تصاعد عنصرية السعودية ضد الفلسطينيين
كشف تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية القادم من السعودية ضد الفلسطينيين، عن استمرار نهج الرياض في هدم ثوابت الأمة الخليجية والعربية والإسلامية بدءاً من تمزيق شعوبنا الخليجية بأزمة حصار قطر ونهاية بالانقضاض على قضية العرب الأولى متمثلة في القضية الفلسطينية.
وترصد الراية محاولات الإعلام السعودي التودد إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم على أهلنا في فلسطين وتخوينهم والتقليل من نضالهم ضد الكيان المحتل في دعوات صريحة وضمنية للتطبيع بالعديد من الأعمال الدرامية وحملات عبثية زرقاء على موقع تويتر تقودها ميليشيات الذباب الإلكتروني.
وفيما يمثل شهر رمضان المبارك مناسبة مميزة للتقرب إلى الله بالإكثار من العبادات، حرصت الرياض على التقرب إلى تل أبيب بالمزيد من البذاءات ضد الفلسطينيين في دراما رمضانية بنكهة التطبيع يتجسد في إرسال قناة «إم بي سي» السعودية رسائل التطبيع مع إسرائيل عبر إنتاجاتها المختلفة.
ويواصل الإعلام السعودي بضوء أخضر الخوض في عرض قضية العرب الأولى وتقديم سموم التطبيع في عسل الانفتاح والتعايش والتقدمية والسلام دون مقابل. واللافت أنه أصبح راسخاً في بعض الذهنيات السعودية أن فلسطين لا تستحق النضال مثلما عبر عنه هاشتاج فلسطين ليست قضيتي ومثلما يردد بعض السعوديين مزاعم واهية بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم في تناس متعمد للآلاف من ضحايا الشعب الفلسطيني الشقيق ممن فقدوا حياتهم دفاعاً عن أرضهم فيما يواصل أبناؤهم وأحفادهم النضال في معركة الصمود داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية. ويبدو أن بعض السعوديين يحاولون الهروب إلى الأمام لتبرير رغبتهم في التماهي مع إرادة الرياض نحو تطبيع كامل مع الكيان المحتل بالتقليل من شأن القضية الفلسطينية التي ستبقى قضية العرب الأولى مهما طال الزمن ومهما تكررت سيناريوهات الغدر والخسة.
وستبقى مواقف الرياض وصمة عار في جبين دعاة التطبيع المجاني دون حفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وإن كان المبرر هو التعايش والسلام والانفتاح فلماذا الهجوم على الأشقاء الفلسطينيين والمحاولات العبثية لتشويه نضالهم وحقهم الأصيل في إقامة دولتهم المستقلة التي أقرتها الشرعية الدولية.
وأثارت العنصرية السعودية حفيظة الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن مؤسسات حقوقية وإنسانية منها مؤسسة “سكاي لاين” الدولية التي أعربت عن بالغ قلقها إزاء تنامي مظاهر التمييز وتداعيات خطاب الكراهية في السعودية ضد الفلسطينيين.
وقالت المؤسسة الدولية التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها، إنها تنظر بخطورة لانخراط وسائل إعلام سعودية في التحريض على الفلسطينيين وجنسيات عربية أخرى والإساءة لهم تزامناً مع استمرار الجدل حول اتهامات التطبيع التي وجهت لمسلسلات تنتجها قنوات سعودية.
وأضافت أنها “تابعت حملات تشويه وتحريض واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً تويتر ينطوي بعضها على عنصرية وتحقير بما يخالف المعايير الدولية لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”.
ومن الأمثلة على ذلك نشر صحيفة (عكاظ) المحلية مقالاً للكاتب فيها محمد الساعد تحت عنوان (الفلسطينيون: بحر من الكراهية لا ينقضي)، وإطلاق حملات تغريد على تويتر تحت وسم فلسطين ليست قضيتي تتضمن تعليقات تحرض على الفلسطينيين وتدعو لطردهم من المملكة ووقف دعمهم.
وحذرت “سكاي لاين” من انعكاس الخطاب الإعلامي والتحريض الحاصل على واقع الفلسطينيين ممن يقيمون في المملكة، مشيرة إلى أنها تلقت عشرات الإفادات لأشخاص يشتكون من تعرضهم للتحقير وسوء المعاملة.كما حذرت المؤسسة من خطورة استمرار خطاب الكراهية على الأوضاع الحقوقية المتردية أصلاً في السعودية.
ارسال التعليق