السلطات السعودية تفشل بغسل سمعتها في الدوري الهندي
تستمر محاولات "السعودية" الاستحواذ على أهم الرياضات العالمية، فبعد ما أنفقته على لعبة كرة القدم الأكثر شعبية، توجه اليوم أنظارها للاستحواذ على لعبةَ “الكريكيت" - ثاني الرياضات الشعبية بعد كُرة القدَم، بعد مُحاولاتٍ أُخرى للاستحواذ على ألعاب التنس والغولف والملاكمة.
استضافت "السعودية" خلال الأسبوع الماضي مزادَ الدوري الهنديِّ الممتاز، وكما جرت العادة استغلت الحدث للترويج للأماكن التي أسستها لدعم قدرات السياحة الاستقطابية الخاصة بها، من منتزهات وغيره. وهو ما أشارت إليه صحيفة The Indian Express على أنه غسيل رياضي يُمارسُه النظام لتشتيت الانتباه عن سجلّه الرديء في مجال حقوق الإنسان، مُنتقِدةً محاولات الاستحواذ على أشهر اللّاعبين في كُل رياضة.
خاصة بعد فشل الدوري السعودي لكُرة القدَم في ضمّ خمسة نجوم: باولو ديبالا فضّل الاستمرار مع روما بدلًا مِن قدومه إلى القادسية السعودي، فيما تراجعَ النيجيري فيكتور أوسيمين عن الانتقال إلى الأهلي وانتهى به المطاف في غالاتا سراي التركي. ورغم صفقةٍ بخمسين مليون يورو، رفضَ نجم بورتو البرتغالي غالينو الانضمامَ إلى الاتحاد.
المخاوف من استحواذ "السعودية" سيئة السمعة على رياضة "الكريكيت"عن طريق استضافتها الدوري لا ينفصل عن محاولاتها الواحدة تلو الأخرى، وبفترة قياسية، للاستحواذ على سواها من الرياضات.
المبالغ الضخمة التي أنفتقها على لاعبي كرة القدم تكاد تكون الأبرز، فقد بات كريستيانو رونالدو يوصَف بـ"وجه المال السعودي الضخم"، وإنفاق البلاد على الرياضة دفع ريتشارد أرنولد المدير الإداري لمانشستر يونايتد آنذاك للقول بفخر: "شراكتنا مع شركة الاتصالات السعودية هي الأطول عمراً بين جميع شركائنا التجاريين".
وشهد شهر مايو/أيار 2021 رعاية "السعودية" لأول مرة لدراسة بحثية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول تنظيم نهائيات كأس العالم كل عامين، قبل أن تجلب حينها ليونيل ميسي سفيراً للسعودية، للترويج للسياحة في البلاد - وهو المنصب الذي أكسبه ما يصل إلى 25 مليون دولار، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز .
في رياضة التنس، استضافت الرياض نهائيات رابطة محترفات التنس مؤخرًا، وأنفقت بسخاء على غرف تبديل الملابس الفردية، وصالون تجميل، ومكتب للصحة العقلية في المكان!
وقد كان رئيس اتحاد لاعبي التنس المحترفين، أندريا جودينزي، يبذل قصارى جهده لشرح الأمر في يونيو/حزيران بعد محادثات مع صندوق الاستثمارات العامة، بعد وقت قصير من اندماج الجولف، بأن التنس لن يكون استحواذاً كاملاً، بل "استثماراً في وسائل الإعلام والبيانات والتكنولوجيا وفي الجانب التجاري".
ومع ذلك، تم الكشف عن ضعف موقف القيّمين على هذه الرياضات الذي استغلته "السعودية"، حين غرّد لاعب التنس الأسترالي نيك كيريوس: "أخيراً. لقد قدّروا القيمة. سوف نحصل على ما نستحقه".
وفي استهزاء صحيفة The Indian Express من استضافة "السعودية" للدوري الهندي الممتاز، قالت: "بالنسبة لبلد استضاف بحماس قمة الأمم المتحدة الطبية حول مقاومة الميكروبات منذ فترة، وتحمل نفس البذخ في إدارة الحدث لإعادة خلق السيرك الروسي في جدة هذا الأسبوع، فإن مزاد الدوري الهندي الممتاز هو مجرد يوم آخر في الطموح المستمر للسعودية الغنية بشكل مثير للسخرية"، وختمت بالقول "لا تتفاجأ إذا اشترت المملكة العربية السعودية ذات يوم لعبة الكريكيت التجريبية وأقنعت العالم بأنها مفيدة للعبة".
من جانبها، أثارت صحيفة "نيويورك تايمز" مسألة التبييض الرياضي من خلال استحواذ "السعودية" على الألعاب الرياضية بهدف غسيل السمعة وسط انتقادات حقوق الإنسان.
في التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية في الثاني والعشرين من نوفمبر ورد أنه في الأعوام السابقة استثمرت "السعودية" في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل مختلف عن اليوم الذي اتخذ فيه الاستثمار طابع الاستحواذ وتأثير المال السياسي على غرار السيطرة على نادي نيوكاسل.
وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية" كانت تتطلع بالفعل إلى الفوز بكأس العالم 2034، لكنها دولة تعاني من سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان. ولفتت ايضاً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة تحول إلى اداة بيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتلبية طموحاته الشخصية.
الجدير بالذكر أن منظمات حقوقية، وأبرزها العفو الدولية عارضت استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نيوكاسل، وحثت الدوري الإنجليزي الممتاز على إعادة النظر في تلك التأكيدات التي قدمت العام الماضي على خلفية انتهاكات حقوق الانسان.
ارسال التعليق