تيريزا ماي طالبت ابن سلمان بوقف حرب اليمن وتحقيق بمقتل خاشقجي
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ضغطت على محمد بن سلمان؛ من أجل وقف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وإجراء عملية تحقيق مفتوحة وشفافة فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقد جاء ذلك خلال اللقاء الذي جرى بينهما ودام 20 دقيقة في قمة دول العشرين المنعقدة في لوساكا باليابان. وقد أبدت ماي، لمحمد بن سلمان، قلقها إزاء واقع التحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي والوضع الإنساني في اليمن.
وتابعت الصحيفة: لقد حثت ماي ابن سلمان أيضاً على أن تكون عملية التحقيق في مقتل خاشقجي مفتوحة وشفافة. ونقلت الصحيفة عن مقربين من اللقاء قولهم: إنّ رئيسة الوزراء البريطانية تحدثت مع ابن سلمان حول التوترات الأخيرة في مياه الخليج العربي، التي شهدت هجمات استهدفت ناقلات نفطية في مضيق هرمز، حيث أكدت ماي ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أمن الممرات الدولية، والعمل في الوقت ذاته من أجل منع إيران من تطوير قدراتها النووية.
وكشف مسؤول بريطاني كبير تحدث للصحيفة أن رئيسة الوزراء أكدت من جديد الحاجة لمواصلة العمل على إيجاد حل للنزاع في اليمن، والذي تسبب بمعاناة إنسانية كبيرة، حيث دعت إلى ضرورة الاستمرار في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي حققت تقدماً. وفيما يتعلق بقضية مقتل خاشقجي أضاف المسؤول البريطاني: إنّ ماي أكدت لولي العهد السعودي ضرورة أن تأخذ العملية القانونية مجراها، وأن تكون مفتوحة وشفافة، كما أكدت أهمية تخفيف التوتر المتصاعد في منطقة الخليج، وأهمية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران. ويأتي هذا في وقت تعرضت فيه ماي لانتقادات قبل سفرها إلى اليابان لحضور قمة لوساكا؛ لكونها ستجلس إلى جانب شخصيات متهمة بالقتل مثل محمد بن سلمان، حيث ردت حينها على تلك الانتقادات بأنها ستجلس معهم وستوصل الرسالة التي يجب أن تصل إلى هؤلاء الزعماء.
يذكر أن السعودية تقود تحالفا في حرب اليمن بذريعة اعادة الشرعية وقد تسبب تدخلها بكارثة إنسانية، فمع دخول حرب اليمن عامها الخامس، تستمر في التهام الكثير من اليمنيين، حيث قُـتل عشرات الآلاف في الحرب ثلثهم من المدنيين؛ وحولت البلاد إلى صراع نفوذ بين قطبي التحالف الإمارات والسعودية.
ومع الضريبة الكبيرة للحرب التي دفعها سكان اليمن لا يبدو أن هناك أفقا لنهاية الحرب في البلاد. وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، التي تقول إن نحو 22 مليون يمني (ثلاثة أرباع عدد السكان) في وضع صعب إذ يحتاجون إلى مساعدة غذائية، وبينهم حوالى 14 مليونا نصفهم من الأطفال يواجهون خطر المجاعة.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فبراير 2019 أن تقديراته تشير إلى أن 80% من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14.3 مليون شخص بشكل عاجل. وقال إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة أو حماية بشكل عاجل ارتفع بنسبة 27% مقارنة بالعدد ذاته في العام الماضي، مشيرا إلى أن ثلثي المناطق دخلت مرحلة ما قبل المجاعة. أما منظمة “العمل ضد الجوع” فقالت إن 16 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية الأساسية، كما أغلقت 50% من العيادات في اليمن ولا يستطيع أكثر من 70% الحصول على إمدادات منتظمة من الأدوية.
وحسب منظمة الصحة العالمية، تسبب وباء الكوليرا، الذي اجتاح اليمن، في مقتل أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017. وتم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابة نحو 1.2 مليون حالة. وكشف تقرير حقوقي أن 75% من إجمالي المرافق التعليمية باليمن تم إغلاقها وحرمان قرابة مليوني طالب يمني من مواصلة تعليمهم. وأوضح التقرير الذي أشهرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن (1477) مرفقا تعليميا تضررت جراء الحرب الدائرة في اليمن خلال أكثر من عام حيث تم تدمير (748) مرفقا تعليميا منها (161) مرفقا دمرت بشكل كلي (101) مرفق تعليمي في 17 محافظة يمنية، كما رصد الفريق التابع للشبكة اليمنية تحويل قرابة (276) مدرسة إلى مخيمات لإيواء النازحين.
ارسال التعليق