السعودية لا تتحلى بالشفافية مطلقاً بقضية خاشقجي
اتهم مسؤول تركي، السعودية بعدم الشفافية والتعاون في قضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، في أكتوبر الماضي. ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن المسؤول (لم يسمّه) قوله: “لا نعرف أسماء المشتبه فيهم الـ15 الذين أدانتهم السلطات السعودية، ولا أين تحتجزهم.. إنهم لا يتحلّون بالشفافية على الإطلاق”.
وأضاف إن السلطات السعودية لا يزال يتعين عليها مشاركة تفاصيل التحقيق مع الحكومة التركية. وأورد الموقع، على لسان مسؤولين أتراك، لم يسمّهم أيضاً، قولهم إن السعودية لم تطلع المحققين الأتراك على القائمة الكاملة للأشخاص الذين احتجزتهم لصلتهم بالقضية، ولم تزوّدهم كذلك بأية تفاصيل عن الإفادات التي أدلوا بها.
وأشاروا إلى استمرار عدم سماح الرياض للمحققين الأتراك بإجراء تفتيش حقيقي لبئر يبلغ عمقه 25 متراً داخل منزل القنصل السعودي، يعتقد أنه يحتوي على بقايا جثة “خاشقجي” بعد تقطيعها داخل القنصلية.
وزادت أهمية هذا البئر، بعد مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام تركية، تصور فريق الاغتيال السعودي وهو ينقل حقائب كبيرة الحجم من سيارة تابعة للقنصلية إلى داخل منزل القنصل، يعتقد أنّها كانت تحوي جثمان “خاشقجي” المقطع.
وتأتي تصريحات المسؤولين الأتراك لـ”ميدل إيست آي”، بالتوازي مع تصريح لمسؤول بارز بالخارجية الأمريكية أكّد فيه أن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، الذي سيزور الرياض هذا الأسبوع، سيُواصل الضغط لكي يطلعه المسؤولون السعوديون على مستجدات التحقيق بقضية قتل “خاشقجي”، ولكي يظهروا مصداقية حول الإجراءات القضائية التي بدأت قبل أيام. واعتبر المسؤول البارز أن “الروايات التي كان مصدرها الجانب السعودي خلال الإجراءات القضائية لم تصل بعد إلى مستوى المصداقية والمسؤولية المطلوبة”.
وكان مسؤول أمريكي قد قال إن واشنطن لا تصدق رواية الرياض الرسمية حول مقتل خاشقجي، ولا تعتدّ بمصداقية محاكمة المسؤولين عن مقتله. جاء ذلك في كلمة لمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، لإطلاع الصحفيين على جولة وزير الخارجية مايك بومبيو في المنطقة المقرّرة الأسبوع الجاري، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، الجمعة،
دون الكشف عن هُوية المسؤول. وقال المسؤول: “يجب أن يقدم السعوديون رواية قابلة للتصديق لما حدث في القنصلية (السعودية في إسطنبول) وما بعده”.
وأضاف: “لا أعتقد من وجهة نظرنا أن الرواية الصادرة عن الجانب السعودي أو العملية القانونية الجارية بشأن هذه القضية، قد اقتربت من حد المصداقية والمساءلة”. وأردف: “نواصل العمل مع السعوديين، مؤكداً أنه من مصلحتهم متابعة هذا الأمر بقدر ما يستطيعون، من أجل الخروج من تبعات الحادث الذي تسبّب بهذه الضجة”.
ارسال التعليق