السعودية تحاول احتواء نفوذ أبوظبي في اليمن
في الظاهر، قد تبدو العلاقة بين السعودية والإمارات متناغمة، ولكن في الحقيقة، يحتدم التنافس الخفي بين الطرفين على المستوى الإقليمي.
تكشف الساحة اليمنية أبرز معالم الاحتقان الذي قد ينفجر في أية لحظة، وبحسب تقرير صادر عن معهد كارنيغي في الثالث والعشرين من ديسمبر، فإن استضافة الرياض في أكتوبر 2024، محادثات لإحياء ما يسمى المجلس الوطني لحضرموت، هو محاولة لاحتواء نفوذ الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه، والسبب أن السعوديين لا يريدون أن يروا نفوذهم يتضاءل بسبب الإماراتيين.
التقرير أشار أيضًا إلى أن الإمارات وسّعت من نفوذها على طول ساحل بحر العرب، لتسيطر على موانئ الضبة والشحر، بالإضافة إلى مطار الريان شمال غربي المكلا، وهو ما يعتبره السعوديون جزءاً من مجال أمنهم القومي.
وإلى السودان، حيث تتفاقم الخلافات بين البلدين الخليجيين منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، ففي حين تدعم السعودية البرهان، تدعم الإمارات حميدتي لتعزيز مصالحهما، وهو ما جعل السودان ساحة للحرب بالوكالة بين البلدين.
وتعيش كل من السعودية والإمارات تنافسًا جيواقتصادي في مناطق النفوذ وهو ما يدفع كل منهما إلى تشكيل شبكة من العلاقات الخارجية لمحاصرة الآخر، الأمر الذي يرجّح احتدام الصراع في السنوات المقبلة.
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة المعتوه “عبد زربه منصور هادي” الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة نصف مليون يمني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير، وأن هذه الحرب قد كشفت الوجه القبيح للسعودية، وخرجت حقدها الدفين على الشعب اليمني، التي اختزلته على مدى العقود الماضية.
ارسال التعليق