نادي الصفا والصادق والاستهداف الطائفي والمسؤولية
بقلم: علي آل غراش...
لماذا أخذت حادثة جماهير نادي الصفا وحديث حسين الصادق مدير المنتخب، أبعاداً بعيدةً عن الرياضة وتحولت إلى قضية رأي عام، وأكبر مما ينبغي طائفية وتخوين ….؟.
هل قرار وزارة الرياضة ضد نادي الصفا مجحف .. وظالم ومتعسف، بعيدا عن الحقيقة والواقع؟
لماذا قرار حل إدارة النادي ومحاسبة المسؤولين والتحقيق معهم لدرجة اعتقال البعض في الجهات الأمنية باتهامات كالتخوين .. رغم ما حدث يتعلق بالرياضة؟!.
هل هي حادثة جديدة على ملاعب المملكة، أم موجودة وتتكرر بشكل دائم:
هتافات جماهير الصفا مهذبة و ذات قيم و أخلاق رفيعة، ألا يوجد في ملاعب المملكة هتافات بعيدة عن السلوك الأخلاقي مثل: الكلام البذيء و الشتم و الاساءة، وهناك اعتداء بالضرب في الملاعب..، من قبل غير أهل المنطقة، ولكنها لم تضخم إعلاميًا !.
هل الخطاب الرسمي فتح المجال للتجييش ضد جماهير النادي والاساءة إلى عقيدة منهج أهل البيت (ع) وإعادة تشغيل اسطوانة النفس الطائفي البغيض؟.
ألا يجب على الجماهير التقيد بالأنظمة والقوانين لوزارة الرياضة، التي يجب أن تطبق على الجميع بالتساوي؟.
هل جماهير الصفا والمنطقة كان لديهم تفاؤل كبير بان العهد الجديد يسمح بالتعبير عن الاراء بحرية، ام هناك سوء تقدير بانه لا يوجد احترام للرأي والرأي الاخر والتعددية والتنوع الفكري وخاصة الشيعي على مستوى المملكة في كافة المجالات، وان هناك تحسس كبير كما أثبتت الحادثة؟.
هل ستعيد وزارة الرياضة النظر وإلغاء كافة القرارات الصادمة والحادة والاكتفاء فقط بخطاب إنذار؟.
لماذا التهجم على مدير المنتخب اللاعب الدولي حسين الصادق، المعروف بالأخلاق الفاضلة طوال مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات وخدمة الوطن؛ لمجرد الاستشهاد بكلام أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في اللقاء؟.
ان ردود أفعال الحكومة على حادثة أهازيج جماهير نادي الصفا، في مباراة لكرة القدم، في الليلة التي توافق مناسبة ذكرى مولد الإمام علي(ع) شكلت صدمة كبيرة ودقت جرس الانذار والانتباه ..، وإعادة النظر في حقيقة العهد الجديد في التعامل مع المواطنين وخاصة الشيعة، حيث ثبت غياب احترام التعددية والتنوع الفكري والمذهبي، وسيطرة الفكر الاحادي التكفيري، واستهدافه للشيعة مازال قائما ويزداد.
مهما كان صحة أو عدم صحة ترديد الأهازيج بمناسبة مولد علي(ع) في الملاعب أو المواقع العامة، إلا انه لا ينبغي إعلان الحرب الإعلامية والتجييش ضد أهل المنطقة أصحاب مدرسة أهل البيت (ع)، وإعادة الخطاب التكفيري للواجهة كما حدث!.
فالاهازيج متعارف عليها لدى أهل المنطقة الشرقية وغيرهم من أتباع المدارس الدينية الاخرى في الخليج والحجاز والجنوب وفي الدول العربية والإسلامية بذكر المواليد والمناسبات الدينية.
وبالتالي ان من ينتمي للرسالة الإسلامية ويتبع أوامر الخالق (عز وجل) وتوجيهات نبيه الكريم محمد (ص) ملزم بمحبة الإمام علي (ع) واحياء اي مناسبة تتعلق به، كما ان ذكر الإمام علي (ع) والنظر إليه عبادة وبركة كما قال رسول الله(ص): "النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه".
وبالتالي ان حادثة أهازيج جماهير نادي الصفا بمناسبة مولد الإمام علي(ع)، تنطلق من باب المحبة والعشق لصاحب المناسبة، حسب اخلاقهم وعقيدتهم، بعيدا عن كل ما تم وصفه من قبل أعداء الإنسانية والتنوع والتعددية، أصحاب الفكر التكفيري والحقد والتخوين، وكلام الإنسان الراقي الأخلاق حسين الصادق والاستشهاد بحديث ثابت حسب كتب الروايات والأسناد لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين إمام الحكمة وصوت العدالة الإنسانية الإمام علي (ع) لا خلاف فيه، حيث إن كلامه وعلمه من علم رسول الله (ص)، وكلامه هو للمؤمنين والمسلمين وللبشرية، وكل حر وشريف مهما كان دينه ولونه وعرقه، حتما يفتخر ويتسرف بالتزود بكلام وعلوم وتوجيهات الإمام علي (ع) فهي نور وهداية.
لماذا هذه المرة تم تضخيمها وجعلها قضية كبرى وقضية رأي عام:
ملاعب المملكة تشهد تنوعا في طريقة التشجيع، فكل الفرق لها طريقتها في التشجيع ومؤازرة فريقها، فهناك من يكرر عبارات حسب البيئة والتوجه والثقافة الخاصة به، فالمملكة كبيرة وكل منطقة تتميز بشيء، وبعضها تردد اهازيج دينية كما يحدث في المنطقة الغربية. لماذا استهداف من يذكر اسم وكلام أمير المؤمنين الإمام علي (ع)؟.
وهناك فرق تشجع بعبارات والفاظ بذيئة وإساءة وتجريح في الفريق الاخر وفي اللاعبين أو إساءة للمنطقة التي ينتمي إليها الفريق المقابل، بل يوجد جماهير تمارس العنف اللفظي واليدوي بالاعتداء برمي وقذف الفريق الاخر بقنينات المياه وربما المقاعد وكل ما يمكن رميه، بل يصل إلى حد الاعتداء بالأيدي والعراك وهناك الكثير من المباريات الموثقة بمقاطع الفيديو التي فيها اعتداء على الفرق ومنها فرق تنتمي للمنطقة المعروفة بالحب والولاء لامير المؤمنين الإمام علي (ع)؛ ولكن لم نسمع صدور مثل هذه القرارات والتعامل الإعلامي والتجييش على تلك الأندية وعلى جماهيرها وعلى المنطقة التي ينتمون إليها، كما حدث مع نادي الصفا!!.
بينما جماهير فريق الصفا لم تسئ إلى شخصية أو جماعة، بل رددت عبارات مهذبة تعبر عن مناسبة عزيزة جدا على كل إنسان مسلم يحب الله ورسوله(ص)، وهو الإمام علي -ع-.
ومَن لا يحب الإمام علي (ع) فهو حبيب الله ورسوله (ص)؟
لماذا التحسس والانزعاج من ذكر اسم الإمام علي (ع) والاحتفاء بمولده وكرامته وأقواله؟.
لماذا الانزعاج والإساءة للاعب الخلوق المميز حسين الصادق، والإساءة لمذهبه ولعقيدته وأهل منطقته، أين الجهات الحكومية الرسمية من محاسبة من يثيرون الطائفية البغيضة والإساءة لمكون وطني أصيل موجود على تراب أرضه قبل تأسيس الوطن، ومن حقه الحصول على حقوقه ومنها حرية التعبير وممارسة أفكاره وعقيدته؟.
مسؤولية نشر التعددية والتسامح:
المسؤولية تقع على الجميع وبالذات على الدولة وعلى الشعب وعلى أتباع مدرسة أهل البيت في المنطقة بان يكونوا حذرين، ولا يعتقدوا انهم أصبحوا في العهد الجديد في حال أفضل يسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم وعقائدهم ويمارسونها بشكل طبيعي!.
هذه الحادثة أثبتت ترسخ الفكر التكفيري والعداء والحقد والكراهية للمكون الوطن…
ارسال التعليق