السلطات السعودية تخطط لعملية تهجير واسعة لأهالي العوامية
في اليوم الـ80 من عمر الاجتياح السعودي لبلدة العوامية بحجة هدم “حي المسوّرة” التاريخي، كشف النظام حقيقةَ هدفَه المُبيَّت، فقد بدأت السلطات عملية تهجير واسعة للأهالي.
الارتكابات العدوانية التي لجأ إليها النظام السعودي لمعاقبة أهالي البلدة المُحاصرين، بدءاً من القتل ووقف الخدمات الحياتية بإغلاق المستوصف ومركز الدفاع المدني، وما رافق ذلك من قطعٍ للكهرباء والماء عن أحياء البلدة، وليس انتهاءً بإحراق المنازل والسيارات وسرقة الممتلكات، كلها ارتكابات صبت في خانة إجبار الأهالي على هجر منازلهم ومغادرة البلدة.
رافقت إجراءات النظام دعوات مشبوهة توهم الأهالي بأن إخلاء البلدة بات أمراً متاحاً وميسراً، وفيما وضع أصحاب هذه الدعوات أمام الأهالي ما يشبه كتيب الإرشادات ينبغي اتباعه أثناء الخروج، شددوا عليهم بوجوب رفع رايات الانكسار البيضاء حتى يأمنوا رصاص قوات النظام.. وسرعان ما اتضحت الصورة.
وجدت دعوات التهجير من يلبيها على اثر ما يعانيه من ظروف معيشية صعبة في البلدة، وفيما قرر البعض الخروج، كانت لهم إجراءات السلطات المُهينة بالمرصاد.
عملية التطهير غير المسبوقة بحق أهالي العوامية، والتي أعلنت مخططها السلطات بالتواطؤ مع البعض من أبناء البلدة المقربين، كانت ناقصة، ولإن ادعى المتواطئون بأن السلطات فتحت منافذ الخروج من البلدة امام السكان، إلا أنهم أغفلوا حقيقة أن السلطات لم تجهِّز أيٍ من أماكن الإيواء لأهالي البلدة البالغ عدَدَهم قرابة 40 ألفاً، وبالتالي، فإن من يقرر منهم المغادرة سيكون بلا مأوى.
ناشطون محليون في البلدة رصدوا تكدس مئات السيارات التي تم تفويجها من قبل متطوعين يعملون مع الجمعية الخيرية ولجان أهلية محلية وبإشراف من قبل ضباط كبار في السلطات الأمنية التي نشرت فرق متخصصة لتفتيش وتدقيق هويات المغادرين وممتلكاتهم قبل ان يتم السماح لهم بالمغادرة لأي جهة يختارونها خارج البلدة، وذلك بعد ساعات قليلة من تجدد القصف المدفعي الكثيف وإطلاق عشوائي للرصاص من قبل المدرعات التي تجوب مختلف شوارع البلدة على مدار الـ24 ساعة.
فيما بثّ مواطنون آخرون تذمرهم وغضبهم من الرسائل النصية والصوتية التي بُثت عبر برامج التواصل الاجتماعي بإعلان زوال حالة الخطر وإمكانية المغادرة الآمنة بإشراف السلطات بدء من الساعة الـ 12 بعد الظهر وحتى الساعة الـ 4 عصراً, مؤكدين تعرضهم لنيران القناصة المتواجدين فوق أسطح بعض المباني والشوارع المجاورة لمنازلهم حيث استهدفتهم بنيران أسلحتها فور محاولتهم الخروج من منازلهم.
ارسال التعليق