مع التراجع الأميركي.. هل يكون بوتين الخيار الأخير لابن سلمان
كتب الباحث سيريل ويدرشوفين مقالا بموقع "أويل برايس" المتخصص في شؤون الطاقة، أن خيارات السياسة الخارجية أمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تضيق في ظل عدم تدخل الولايات المتحدة إلى جانبه.
ويستهل الكاتب مقاله بأن محمد بن سلمان عاد إلى عناوين وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة مع مرور الذكرى السنوية الأولى لمقتل الصحفي جمال خاشقجي واستهداف شركة أرامكو النفطية، مشيرا إلى أن كل ذلك يضعف من مكانة ولي العهد السعودي.
وينقل المقال عن مصادر لم يسمها أن موقف محمد بن سلمان يتعرض للهجوم من جميع الجوانب، حتى من الدائرة الحاكمة.
ومع دخول الصراع السعودي الإيراني مرحلة جديدة، وتهديدات بزعزعة الاستقرار في المنطقة إذا ما نشبت حرب شاملة يتأثر بها أيضا العراق ومناطق أخرى، فإن الصلة بين الرئيس دونالد ترامب ومحمد بن سلمان تتراجع في ظل رفض الولايات المتحدة الانخراط في هذا الصراع.
ويرى الكاتب أن واشنطن ربما تنبح، ولكنها لا تعض، عندما يتعلق الأمر بالصراع مع إيران لصالح السعودية، لكن المحللين وصناع السياسة لا يدركون أن هذا الموقف لا يضعف النفوذ الأميركي في المنطقة وحسب، بل يفتح أبوابا لمعارضة محمد بن سلمان داخل المملكة.
ويتابع أن وسائل إعلام عربية وغربية نشرت في الآونة الأخيرة سلسلة تقارير حول تنامي المعارضة لولي العهد داخل العائلة المالكة، وأكد أن تلك التقارير صحيحة دون أدنى شك، مشيرا إلى أن الشهرين المقبلين هما اللذان سيحددان مستقبل محمد بن سلمان.
لكن المسألة الأساسية -وفق الباحث- تكمن في عدم وجود منافس حقيقي لمحمد بن سلمان، لا سيما أن أحمد بن عبدالعزيز (77 عاما) شقيق الملك سلمان لا يحبذ الشباب، مما يتعين على ولي العهد تعزيز مشاريع الترفيه لأن النجاح هو كل شيء عند التفكير في الوصول إلى السلطة.
ويرى كاتب المقال أنه في ظل تراجع العلاقة بين ترامب ومحمد بن سلمان فإن الخيار المتاح للأخير الآن هو الدعم الروسي، لا سيما من قبل الرئيس فلاديمير بوتين الذي سيتوجه قريبا إلى الرياض.
ويختم بأن روسيا تغتنم فرصة الرد الأميركي الضعيف على الهجمات الأخيرة على السعودية، وأن محمد بن سلمان سيستفيد من ذلك، مشيرا إلى أن هذا التقارب ربما يسهم في كبح جماح جمهورية إيران الإسلامية التي تعتمد كثيرا على الدعم الروسي.
ارسال التعليق