قبل أيام من سريان الهدنة المرتقبة وموعد «جنيف 2»، يشهد الميدان اليمني غلياناً يكاد يكون غير مسبوق بهذه الوتيرة. هجمات عنيفة في تعز والجوف ومأرب تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من إحباطها واحتوائها، فيما صعّد اليمنيون في الداخل السعودي وسيطروا على قرى ومواقع جديدة
علي جاحز
صنعاء | شهدت الجبهات الحدودية في جيزان ونجران وعسير، يوم أمس، تصعيداً عسكرياً كبيراً على يد الجيش و«اللجان الشعبية»، بعدما نفذا هناك هجمات عنيفة على أكثر من محور في الجبهات الثلاث، وخصوصاً في جيزان. وشهدت الأخيرة مواجهات قاسية أسفرت عن سيطرة الجيش و«اللجان» على عدد من المواقع والقرى السعودية.
وأفاد مصدر عسكري، يوم أمس، بأن الوحدات القتالية تمكنت من السيطرة على خمسة مواقع عسكرية سعودية جديدة، في محيط جحفان في جيزان، فيما أسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الجنود السعوديين وإصابة آخرين. وأكد المصدر أن عدداً آخر من الجنود السعوديين قتلوا أيضاً في قصف صاروخي أمس على بوابة الجمارك في المحافظة نفسها، إضافة إلى تدمير ثالث آلية «برادلي» في موقع المهدف اتجاه الخوبة التي انقطعت الكهرباء عنها بعد استهداف يمني لمحطة كهرباء البيضاء.
كذلك استهدفت القوة الصاروخية مواقع ونقاطا عسكرية في قرى الغاوية وقائم زبيد، وتجمعات للآليات ومخازن الأسلحة في موقع الموسم بأكثر من 36 صاروخاً. ولفت المصدر إلى أن انفجارات عنيفة دوّت في الموقع رافقها تصاعد كثيف للدخان نتيجة احتراق مخازن الأسلحة. وأعلن الجيش و«اللجان الشعبية»، في وقت سابق من صباح أمس، السيطرة على قريتي الواسطة والخادمة، بالإضافة إلى ثلاثة مواقع عسكرية أخرى في جيزان. وأشار المصدر إلى أن عدداً من الآليات السعودية دمرت في معارك متفرقة في جيزان، أمس، فيما أعلن «الإعلام الحربي» نجاح قنص عدد من الجنود السعوديين في موقع المعنق.
في غضون ذلك، استهدفت مدفعية الجيش و«اللجان»، مجمع الدفاع وموقع القرن وقرية الكرس البحطيط ومثعن وجبل الدود وملحمة والشبكة في الخوبة في جيزان، إلى جانب قصفها، أيضاً، تجمعاً للجنود السعوديين في بوابة الطوال.
وقصفت المدفعية منفذ علب الحدودي ومركز الإمارة ومقر الجوازات في ظهران عسير، ما أدى إلى إحراق آليات عدّة وهرب عشرات أخرى من تلك المواقع. أما القوة الصاروخية، فاستهدفت تجمعاً للقوات السعودية في المجمع الحكومي في الربوعة، وتمكّنت من إعطاب دبابة «أبرامز» في موقع قلل الشيباني. وقصفت القوة الصاروخية منفذ الخضراء وقيادة صلة وموقع خباش ومواقع الطلعة ومرتفعات رجلا والشبكة والحماد بصليات من الصواريخ.
على الصعيد الداخلي، هبطت أمس في مطار عدن طائرة «بوينغ»، لا تحمل أيّ علامة أو شعار. ووفق مصادر أمنية، فإن الطائرة كانت تقل دفعة جديدة من مرتزقة «بلاك ووتر»، ووصل عددهم إلى 200، من جنسيات مختلفة. وأضاف أن هذا العدد هو جزءٌ من قوات ستصل لاحقاً، قوامها 1500 مرتزق. ويتزامن هبوط الطائرة، مع اشتداد وتيرة المعارك في المحاور الثلاث، على أطراف محافظة تعز، بعدما قصفت إحدى البوارج الحربية السعودية، أول من أمس، مدينة المخا.
على الصعيد نفسه، حشدت قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة على جبهة العمري منفذةً أكثر من هجمة، ولكن القوة الصاروخية استهدفت تجمعاتهم، في مثلث العمري بثلاث صواريخ «كاتيوشا». وأكد المصدر نفسه أن مدرعتين لـ«التحالف» دمرتا وقُتل طاقمهما، بعد محاولتهما التقدّم باتجاه منطقة العمري. وقُتل في المنطقة عدد من الجنود السعوديين، خلال محاولتهم الهجوم، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية باستهداف الجيش و«اللجان» تجمعا عسكريا لـ«التحالف» عند مداخل مديرية ذو باب الساحلية.
جنوباً، وعلى جبهة الوازعية، أفاد مصدر آخر بأن سلاح المدفعية قصف تجمعاً للمسلحين في منطقة الشقيرة. وكان المسلحون يحتشدون لتنفيذ هجوم على منطقة النوبة في الوازعية، ولكن أسفر القصف عن مقتل وجرح عددٍ منهم، واحتراق آليات عدّة.
وصلت دفعة جديدة من مرتزقة «بلاك ووتر» إلى عدن أمس
أما على جبهة الضباب الداخلية، في محيط مدينة تعز، فحققت وحدات الجيش و«اللجان»، تقدماً كبيراً، بعد سيطرتها على أهم مداخل جبل العروس الإستراتيجي. وأفاد مصدر عسكري بتمكّن مقاتلي «الجبهة الوطنية» والجيش و«اللجان»، من السيطرة على منطقة الوافي، في جبل حبشي مساء أمس. ودارت اشتباكات عنيفة دارت في منطقة ثعبات بعد السيطرة على منطقة الوافي في تعز. ولا تزال المعارك مستمرة في ظل محاولات مسلحي «الإصلاح» و«القاعدة»، بإسناد جوّي سعودي، استعادة بعض المواقع في المسراخ.
بالتوازي مع ذلك، صدّ الجيش و«اللجان» هجوماً للمسلحين لاستعادة قرية الحادة في صبر الموادم، في وقتٍ، تقدّمت فيه الوحدات القتالية في حيفان، وسيطرت على جبل الريامي والتلال المجاورة له، التي تطل على مناطق التبيعة والمحربي وبني علي. وهي تشرف أيضا على الطريق الواصل بين منطقتي بني علي والخزجة.
على الجبهة الشرقية، أكد مصدر في «الإعلام الحربي»، مقتل 8 من مسلحي العدوان، وإصابة عدد آخر، أثناء تسلل فاشل ناحية جبل البقير والمشحورة. كما سقط 11 آخرون، واحترق عدد من الآليات أثناء تقدّم فاشلٍ آخر، باتجاه كرش الحدودية بين لحج وتعز.
في سياق متصل، شهدت محافظتي الجوف ومأرب تصعيداً حادّاً. وأسفرت أشهر من الحشد العسكري والإعلامي الذي توعد به المسلحون بفتح جبهة في الجوف، عن معركةٍ حُسمت بسرعة في حدود الجوف مع مأرب. وبعد إخفاق هجمات عدّة على معسكر اللبنات جنوب الجوف، قتل أمس عدد كبير من المسلحين في قصف صاروخي على مواقعهم في منطقة آل مروان عند حدود الجوف جنوبي اللبنات. ووفق مصدر عسكري، شنّ الطيران السعودي بعد عملية آل مروان، غارات على تجمعات المسلحين، الموالين له، في منطقة آل مروان نفسها، موقعاً فيهم خسائر مادية وبشرية.
في مأرب، شنّ الجيش و«اللجان»، أمس، هجوماً مباغتاً من جهات عدة على مواقع المسلحين المطلة على وادي الملح ودقياوين. وتمكنت الوحدات القتالية من السيطرة على تلك المواقع، بعد مواجهات أسفرت عن فرار المسلحين وآلياتهم، فيما تمكن القناصون من استهداف وتعطيل بعض سيارات المسلحين أثناء هربها.
ارسال التعليق