عملاء الرياض في اليمن يحملونها مسئولية الهزيمة في مارب
يبدو أن الأرض تضيق على التحالف السعودي وعملاؤه في مارب.. وسيدخل النظام السعودي ثقبا اسود سيُلحق به الخزي والعار، اذ كيف لجيش تجمّع من الشتات بعد أن جرت هيكلته ضمن مؤامرة تدمير القدرة الدفاعية لليمن، ومجتمع ظل يقصف وتدمر بنيته، ويحاصر لسبع سنوات متواليات، ثم ينهض بهذا المستوى الاعجازي حد الانتصار على ترسانة عسكرية بالحجم الذي تملكه السعودية وهي أكثر الدول اقتناء للسلاح.
ادراك هذا الأمر بات ملموسا حد اليأس والإحباط لدى الكيانات الحزبية المنضوية في التحالف العدواني على اليمن، ويوم الاثنين تنفست هذه الكيانات بيانا أفرغت فيه كل اعتمالات الشعور بالخذلان والهزيمة.. تداعت إثر الانتصارات التي يجنيها الجيش اليمني ولجانه الشعبية في جبهة مارب لتصرخ في وجه حكومة زعمت شرعيتها على أمة، بينما مثلت غطاء لقتل هذه الأمة وتدمير بنيتها ومحاصرتها.
وحمّل حزب الاصلاح وبقية الأحزاب، السعودية وهادي مسئولية الهزيمة. وعبرت في بيان مشترك “عن استغرابها الشديد لأداء التحالف ولسوء ادارته للمهمة التي انيطت به.” واكد البيان ان قيادة “هادي” قد فشلت فشلا ذريعا في مسؤولياتها على مختلف الأصعدة، سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا وعلى كافة الأصعدة محليا وإقليميا ودوليا.
الاحزاب المتواطئة مع السعودية لضرب البلد بمن فيه، أقرت بالسقوط الوشيك للمدينة، حيث أدان البيان ما وصفه بالخذلان المخزي لمن يقودهم في هذه المعركة وفي المقدمة التحالف السعودي. ظهر البيان أشبه بتمهيد لهزيمة حاسمة في مارب، ولذلك يقول المحلل السياسي العربي علي مراد “هذا البيان هو تمهيد لإعلان هزيمة محمد بن سلمان المدوّية في مأرب، والأرجح أن المدينة ستتحرّر بطريقة مهينة لإبن فهدة المتوتّر الذي يخسر آخر مناطق نفوذه في شمال اليمن. يمكن استبعاب استئساده على لبنان إذا عرفنا ما يلاقيه على أيدي الأبطال اليمنيين”.
في نفس الإتجاه ذهبت العديد من ردود الفعل حول البيان وما يشكله من اقرار بالهزيمه..
ووصفت أحزاب اللقاء المشترك في صنعاء البيان بأنّه “إقرار بالهزيمة”. وأضافت أنّ “كل من يراهن على الخارج، ويؤيد قوى الغزو والاحتلال ضد بلده وشعبه، مصيره الخزي والعار والهزيمة، سواء في مأرب أو غيرها”. وأكّد البيان أنّ “تحرير محافظة مأرب وكل شبر من أرض اليمن، ضرورة وهدف مقدَّسان لتحقيق السيادة الكاملة والاستقلال التامّ، مهما كان حجم التحديات”.
وشددت أحزاب صنعاء على أنّ إعادة اليمن إلى الوصاية الخارجية من جديد “أصبحت من سابع المستحيلات، وأنّ اليمن، بقيادته وشعبه، ماضٍ نحو البناء والتنمية والاكتفاء الذاتي، عبر إرادة صادقة وجادة، بعيداً عن الإملاءات والتدخلات من هذه الدولة أو تلك”. وأكد حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، أن ما تضمنه البيان الصادر عن المرتزقة في مدينة مأرب ليس سوى دليل على حجم الخيانة التي ارتكبها من أصدروه بحق الشعب والوطن.
ونفى المؤتمر الشعبي وحلفاؤه في بيان، أي صلة لهم بالبيان الصادر عما سمي بالأحزاب والتنظيمات السياسية في مارب، مجددين موقفهم المبدئي والثابت ضد عدوان التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومن يقف خلفهم. ولفت إلى أن المرتزقة الذين يتباكون على مارب اليوم هم من باع الوطن وساعد المحتل على دخول مارب والمدن والأراضي اليمنية ونهب ثرواتها.
وبارك المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، للجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء الانتصارات في مختلف الجبهات وفي مقدمتها جبهة مارب. ونقلت منصة “أوام” المأربية عن مصدر سياسي تأكيده أن البيان إخلاء مسؤولية وسيتبعه تفاوض مع الحوثيين لتسليم مدينة مأرب. واعتبر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بيان حزب الإصلاح والأحزاب السياسية المكونة لفريق “هادي” في مأرب والذي حمل تحالف العدوان السعودي وهادي مسؤولية الفشل في مأرب وما قد يترتب عليه.معتبرين البيان بمثابة إعلان هزيمة متكامل وإخلاء مسؤولية عن سقوط المدينة.
يقول الكاتب أحمد الزبيري “هؤلاء جميعاً أصدروا بيان لتبرير جرائم خيانتهم بحق أبناء مارب والشعب اليمني كله في نفس الاتجاه النظام السعودي او ما يسمى بالتحالف ايضاً يلقي باللائمة على مرتزقته وتحديداً اخونجية اليمن والطرفين في كل هذا يحاولون تبييض صفحاتهم التي قذارتها تجاوزت كل مستنقعات العالم وجرائمهم يستحي منها الشيطان والشيطان يتجسد اليوم في أمريكا ناهيك عن ابليس الحقيقي .
” ويضيف الزبيري “بيان الإصلاح واشباهه ومن لف لفهم لتبرير هزيمتهم في مارب وتحميله المسئولية للنظام السعودي وتحالفه هو عذر أقبح من ذنب مع ان هذا التعبير قليل على أولئك الخونة ولولاهم ما كان هذا العدوان من أساسه فكانوا هم غطائه و اداته القذرة الذين طوال عقود يطعنون هذا الشعب في ظهره يجهضون أحلامه واماله وتطلعاته في بناء الدولة ووطن مقابل حفنة من المال النفطي القذر لهذا يستحقون لعنة الله والشعب اليمني والتاريخ”.
اذن لم تكن السعودية في مستوى المسئولية، شقّت الصف بين اليمنيين ثم تركتهم يتقاتلون، وهي مسألة كان على المتعاونين معها ادراكه، فكل المصادر التاريخية تؤكد أن السعود لم تُرد لليمن يوما الخير والازدهار والرفاهية.
إنجاز جديد في ذات السياق، كشف متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع تفاصيل المرحلة الثانية لعملية (ربيع النصر)، لتمثل انتصارا آخر يضاف إلى مسار الانتصارات المتوالية التي يحققها الجيش اليمني واللجان الشعبية، تماشيا مع تأكيد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائد الثورة بالسير نحو استعادة كل الأراضي اليمنية المحتلة.
في كلمته في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام بداية سبتمبر الماضي أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على هذا بقوله “سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان.
وسنضمن لبلدنا أن يكون حرا مستقلا لا يخضع لاحتلال أو وصاية” لم يأبه السيد القائد بتهويلات قوى العدوان السعودي الامريكي على اليمن ومضى في تأكيده على الحق في تحرير الارض والبلد التي رزحت تحت الوصاية لعقود من الزمن فتأخر الوطن وتَخَلّف، فيما العالم من حوله كان يسير مواكبا نقلات وتحديثات الحياة.
منذ ذلك الحين تواصلت انتصارات الحوثيين في مختلف الجبهات بشكل متسارع ومنها جبهة مارب التي مثّلت محور ارتكاز بالنسبة لقوى العدوان لما كان يمثله المكان من نقطة انطلاق لعمليات تخريبية في باقي اجزاء البلد، نظرا لما تحتضنه من المجاميع التكفيرية والتي لها علاقة مباشرة بالنظامين السعودي والامريكي كما كشفت عن ذلك تقارير قبل أشهر.
ما جرى تحريره مؤخرا واعلن عن تفاصيله العميد يحي سريع متحدث القوات المسلحة الثلاثاء، (1100) كيلو متر مربع اخرى من آخر المناطق المُطلة على مدينة مارب، ليدخل العدو إثر ذلك مرحلة الانتحار فإما ان يُسلم، واما ان يفرّ، واما ان يواجه.
فيما لا خيار امام الحوثيين الا الاستمرار في الدفاع عن الدين والقضية، (هاهو اليمن يكون وسيكون)..لم يستند العميد يحي سريع وهو يقول هذه العبارة الى فراغ، وانما الى ثقة بالله وبالرجال الاوفياء من أبناء الوطن ومن المشايخ الابطال في المناطق المحررة الذين كان لهم الدور الكبير المؤثر في تحقيق مثل هذه الإنجازات التي تنتصر لشعب ظل عقودا يعاني من الهيمنة والتخلف، ثم سنوات سبع عجاف في ظل عدوان اخرق بسبب ان هذا الشعب وضع حدا لوضعه المزري وقال (لا) وكفى لكل اشكال الوصاية والهيمنة والاستلاب، نحن امة ذات حضارة ضاربة في التاريخ تسبق أمريكا والسعودية ودويلات الخليج الناشآت حديثا بآلاف السنين.
ارسال التعليق