محاكم التفتيش السعودية تحكم بالإعدام على شقيق معارض بسبب 5 تغريدات
في سابقة وتطور خطير لمزيد من تكريس القمع في المملكة، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض على شقيق معارض سعودي بالإعدام بسبب نشره 5 تغريدات من حساب مجهول ينتقد فيها السلطات.
وكشف المعارض سعيد بن ناصر الغامدي أن المحكمة الجزائية المتخصصة برئاسة عوض الأحمري حكمت على شقيقه محمد بالقتل على إثر 5 تغريدات تنتقد الفساد وانتهاك حقوق الانسان.
وذكر الغامدي أن الحكم صدر على الغامدي كذلك بسبب دفاعه أثناء التحقيق عن العلماء المعتقلين “عوض القرني وسلمان العودة وسفر الحوالي وعلي العمري”.
وأوضح أنه لم تقبل المحكمة كل التقارير الطبية التي تثبت أمراضه العصبية المزمنة ولم تلفت لشيبته واعتلال صحته، ولا لكون تغريداته في حساب مجهول لا يتابعه سوى تسعة متابعين.
وأكد الغامدي أن الإجراءات التي اتبعت مع شقيقه توحي بأن هذا الحكم الباطل يستهدف النكاية به شخصيا بعد محاولات فاشلة من المباحث لإعادته إلى البلاد.
ووجه المعارض السعودي المقيم في الخارج مناشدة إلى كل من لديه أي قدرة المساعدة في عتق رقبة شقيقه من حكم الظلم وجور الأحكام.
من جهته أورد حساب “معتقلي الرأي” الشهير أن المحكمة الجزائية غضت الطرف عن كل التقارير الطبية التي تثبت أمراض الغامدي العصبية المزمنة، ولم تراعِ في إصدارها حكم القـتــل كبر سنّه وتدهور صحته.
وأكد الحساب على رفضه لهذا الحكم الجائر، ومطالبته السلطات السعودية بالعدول عن قرارها، مشددا على ضرورة التزامها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وعدم الإضرار بأقارب المعارضين وأسرهم، لا لجرم اقترفوه سوى النكاية بذويهم من المعارضين للسلطة.
وصعد ولي العهد محمد بن سلمان حملته القمعية ضد الدعاة والشيوخ في السعودية إمعانا منه في إهانة أهل العلم والعلماء وتغيب أصواتهم ودثر علمهم.
وكشفت أوساط حقوقية منتصف الشهر الماضي عن اعتقال السلطات السعودية الداعية بدر نادر المشاري (50 عاما) إمام مسجد حطين في الحرس الوطني في الرياض.
والشيخ بدر المشاري تخرج من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على شهادة الماجستير في (مدخل لحياة وآثار الشيخ ابن باز مواقف قيادية وتربوية) من بيروت.
كما حصل أيضا على درجة الدكتوراه، وكان رئيسا لقسم التوعية والإرشاد بالحرس الوطني، وصدر له عدد من الأشرطة الصوتية والرسائل الدعوية التي دأب فيها على الوعظ.
والشيخ بدر هو داعية وواعظ، عمل سابقاً إماماً لجامع حطين في الرياض، ثم تفرغ للعمل الدعوي وتحديداً الوعظ والرقائق، فيما حظيت دروسه ومقاطعه الدعوية بانتشار واسع في أنحاء العالم الإسلامي.
وكان سبقه اعتقال الشيخ أحمد حمادي وغيره، في وقت توقع ناشطون أن يستمر هكذا نوع من الاعتقالات، وتحديدا الشيوخ والوعاظ والدعاة الذين لا دخل لهم بالسياسة أو الدولة أو النظام، وإنما همّهم الوحيد توعية الناس وإرشادهم.
ويضاف اسم المشاري إلى قائمة الدعاة المعتقلين في سجون بن سلمان الذي شن حملة اعتقالات موسعة بحقهم عقب شهرين من وصوله لولاية العهد، والتي عرفت بـ”اعتقالات سبتمبر”.
وبمراجعة حسابات المشاري على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين ابتعاده عن الحديث في الشأن السياسي، وعدم توجيهه أي انتقاد للنظام السعودي سواء علني أو ضمني أو حتى ارتكابه أيا من التهم المعلبة التي يستخدمها النظام كذريعة للاعتقال.
كما أنه متوقف عن التغريد على حسابه بتويتر الذي يتابعه قرابة الـ550 ألف متابع منذ فبراير/شباط 2023.
لكن المشاري بات مؤثرا على منصة التيك توك، حيث يتابعه 173.400 شخص، وينشر مقتبسات من محاضراته ودروسه الدعوية، ويثبت عليه فيديو شاركه في يونيو/حزيران 2023.
وجاء مقطع المشاري بعد أيام قليلة من انطلاق فعاليات “جولة المملكة 2023” في مايو/أيار 2023، والتي تضم نجوماً سعوديين وعرباً، إضافة إلى مشاركة عدد من شباب المملكة في حزمة من المسرحيات والحفلات الغنائية التي تقام بجميع مناطق المملكة.
ويتضمن دليل فعاليات الجولة التي تشهدها مناطق المملكة مجموعة من الحفلات الطربية التي يحييها عدد من فنانين المملكة والخليج والعالم العربي، كما تضم مسرحيات استعراضية.
وأعلن رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، في 2 يونيو/حزيران، أن 17 مدينة ومنطقة تعيش أجواء الترفيه حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل؛ وخلال “جولة المملكة” قررت “هيئة الترفيه” ظهور عدد من النجوم السعوديين الشباب مع الفنانين عبر مناطق المملكة.
وقبل أيام قليلة من اعتقال المشاري، عرض جزء من مقطع فيديو سابق له يتبرأ فيه من أفعال السفهاء، بدعائه: “نعوذ بالله أن يعاقبنا الله بما يفعل السفهاء منا، اللهم إنا نبرأ إليك من فعل سفيه لا يخافك أو لا يقدرك حق قدرك”.
واستنكر ناشطون على تويتر عبر تغريداتهم على وسم #بدر_المشاري، مواصلة السلطة السعودية ملاحقة الدعاة والعلماء والزج بهم في السجون، معربين عن استيائهم من الاعتقال المفاجئ للمشاري دون الكشف عن الأسباب خاصة أنه بعيد عن السياسة وقريب من فئة الشباب لتركيزه على المادة الدعوية.
واعتبر الناشط الحقوقي عبدالحكيم الدخيّل أن التضامن الواسع مع بدر المشاري فور الكشف عن اعتقاله يؤكد على الرفض الشعبي للقمع الحكومي في السعودية وأن النظام يحكم بالاستبداد وهو يفتقد للشرعية الشعبية والسياسية.
ناصر نجل الداعية المعتقل عوض القرني، تعجب من اعتقال المشاري، قائلا: “وضع مقلق وكل يوم يمر يزداد الوضع تعقيدًا، نسأل الله أن يلطف بالشيخ بدر وبقية المعتقلين”.
وأشار ماهر عبدالرحيم، إلى أن الداعية بدر المشاري لا يتكلّم (فيما نجده على تيك توك واليوتيوب)؛ إلا في موضوعات، ترقيق القلوب، الأدعية، اقتباسات من السيرة النبوية، شذرات من سيرة السلف الصالح، قصص، عبر وعظات، طرائف ولطائف، قائلا: “يبدو أن الطاغية لا يُعجبه حتّى هذا الطرح الوعظي الروحاني!”.
وتساءل الخطيب المصري بالأزهر الشيخ مصطفى شعلان: “لماذا يعتقل الشيخ بدر المشاري؟”.
وأشار المغرد فواز بن طلال، إلى أن “سلسلة الاعتقالات مستمرة في صفوف العلماء والدعاة”.
وقال المعارض السوري أبو عمار حلب: “محاكم التفتيش السعودية تعتقل الشيخ بدر نادر المشاري.. ما يزال بن سلمان يحارب أهل العلم والدعوة.. حتى يُنزل الله به قارعة!”.
ورأى الصحفي والكاتب السياسي اليمني عبدالجبار عوض الجريري، أن اعتقال الشيخ بدر من قبل السلطات السعودية إمعان في إسكات صوت الحق.
واستنكر المغرد سلطان المطيري، اتباع الحكومة السعودية سياسة الاستبداد والتمييز بحق العلماء والدعاة، في حين تتساهل مع الفاسدين والجهلة.
وأعرب صاحب حساب سماحة الشيخ، عن أسفه الشديد من استمرار سلسلة الاعتقالات في صفوف العلماء والدعاة في عهد بن سلمان، مستنكرا فتح المجال لمشاهير الفلس يوما بعد يوم لإفساد المجتمع بينما الدعاة يضيق عليهم الخناق يوم بعد يوم.
وأشار المعارض السوري حسين محمد، إلى أن كلمة القسيس أو رجل الدين في كل الدول غير المسلمة لها احترام يفوق احترام الملك، إلا في دول الخليج، احترامهم هو السجن، وتوقع اتهام المشاري بالإرهاب، مؤكدا أن الرجل لم يتكلم في السياسة بحياته، ولكن عندما يسجن العلماء اعرف أن في زمن بن سلمان يأخذ بالباطل ويترك الحق.
ارسال التعليق