجين ومن أسموا نفسهم الممانعين والمقاومين . انظروا وتبصّروا بالواقع الذي حدث ولماذا وماهو الثمن الذي يدفعه الآن أهلنا في غزّة والقادم أسوأ . نسأل الله العليّ القدير أن يلطف بالشعب الفلسطيني وأن يكون عونًا للمساكين في غزة وأن ينهي هذا الطغيان الإسرائيلي عاجلًا غير آجل . الشّتاء مقبل والأمطار وتصوروا حال اللاجئين بأطفالهم وجرحاهم ومرضاهم . حتى المساعدات التي تتوالى على غزة لا يتم توزيعها بالشكل العادل . وفيها مافيها من المحسوبيّات "