الطالب محمد الشلوي: أنا مشروع معتقل
اختفى طالب الابتعاث محمد مطر الشلوي، في ظروف غامضة بعد عودته إلى "السعودية" لزيارة عائلته خلال أبريل/نيسان 2023.
الشلوي طالب في جامعة “جيمس كوك بتاونزفيل” الأسترالية منذ العام 2019، وحصل مؤخرا على درجة علمية في الجيولوجيا.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن أصدقاء الشلوي، يخشون أن يكون تم اعتقاله أو ربما قتله من قبل السلطات السعودية بسبب تعبيره عن آرائه حول حكومة بلاده.
وذكرت الصحيفة أن ما يزيد المخاوف أن الشلوي سجل مقطع فيديو حذر فيه من احتمال ملاقاته هذا المصير.
وفي المقطع المسجل قبل مغادرته أستراليا، ونشر مؤخرا بعد اختفائه، ظهر الشلوي منزعجا ومرعوبا من المصير الذي ربما ينتظره بمجرد عودته إلى وطنه،
وقال الشلوي "إذا شاهدت هذا التسجيل، فقد اعتقلتني السلطات السعودية منذ شهرين أو ثلاثة بتهم تتعلق بحرية التعبير".
وأضاف "أريد أن يتذكرني الجميع بصفتي الرجل البسيط الذي عمل كثيرًا لتحقيق حلمه."
وبعد استعراض لكافة الأشياء التي يحبها، أوضح الشلوي أن الشيء الذي كان يحبه أكثر من أي شيء آخر هو "الحرية".
وأضاف: "أرجوكم تذكروني وصلوا لأجلي".
وفي تصريحات لموقع نيوز 7 قال إيفان بلاير، مضيف الشلوي إنه لم يسمع أي شيء عن المبتعث السعودي منذ عودته لوطنه.
وأضاف بلاير: " الخوف الأكبر، أن يكون (الشلوي) قد قتل على يد الحكومة السعودية"، معقبا "ستكون هذه نتيجة مروعة لأن هذا رجل لطيف ومسالم."
ووفق الموقع فقد أعرب الشلوي عن مخاوفه لبلاير بشأن اعتقاله في السعودية في مارس/آذار.
وتوصل الشلوي وبلاير إلى طريقة يمكن من خلالها التأكد الأول بأمان بعد عودته وهي ارسال رسائل إلى الثاني عبر انستغرام في تواريخ محددة في أبريل/ نيسان.
لكن لم يقم الشلوي بإرسال الصور كما اتفق مع بلاير.
وفي وقت سابق، قالت مبادرة الحرية ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) ومنظمة القسط لحقوق الإنسان أن السلطات السعودية اعتقلت خمسة أفراد من عائلة المواطن الأمريكي راكان نادر الدوسري، البالغ من العمر 15 عامًا، وتحاكمهم في محكمة الإرهاب في "السعودية". وردت أمر المحاكمة لكونه انتقاما من الدعوى التجارية التي رفعها الدوسري ضد النظام السعودي.
وقالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): منذ ما يقرب من خمس سنوات من جريمة قتل جمال خاشقجي من قبل السعودية، تواصل حكومتها مهاجمة المواطنين الأمريكيين. وتهاجمهم هذه المرة من خلال مقاضاة أفراد عائلة في السعودية انتقامًا من دعوى تجارية مرفوعة ضد الحكومة السعودية في ولاية بنسلفانيا. أقل ما يمكن أن تفعله إدارة بايدن هو حماية المواطنين الأمريكيين وأفراد أسرهم من مثل هذه الأعمال الجسيمة التي تمثل قمعا خارج الحدود الإقليمية.
وفقًا لعائلة الدوسري، اعتقلت قوات الأمن السعودية لأول مرة أربعة من أفراد عائلة الدوسري الخمسة في 11 مايو/أيار 2023، بمن فيهم اثنين من أعمام راكان الدوسري، الدكتور سلمان تركي الدوسري وسلطان تركي الدوسري، وعمة واحدة وزوجة جده منيرة محمد القحطاني، وهي مواطنة كويتية في سجن الملز بالرياض. وفي وقت سابق، في 9 أبريل/نيسان، اعتقلت قوات الأمن أحد أعمام راكان الدوسري، نايف تركي الدوسري. وبحسب أقاربهم، فإنهم محتجزون في ظروف سيئة، بعضهم في زنازين باردة بدون بطانيات أو أسرّة مناسبة.
في 12 يوليو/تموز 2023، علمت عائلة الدوسري أن النيابة السعودية أحالت قضية أفراد الأسرة الخمسة المحتجزين إلى المحكمة الجزائية المتخصصة في البلاد، على حد قول العائلة للمنظمات الثلاث.
في السنوات الأخيرة، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة عقوبات قاسية بشكل غير عادي على المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين وسط حملة قمع متجددة ضد المعارضة. وبحسب عائلة الدوسري، منعت النظام السعودي محامي الأسرة من مقابلة المعتقلين، فيما رفض النائب العام الاستجابة لطلبات المحامين بالحصول على معلومات أو إعطائهم نسخًا من أي مستندات متعلقة بالقضية. ولا تعرف الأسرة والمحامون بعد التهم الموجهة إلى الخمسة.
وأكد نادر الدوسري، والد راكان، للمنظمات أن المحققين أوضحوا لأفراد الأسرة المحتجزين أنهم لن يفرجوا عنهم إلا إذا عاد هو وراكان إلى "السعودية"، حيث سيواجهان الاعتقال والمحاكمة انتقامًا من الدعوى القضائية، رغم عدم علمهما بأي تهم موجهة إليهما. غادر نادر وراكان "السعودية" في يونيو/حزيران 2021.
وذكرت المنظمات الحقوقية أن "عائلة الدوسري لديها نزاع تجاري طويل الأمد مع السلطات السعودية. رفعت العائلة دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف وآخرين في المحكمة المحلية الفيدرالية للمنطقة الشرقية من ولاية بنسلفانيا في 29 يونيو/حزيران 2020". وتزعم الدعوى خرقًا للعقد من قبل محمد بن نايف وطرفين آخرين لاتفاق بين أربعة شركاء في عام 1994. عدّلت الأسرة دعواها القضائية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، لإضافة متهمين آخرين من الحكومة السعودية، منهم محمد بن سلمان الذي تم تعيينه وليًا للعهد، على اعتبار أن الحكومة السعودية صادرت أصول محمد بن نايف ووضعته تحت الإقامة الجبرية. ويُعتقد أن هذا هو الوقت الذي بدأت فيه مشاكل السيد الدوسري وعائلته. وأكدت محكمة استئناف فيدرالية رفض المحكمة الجزئية للدعوى لعدم اختصاصها، لكن عقاب عائلة الدوسري ما زال مستمر.
ارسال التعليق