خسائر التحالف السعودي تتراكم في حرب اليمن
مع دخول العام الثامن، تواصل السعودية عدوانها غير المشروع على اليمن رغم النفقات العسكرية الهائلة التي باتت تستنزف أموال الخزينة، في المقابل تشهد القوّة العسكريّة اليمنية تطوّراً غير مسبوق لناحية المنظومة الصاروخيّة، وسلاح الجو، والآداء العسكري الميداني.
النفقات العسكرية:
أكثر من نصف المبيعات الأمريكيّة تصل إلى منطقة الشرق الأوسط، استحوذت السعودية وحدها على 22 بالمئة من إجمالي هذه المبيعات بين عامي 2015 و 2019، ممّا يجعلها السوق الأكثر أهميّة بالنسبة لواشنطن. وكانت السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال هذه الفترة، إذ استحوذت على 12 بالمئة من الواردات العالم، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. المعهد بيّن في تقرير آخر أن واردات الأسلحة السعودية ارتفعت بنسبة 27 بالمئة، ما بين 2012-2016 و2017ـ2021 إذ سجّلت 11 بالمئة من إجمالي حصّة واردات الأسلحة العالمية، لتصنف كثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند مباشرةً.
حديثاً، نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكيّة، تقريراً مفصّلاً عن نفقات الحرب السعوديّة، كشفت فيه أن سعر استئجار بارجتين حربيتين يبلغ 300 مليون دولار يومياً، تحمل على متنها 6 آلاف جندي، وعشرات الطائرات، والصواريخ، ومدافع بعيدة المدى، ليبلغ إجمالي تكاليف البارجتين 756 مليار دولار خلال سبع سنوات. فيما تبلغ تكلفة استئجار قمر صناعي في الساعة الواحدة مليون دولار أي أن كلفة القمرين في اليوم الواحد هي 48 مليون دولار، يعني120 مليار و960 مليون دولار في سنوات العدوان السبع.
أما تكلفة استخراج وتحليل البيانات والصور التابعة للأقمار الصناعيّة فتبلغ 10 مليون دولار سنوياً وهو ما يعادل 25 مليار و200 مليون دولار سنوياً.ووفقاً لتقديرات فورين بوليسي، بلغت تكلفة الحرب التي تكبّدتها السعودية في الأشهر الستة الأولى فقط، والمتعلّقة بالصفقات العسكريّة، نحو 725 مليار دولار.في المقابل، بلغت ميزانيّة اليمن العسكرية قرابة14مليار دولار، جرى نهب80بالمئة منها بسبب الحصار.
الخسائر الاقتصادية:
وسط تكتّم الجانب السعودي عن الخسائر التي يتكبّدها في مختلف الجبهات اليمنية، اضطرت الرياض في الأعوام الماضية، إلى السحب من أصولها الخارجية، لتتراجع قيمة الأصول الخارجية من 732.3 مليار دولار في عام 2014 إلى 616.3 مليار دولار عام 2015، ثم إلى 535.7 مليار دولار، و496.5 مليار دولار في عامَي 2016 و2017 على التوالي، بمعدل تراجع سنوي يقدَّر بنحو 12.1 بالمئة. كذلك عمدت السعودية إلى زيادة إيراداتها عبر فرض ضرائب ورسوم جديدة على الأهالي والمقيمين، وزيادة تعرفة عدد من الخدمات، إلى جانب خفض الدعم الموجَّه في ما يتعلق بالمشتقات النفطية والخدمات الأساسية.
شهدت الميزانية الجديدة للـسعودية في العام 2022خفضاً للإنفاق العسكريبأكثر من 10 بالمئة مقارنة مع ما كان عليه في العام 2021، إذ تعتزم الرياض تخصيص 171 مليار ريال للإنفاق العسكري في العام 2022، مقارنة بـ190 مليار ريال في 2021.وهو ما فسره مراقبون بأنه جاء نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتكبّدها الاقتصاد السعودي جراء الحرب على اليمن.
تطور القدرات اليمنية:
في المقابل، كشفت القوات اليمنية حصادها العسكري في ختام سبع سنوات من الحرب التي يشنّها التحالف السعودي، لتظهر التفوّق الذي حققته طيلة سنوات الحرب مقابل تراجع وانحسار قوّة التحالف السعودي. وقال المتحّدث باسم القوّات المسلّحة اليمنيّة العميد يحيى سريع، إنّ: القوات المسلّحة اليمنيّة نفّذت ما يزيد عن 13208 عملية عسكرية خلال التصدّي للعدوان، مؤكّداً أنّ نتائج العمليّات العسكريّة باتت من أبرز مصادر التسليح للقوات المسلحة اليمنية، إضافةً إلى الصناعات العسكرية.
وأضاف في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية السابعة للعدوان السعوديأصبحت القوة الصاروخية تعتمد بنسبة 100% على خبرات يمنية، مشيراً إلى أنّها تمتلك أيضاً مخزوناً استراتيجياً تعمل على تعزيزهلافتاًإلى أنّ سلاح الجو المسيّر قام بدوره في العام الأخير بتوسيع دائرة العمليات الاستطلاعية لتشمل كل الأراضي السعودية والإماراتية.
العميد سريع أوضح في هذا الشأن أن العمليات الاستطلاعيّة شملت البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب، مشدّداً على أن العمليّات الاستطلاعيّة اليمنيّة ستصل عمّا قريب إلى ما هو أبعد من ذلك.
وأورد أن القوّات المسلّحة شهدت في ظل العدوان والحصار قفزات نوعيّة على صعيد البناء الداخلي، وإنّها الآن بصدد إجراء عمليّات تجريبية لأسلحة نوعيّة جديدة ستدخل على خط المعركة خلال المرحلة المقبلة. ثمخاطب التحالف السعودي قائلاً: عليكم أن تتوقعوا منا المزيد من العمليّات النوعيّة التي قد تشمل أهدافاً جديدة من عواصم العدوان وأبرز منشآته الحيوية.
من جهتهوزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي توعّد التحالف السعودي بـمفاجآت غير مسبوقة، ستقلب موازين القوى وستشكل رعباً لدول العدوان بكل المقاييس العسكرية.
الوزير اليمني وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بمناسبة اليوم الوطني للصمود، أكّد أنّ العام الثامن من الصمود سيكون عام أعاصير اليمن، والإنجازات التسليحيّة الإستراتيجيّة الأكثر تطوّراً والأقوى ردعاً للعدوان وداعميه.
ارسال التعليق