مضاوي الرشيد: لا مستقبل لابن سلمان في حكم الجزيرة العربية إلا بالحديد والنار
التغيير
في تقرير جديد لها نشرته مؤسسة كارنيغي قالت د. مضاوي الرشيد أن موجة الاعتقالات التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحق أمراء وموظفين مدنيين رفيعي المستوى تعكس قلقه المتزايد، وتشكّل خير دليل على اشتباهه بأن أفراداً من عائلته قد يسحبون ولاءهم له بعد وفاة والده الملك سلمان.
و مع أن القصر الملكي لم يصدر بيانًا حيال اعتقال خصمي ابن سلمان رفيعَي المستوى الأمير أحمد والأمير محمد بن نايف، وكلٌّ منهما مرشّحٌ ليصبح ملكاً أو ولياً للعهد، إلا أن ثمة شائعات تشي بحدوث انقلاب محتمل.
واستبعدت د. الرشيد سيناريو الانقلاب في تقريرها نظراً إلى أن الأميرين المعتقلين جُرّدا من سلطاتهما العسكرية والاستخباراتية (ولم يكن للأمير أحمد أي سلطة)، وأصبحا مجرّد رمزين قد يتحلّق حولهما الأمراء المهمّشون والساخطون لافتة إلى أن هذه الاعتقالات تشكل تذكيراً دامغاً بفشل محمد بن سلمان الذريع في استلحاق العائلة المالكة، واحتواء مطامح كبار أفرادها المهمّشين، والحصول على ولائهم بشكل نهائي.
ورجحن د. الرشيد أن يواصل ولي العهد حملة الاعتقالات العشوائية هذه بسبب مشاعر الخوف والارتياب التي تتملّكه, "لقد فشل في الحفاظ على توافق العائلة المالكة حيال سياسات قوّضت التقليد الذي كان قائماً في السابق على تقاسم السلطة بين الفروع البارزة لآل سعود".
لم تتوقع أُسر آل متعب وآل نايف وآل سلطان وآل فهد وغيرها من الأُسر التي لعبت دوراً أساسياً في سياسات المملكة وإدارة الدولة لأكثر من نصف قرن أن تتحول المملكة إلى "مملكة سلمان" في عهد الملك سلمان.
وأضافت أن ولي العهد محمد سيواجه صعوبة في التفاوض بشأن ترتيب لتقاسم السلطة يُبقي الأمراء الآخرين يخضعون له ويتولّون دوراً مهماً نوعاً ما. نتيجةً لذلك، يبدو أن مصيره اتّباع سياسة نَزَويّة وخطيرة قائمة على الاعتقال والذل.
في ظل تهاوي أسعار النفط، واقتطاع جزء من الموازنة، والضغوط القائمة راهناً نتيجة الوباء العالمي تقول الرشيد أن ابن سلمان سيستغل الإشاعات بحدوث انقلاب كأساس لتصرّفاته. وسيعمد أيضاً إلى مصادرة ثروات خصومه من الأمراء، كما فعل خلال حملة اعتقالات فندق "ريتز كارلتون" التي شنّها في العام 2017، حين أرغم الأمراء على دفع فدية مقابل الإفراج عنهم.
وختمت: لن يتمكن محمد بن سلمان من الحفاظ على مستقبله في الحكم إلا عبر ممارسة أساليب قمعية شديدة بحق أفراد عائلته.
ارسال التعليق