المواطن والقرض العقاري قصة واقعية نعطيك وناخذ 150%
يروي الكاتب الصحفي طلال القشقري قصة مُواطِنة ذات دخل محدود، حصلت على قرض قيمته 500 ألف ريال من أحد البنوك لتمويل شراء شُقّة سكنية، ستقوم بسداده مليون و200 ألف ريال، على 20 عامًا، بواقع 5 آلاف ريال شهريًا، مؤكدًا أن هذه الشروط ترهق حياة المواطن، ومطالبًا بتدخّل الجهات المعنية بالإسكان بين البنوك والمواطنين، لوضع شروط ميسرة، تخفف نسب الأرباح، مقابل خفض مُدد السداد.
قرض عقاري
وفي مقاله "تهويل.. لا تمويل عقاري!!" بصحيفة "المدينة"، يروي القشقري، قائلاً: "تخبرني مُواطِنة ذات دخل محدود أنّها حصلت على تمويل عقاري من أحد البنوك لشراء شُقّة سكنية قيمتها نصف مليون ريال، ويقضي عقد التمويل أن تُسدّد هي للبنك مبلغ 5 آلاف ريال شهرياً لمُدّة 20 سنة، ممّا يعني أنّ البنك أقرضها نصف مليون ريال، وهي بدورها ستردّها له بالتقسيط لكن مليوناً و200 ألف ريال، وهكذا ستبلغ أرباح البنك منها وحدها 700 ألف ريال!".
أثره سلبي على المواطن
ويعلق القشقري قائلاً: "هو صحيح أنّ التقسيط سيستغرق مُدّة طويلة، لكن له أثر سلبي للغاية على المُواطِنة ومن في مثل حالها من الموُاطنين ذوي الدخل المحدود الذين يحصلون على تمويل عقاري، وعددهم بمئات الآلاف، فمن ذا الذي يستطيع امتلاك عقار سكني دون الاقتراض؟! والأثر على سبيل المثال لا الحصر يكمن في أنّ راتب المُواطِن المقترض لا يكفيه الحاجة بعد الاقتراض، لأنّ نسبة كبيرة منه ستُخصم من قبل البنك، وتُجْهِز فواتير الخدمات وتكاليف المعيشة المرتفعة على ما يتبقّى من الراتب، وإن كان المُواطِن لم يعد فقيراً بسبب توفّر مسكن مملوك له لكنّه يُصبح فقيراً في مواجهة الحياة، وتخيّلوا أنّ ذلك يستمرّ لخُمْس قرن، أو أكثر لأنّ هناك حالات قروض تستمرّ لرُبْع قرن، الأمر الذي يجعل من المواطن وراتبه ومظاهر حياته أَسْرَى شبه تأبيدي في سجن البنك الفاخر ذي الـ 5 نجوم!".
تدخل "الإسكان" لتيسير الشروط
ويطالب القشقري بوضع شروط وأنظمة سداد ميسرة، ويقول: "أنا بالطبع، وفي ظلّ استمرارية أزمة الإسكان لا أطالب بإلغاء التمويل العقاري من البنوك، إذ هو رافد مهم لحلّ الأزمة، لكنّي أؤمن بضرورة تدخّل الجهات المعنية بالإسكان بينها وبين المواطنين، لتخفيف نسب أرباحها إلى نسب معقولة كي يتمكّن المُواطِن من تسديد قرضه وخلال مُدّة أقلّ، يعني 10 أعوام مثلاً كحدّ أقصى، والبنوك تربح حالياً وفي المجموع نسباً أكثر من 150 % على حساب المواطن المحتاج، وليست لها مشاركات وطنية ملموسة لخدمة التنمية، ومشاركتها المطلوبة تكون بتخفيض أرباحها بما لا يضرّ بها ولا يُخرجها من المنافسة مع البنوك الأخرى، وربحها مضمون لكن ليته يكون معقولاً، وصيغ التمويل الحالي ليست تمويلاً بل تهويلاً على المواطن، وإفلاسه لعقدين من الزمان وأكثر".
المسكن حلم المواطن
وينهي القشقري قائلاً: "المواطن يحلم بمسكن العمر، وفي سبيله يقترض ولو بتعسير يعرف أنّه سيواجهه مع التسديد، فهل من مُيسِّرٍ له؟ هل من مُيسِّرٍ له؟ يسّر الله أمر الجميع ورزقهم المساكن المملوكة التي يرفلون فيها بصحّة وعافية وأمن وسعادة وإيمان".
ارسال التعليق