الشعب السعودي يعادي “إسرائيل” بشدة وابن سلمان يعمل لتغيير نظرته
قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إن تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” سيستغرق سنوات عديدة، لأن الناس (مواطني ومقيمي المملكة) مليئين بالكراهية هناك.
واستدرك الصحيفة بتقرير تخلله شهادات عن الإسرائيلي بروس غوفارين الذي دخل أرض الحرمين مؤخرا، بأن ولي العهد محمد بن سلمان يعمل على تغيير هذا بالمملكة.
وأشارت إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في السعودية لا تعمل باسم وهوية إسرائيلية، لأنها تمر عبر شركات أخرى مسجلة في مكان آخر.
وذكرت الصحيفة أن إحدى الشركات الإسرائيلية في السعودية تعمل في مجال زراعة الحمضيات، وشركة تقنية أخرى تتعامل بمجال تنقية المياه.
فيما قالت مؤخرًا إن “إسرائيل” لا تزال من المحرمات في مدينة جدة السعودية الساحلية، رغم تصاعد مؤشرات التطبيع بين الجانبين.
ونقلت عن مراسلها الذي يزور العاصمة السعودية الرياض يعقوب مجيد إنه و “في جدة لا تزال إسرائيل من المحرمات”.
وأشار إلى أن الطريق إلى التطبيع مع السعودية غير ممهد، إذ “لايزال المجتمع يحمل أفكاراً معادية نحو “إسرائيل”.
فيما قال معهد واشنطن الأمريكي لسياسة الشرق الأدنى إن استطلاعاً حديث للرأي يبيّن تزايد عدد الخليجيين الذين يرفضون التطبيع مع “إسرائيل”.
وذكر المعهد في أحدث استطلاع رأي له أن هذه النتائج تسببت بخيبة أمل غير متوقعة لدى الباحثين في المركز.
وبين أن أكثر من 80% من السعوديين لا يوافقون على السماح بإنشاء علاقات تجارية أو رياضية مع “إسرائيل”.
وأشار إلى أن أكثر من ثلثَي المواطنين في البحرين والسعودية والإمارات ينظرون إلى “اتفاقيات إبراهيم” بشكل سلبي.
كما كشف أحدث استطلاع بريطاني للشارع في السعودية عن رفضه الشديد للتطبيع مع إسرائيل، تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
فقد أجرت صحيفة “فايننشال تايمز” لقاءات واستطلاعات رأي مع مواطنين سعوديين أبدوا رفضها التام لإبرام أي تطبيع مع “إسرائيل”.
وأكدت أن الحديث عن تطبيع العلاقة مع “تل أبيب” يثير شكوك المجتمع السعودي، إن لم يكن العداء الصريح.
وقالت الصحيفة: “بشارع مزدحم بالمطاعم في الرياض، سألنا مواطنا سعوديًا عن رأيه بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وجاء رده: “أنا أعارض أي شيء له علاقة بإسرائيل، حتى لو كان هناك فوائد من التطبيع، يمكننا العثور عليها بمكان آخر، إنها مسألة مبدأ”.
فيما قال موقع “انترسبت” الأمريكي إن فكرة التطبيع لا تحظى بشعبية كبيرة داخل المملكة العربية السعودية، إذ أن الشعب السعودي غير مقتنع بموقف حكومته من إقامة علاقات مع “إسرائيل”.
وذكر الموقع في تقرير أن ذلك حتى مع تبريرات المسؤولين بشأن شرط حصول الفلسطينيين على حقوقهم، مؤكدين أنها بين الحكام المستبدين فقط، وليس مع الشعوب العربية.
ونقل عن مسؤول في المخابرات الأمريكية قوله إن “التقييم الدائم لموقف الشعب السعودي يشير إلى أنه لا يؤيد التطبيع مع إسرائيل، لكن ليس لديه صوت”.
تطبيع الشعب السعودي:
وأشار إلى أنه “في منطقة يسيطر عليها المستبدون غير المنتخبين، غالباً ما يتم تجاهل إرادة الشعوب”.
فيما قال المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) إن ابن سلمان منخرط في جهد ثابت على مدى عدة سنوات لتغيير الرأي العام السعودي تجاه إسرائيل.
وأوضح المعهد في تقرير إن جهده عملية تدريجية بتصريحاته العامة، ووسائل الإعلام، وتغيير الكتب المدرسية، ومشاريع التواصل بين الأديان”.
وأكد أن حسابات ابن سلمان تأثرت فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، مع وجود معارضة سعودية صريحة، ومخاطر سياسية داخلية.
وبين المعهد أن العائلة المالكة تسعى لمنعه من صعود العرش، بمجرد انتهاء عهد الملك سلمان، كل ذلك جعله يعيد النظر قبل إعلان عن التطبيع.
وذكر أن ابن سلمان يدرس أكواماً من البيانات واستطلاعات الرأي ويراقب وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة موقف الشعب السعودي تجاه سياساته.
وأشار المعهد إلى أن ذلك “بعد الحفلات الموسيقية ذات الطابع الغربي والسماح بالاختلاط بين الشباب بدون قيود دينية واجتماعية”.
وبين أن ابن سلمان هو صانع القرار فيما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، ويُعرف بازدرائه للقيادة الفلسطينية بشكل خاص.
وأوضح المعهد أنه “يثير استياء الفلسطينيين بنفي حقهم التاريخي من خلال اعترافه بإسرائيل”.
ارسال التعليق