متى ستقيم السعودية العلاقات مع الكيان الاسرائيلي
عندما وجه أحد الصحافيين سؤالا لترامب حول ما اذا كانت السعودية هي الدولة التالية بعد الامارات التي ستقيم علاقات مع اسرائيل، قال، هناك دول لا تتصورونها ستلتحق بهذا الاتفاق، وبثقة عالية لا يتميز بها الا ترامب، قال، عندما يأتي الجميع فان ايران أيضا ستأتي!
عندما يوجه الصحفي سؤاله حول السعودية بالتحديد بينما يتحدث ترامب عن سائر الدول؛ فاننا نستشف من كلام الرئيس الأميركي أن الاتفاق على انضمام السعودية لاتفاق الامارات واسرائيل قد تم التوصل اليه غير ان ابرامه أجلّ الى الوقت الذي يلتحق به عدد ملفت من الدول الاسلامية بهذا الاتفاق.
كان وزير الخارجية السعودي في مؤتمره الصحفي عقد مع نظيره الالماني متحفظا على اقامة العلاقات مع اسرائيل رغم ترحيبه بقرار الامارات وشدد على أن بلاده لا تزال متمسكة بالمشروع العربي للسلام الذي طرح عام 2002، فالمعنى الحقيقي لهذه السياسة الدعائية المخادعة، انه اذا كانت عدة دول عربية قد رحبت باتفاق الامارات مع اسرائيل وانضمت اليه، فان ذلك يعني ضرورة اعادة النظر في الاستراتيجية السابقة التي أعلنتها الدول العربية تجاه الكيان الصهيوني، وفيما اذا حدث ذلك فان السعودية لن تكون ملامة اذا وافقت بدورها على الاتفاق وانضمت اليه.
في ظل الظروف الحالية فان حلفاء السعودية الاقليميين كانوا في مقدمة المرحبين بالاتفاق الاماراتي - الاسرائيلي، كما أن ترامب وفي اطار تبريره لخطوة الامارات وفي نفس الوقت ليشجع الآخرين على الانضمام للتطبيع مع اسرائيل فقد أعلن ان حكومته تدرس بيع عدة مقاتلات أف 35 للامارات، لذلك يبدو أن حل لغز العلاقات الاسرائيلية السعودية يكمن في تزايد عدد الدول العربية المرحبة بالاتفاق الاماراتي الاسرائيلي وكذلك بابرام صفقات الأسلحة الجديدة والتي تؤثر في توازن القوة بالمنطقة كطائرات الف 35 التي سبقت اسرائيل الجميع في استخدامها.
فمنذ استيلاء سلمان بن عبدالعزيز على مقاليد الحكم، واستلام ابنه المدلل محمد ولاية العهد صعدة وتيرة التطبيع المجاني بين ال سعود وصهاينة اليهود الى ذروتها، واصبحت الزيارات والقاءات المتبادلة على قدم وساق، وتطورت العلاقات سعودية - إسرائيلية شبه رسمية تطورا ملحوظاً، لكنها لم تخرج إلى العلن على المستوى الرسمي، وإن كانت المؤشرات حول الدفء بين الجانبين تتزايد بشكل سريع في الفضاء الإعلامي والسياسي والنخبوي السعودي، أي المقربين والممثليين عن الديوان الملكي الذين هم تحت سيطرة وأمرة سلمان وابنه، كما تحاول سلطات آل سعود تعزيز التطبيع العربي والإسلامي مع هذا العدو الغاشم، وقد شنت سلطات ال سعود حملة شعواء وعادت كل من يخالف ويعارض سياسة الكيان الصهيوني في المنطقة.
ارسال التعليق