ملياردير لبناني يكشف ما يعرفه عن دور السعودية في إيصال ترامب إلى السلطة
كشفت مجلة “سبكتاتور” البريطانية، في تقرير عن تفاصيل تورط السعودية والإمارات في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016 لصالح دونالد ترامب.”وقال الصحافي بول وود إن آندي خواجة الملياردير اللبناني الذي قابله في بيروت، أخبره أنه ملاحق جنائيا الآن بسبب ما يعرفه عن هذه المسألة، وهو أن الرياض وأبوظبي مولتا انتخابات عام 2016 لصالح دونالد ترامب.
ويقول خواجة إن السعوديين والإماراتيين دفعوا بشكل غير قانوني عشرات أو حتى مئات الملايين من الدولارات لحملة ترامب في عام 2016. ويوضح أنه لإبقاء الأمر سراً، قاموا بإخفائها على شكل تبرعات صغيرة من الأمريكيين، مستخدمين بطاقات هوية مسروقة وبطاقات ائتمان افتراضية. أو بطاقات الهدايا (التبرعات التي تقل قيمتها عن 200 دولار لا يجب إبلاغ لجنة الانتخابات الفيدرالية عنها ونشرها على الملأ). كما يقول خواجة إن السعوديين والإماراتيين تمكنوا من تقديم الآلاف من هذه التبرعات الصغيرة في وقت واحد باستخدام أحدث تقنيات معالجة الدفع، وإنه يعرف ذلك لأنه باع التقنية إلى وسيطهم جورج نادر الشخصية المحورية في هذه القصة.
يقول خواجة إنه حاول وفشل في دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي لإجراء تحقيق. كما يقول أيضا إنه تحدث إلى أعضاء في مجلس الأمن القومي، والكونغرس، ومجلس الشيوخ. لكن لم ينتج عن ذلك شيء. وفي الوقت نفسه، تحطمت حياته، ودمرت شركته.
أسطورة الخواجة جاءت من كون أنه نشأ فقيرا في لبنان خلال الحرب الأهلية، حيث التقط أغلفة الرصاص من الشارع لبيعها للخردة. هرب في سن الرابعة عشرة، وشق طريقه بمفرده إلى الولايات المتحدة ووجد أول وظيفة له في مطعم “وينديز” للوجبات السريعة في نيو جيرسي. على الرغم من أن اسمه الحقيقي أحمد، إلا أنه أصبح “آندي” منذ وصوله. كان يعمل أمين صندوق في سوبر ماركت وانتقل في النهاية إلى بيع السترات في حي “روديو درايف” الراقي في لوس أنجليس. أدرك أنه كان من الصعب على المتاجر أن تأخذ مدفوعات من بطاقات الائتمان الأجنبية، ثم أسس شركة “Allied Wallet” لتسهيل الأمر. يعرف بطاقات الائتمان ويعرف كيفية نقل الأموال. ويعرف أيضا كيفية نقل الأموال سراً.
في أوائل عام 2016، أراد خواجة إنشاء مركز للتسوق عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، على هيئة الموقع الأمريكي “أمازون”. كان يحتاج إلى المستثمرين. أدخل معه جورج نادر وهو مثل الخواجة، لبناني أمريكي. قد يكون اسمه مألوفا لأنه كان شاهدا في تحقيق مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. في يناير 2017، عقد نادر اجتماعا في جزر السيشيل كان يأمل على ما يبدو أن ينشئ من خلاله قناة خلفية بين إدارة ترامب والكرملين. وهو الآن في انتظار الحكم في الولايات المتحدة في قضية جرائم جنسية بحق الأطفال.
في عام 2016، عمل نادر مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. يقول خواجة إن نادر أخبره أنه وجد مستثمرا للمركز التجاري الإلكتروني، وهو عضو آخر في العائلة المالكة الإماراتية. أخبر خواجة هذا الشيخ أنه سيحتاج إلى نصف مليار دولار لتأسيس “أمازون العربي”. قال الشيخ له “فقط أرسل التفاصيل، وسنستثمر 500 مليون دولار بالكامل”.
لم يستطع خواجة أن يصدق حظه: “بالنسبة لي كان الأمر مثل، سبحان الله! الفوز بالجائزة الكبرى! اتضح أن الشيخ كان يدير أجهزة المخابرات في أبوظبي. لكن لم يصلنا نصف المليار أبدا، ومات المشروع”. بدلاً من ذلك، قال نادر إنه يريد شراء “محرك الدفع” الخاص بخواجة، وهي تقنية أخذ مدفوعات بطاقات الائتمان عبر الإنترنت. ووافق الخواجة.
يقول خواجة إنه في سبتمبر 2016، أخبره نادر لماذا احتاج محرك الدفع. أرادت أبو ظبي المساعدة في جعل “الدفعات الصغيرة عبر الإنترنت” بكميات كبيرة لحملة ترامب والحزب الجمهوري. يوضح نادر “كيف يمكننا توليد دفعات إلكترونية لمواقع التبرع عبر الإنترنت؟ أود منك أن تبين لنا كيف يمكننا القيام بذلك”.
لم يكن خواجة يدون الملاحظات أو يسجل هذه المحادثات. لكنه يتذكر ما قاله نادر وهو يشرح لماذا أرادوا تمويل حملة ترامب. وفقا لخواجة، قال نادر “لقد التقيت مع مسؤولي حملة ترامب.. لدينا صفقة مع ترامب: لقد توصل رئيسي، صاحب السمو، إلى اتفاق إذا ساعدنا ترامب على الفوز في الانتخابات، فسيكون قاسياً على إيران وسوف ينهي الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما. سيؤدي ذلك إلى شل الاقتصاد الإيراني وسيعاقب إيران على بيع النفط مرة أخرى. سيجعل من الصعب عليهم التنافس في سوق النفط. هذا يستحق مليار دولار. لهذا السبب لا يمكننا السماح لهيلاري (كلينتون) بالفوز بأي ثمن. يجب أن تخسر”.
يقول خواجة إنه سأل “لكن هل تعتقد حقا أنه سيفوز؟ أعني، هذا جنون”. فأجاب نادر “صاحب السمو ليس غبيا، ولن يراهن أبدا على حصان خاسر.
المال سيأتي من السعوديين. سيقوم الإماراتيون بتشغيل العملية باستخدام البيانات التي تم شراؤها من الصينيين”. يقول خواجة إن نادر أخبره “ لدينا جميع البيانات بالفعل، لدينا 10 ملايين مستخدم أمريكي. ولدينا أموال لا نهاية لها. الروس معنا.. لقد قابلت بوتين بالفعل ولدينا ضوء أخضر منه.
لأن بوتين مثلنا يريد أن تخسر هيلاري”.
يقول خواجة إنه كان يعتقد أن نادر كان يكذب إلى أن أرسل له ثلاث صور من هاتفه.
ويتابع خواجة قائلا إن نادر اقترب منه كثيرا وأخبره “أقسم بالله آندي، صاحب السمو سوف يسيطر على كل انتخابات أمريكية. سيسطر على أمريكا. سوف نتحكم بأمريكا”.
يصف خواجة كيف ابتعد عن نادر وأخبره بأنه لا علاقة له بمخططه. في هذه المرحلة، كما يقول، كان نادر قد دفع له ما يقرب من 5 ملايين دولار من أصل 10 ملايين دولار متفق عليها لمحرك الدفع الخاص به.
يقول خواجة إن مؤامرة شراء الانتخابات كانت لا تزال تتشكل، وعندما انسحب كان سيتعين على نادر تطوير محرك الدفع دون مساعدته. لم يسمع أي شيء حتى يناير 2017، بعد فوز ترامب وكان يستعد لتولي المنصب. يقول خواجة إنه أعطى نادر تذكرتين لحضور حفل التنصيب. يصف نادر وهو جالس على طاولته مبتسما ويقول “كما ترى، أخبرتك، أخبرتك أن ترامب سيفوز”.
يتذكر خواجة أن نادر أبلغه أن أول رحلة خارجية يقوم بها ترامب ستكون إلى الرياض، للاحتفال مع بن سلمان وبن زايد “هما من جعلاه يفوز”. كان هناك المزيد – السعودية والإمارات ستعلنان حصارهما على قطر وترامب سيدعمهما.
قام ترامب، في الواقع، بأول رحلة خارجية له إلى الرياض، في مايو 2017. وقد دعم الحصار المفروض على قطر، والذي بدأ في يونيو 2017. يقول الخواجة إن نادر أخبره خلال حديثهما في حفل التنصيب أنهم وضعوا “بضع مئات من الملايين” لإيصال ترامب إلى الرئاسة، مضيفا أن المدفوعات مستمرة إلى اليوم بنسبة “مئة بالمئة”.
احتيال على الطراز القديم:لوزارة العدل الأمريكية رواية مختلفة، ففي ديسمبر 2019، اتهمت الوزارة نادر وخواجة بتقديم 3.5 مليون دولار من المساهمات غير القانونية في الحملة – ليس لترامب، ولكن إلى هيلاري كلينتون.
خواجة ونادر متهمان بالاحتيال على الطراز القديم. إذ ترغب حكومة أجنبية في منح المال لمرشح، لذلك تقدم الأموال إلى أمريكي يقوم بالتبرع
باسمه. ويقول ممثلو الادعاء إن نادر حصل على 3.5 مليون دولار من الإماراتيين لتقديمها للخواجة من أجل اللجان السياسية التي تدعم هيلاري.
نادر قال إنه غير مذنب في هذه الاتهامات. فيما تعتبر الولايات المتحدة الآن أن الخواجة هارب.
تزعم لائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل أن نادر وخواجا استخدما رمزا شفافا لإخفاء حركة الأموال. كانت هيلاري “أخت كبيرة”، وحفلات جمع الأموال “حفلات أعياد ميلاد”، والنقود “بقلاوة”.. هكذا كانت رسائل الواتساب بين نادر وخواجة، وفقا للائحة الاتهام: نادر: “أتابع مع جماعتي للتأكد من وصول الأشياء في وقت لاحق من هذا الأسبوع للحفلة!”.
خواجة: “تم ترتيب حفلة عيد الميلاد لأختي وسيكون الأمر كبيرا بالنسبة لها”.
نادر: “بقلاوة شهية في الطريق صممت خصيصا لهذا الحدث الخاص في منزلك في وقت لاحق!”.
خواجة: “وصلت بقلاوة صغيرة. 2.7 قطعة”.
تقول لائحة الاتهام إن هذا يشير إلى تسليم 2.5 مليون يورو لشركة خواجة عن طريق التحويل البنكي. لكن خواجة يصر على أن “البقلاوة كانت بالفعل بقلاوة”. يدعي أنهما كانا يتحدثان عن شيئين مختلفين في رسائل الواتساب: كان نادر يجلب بقلاوة من الشرق الأوسط كهدية لهيلاري، لكنه كان يمزح أيضا حول مقدار المال الذي لا يزال مستحقا له.
تُظهر السجلات التي نشرتها لجنة الانتخابات الفيدرالية أن خواجة يقدم تبرعات سياسية كبيرة، معظمها للديمقراطيين، ولكنه يقدم أيضا للجمهوريين.
في بيروت، أخبر خواجة الصحافي بول روود أن التهم الجنائية بحقه سببها “بعض الأعداء الأقوياء”. ويقول إن أبو ظبي أنفقت ما بين 25 إلى 30 مليون دولار على جهود ضغط ضده في وزارة العدل. “يعمل البيت الأبيض مع الإماراتيين خوفا مما أعرفه”، يقول خواجة.
“في أحد الأيام، ربما أضطر إلى الإدلاء بشهادتي ضدهم، فلماذا لا يحرقونني أولاً!.. لقد تم التلاعب بالقانون”، يقول خواجة.
ارسال التعليق